إن التكتم من الأعراف الراسخة في عالم البادية إذا ليس في الدنيا شيء ابغض إلى طبع ابن الصحراء من أن تأتي وتسأله عن اسمه أو اسم ابيه أو أخيه أو امرأته أو ولده وما إلى ذلك أو أن تسأله إلى أي عشيرة ينتمي وكم له من الأولاد وما هي صلته بهذا الرجل أو ذاك إذا كان لا يعرفك قال أحدهم يقصد شخصاً اشتهر بالتكتم: يمشي مع الضاحي ويخفي مواطيه ويكمى السحابه وانت توحي رعدها كما أن ساكن الصحراء يكره أن يجيبك إذا ما سألته عن منزله أو منازل عشيرته أو من أين أتى وإلى أين هو ذاهب الآن، إنه حريص على الكتمان في هذا الأمور والتكتم ليس ظاهرة حديثة العهد لدى ابن الصحراء، بل إنه قديم قدم البداوة ذاتها ولعلنا إذا تساءلنا عن السبب الذي حمل البدو على التمسك بالكتمان وعدم الإدلاء بأية معلومات تتعلق بالشخص المسؤول أو بأحد أقاربه أو بعشيرته هو أنه إما طالباً أو مطلوباً ولذلك فإن السكوت والكتمان يفيده أكبر فائدة وينفعه نفعاً بالغاً فهو إذا كان طالباً فإن تكتمه وجهل الآخرين به يمكنه من تحقيق بغيته والظفر بخصمه أما إذا اتضحت هويته فإن ذلك يمكن خصمه من الفرار منه والتواري من وجهه والنجاة وكذلك إذا كان مطلوباً فإن تكتمه يساعده على الخلاص من الأحابيل التي ينصبها له خصومه ويريدون أن يوقعوه بها بينما لو كان أمره ظاهراً وعرفه اعداؤه فانه لن يفلت منهم ولن يتركوه حتى يدركوا ثأرهم منه وهكذا نشأ التكتم في الصحراء لدى البدو وكذا الدافع إليه حيوياً واصبح بعد نشوئه عرفاً يتمسك به البدو أشد التمسك ومن لوازم التكتم لدى البدو والتنكر والبدوي يحسن التنكر لا بالحركة والزي فحسب، بل باللهجة والأسلوب والألفاظ لأن لكل قبيلة ومنطقة لهجة خاصة تعرف بها. قالوا في القهوة: من شعر الشيخ وارد العواجي الكيف قبل اليوم حنا شربناه جد على جد شرينا النشايش ياما شعمنا النار للي تنصاه يغدي عماس اللي على الكيف دايش نجورنا بالليل تسري على غناه صهيل شبل ركزن للعرايش فنجالنا يشدي خضاب الخونداه لا قيل ني ولاله الجمر نايش ردينا اللي تدفق السمن يمناه لا صار تال الزاد غاد نوايش الى تبين درب كود ضربناه الى انهضم راع الضلوع الهشايش كم هجمة نجعل عليها مناداه على الرمك نقعد ضغا كل طايش خيالنا يبرز نهار الملاقاة يروي حدود مصقلات عطايش صورة شعرية من الصحراء للفارس الشاعر ماجد الحثربي أمس الضحى والناس يسعون بالكيل هذاك بياع وهذاك شاري والله لولا خوفتي بالدهر ميل لا اصيح بأعلى الصوت وانخى مشاري لا أصيح أنا وأقول ويل بعد ويل واخاف من كثر الحكي والهذاري يا تين فوق مشمر تكسر الذيل عار مقفاها من اللبس عاري اصيح أنا لو كان ما في يدي حيل يقول لي يا الحثربي ويش جاري أنا بلاي مدعج العين بالميل اللي يدلك بالزباد الخزاري عيون طفقات هدبهن مظاليل كنه عيون مصخرات الحباري له قذلة سودا كما دايج الليل من مقدم القذله عليها مواري