أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، ريتشارد أردمان، أمس في مؤتمر صحفي بمقر السفارة، أن بلاده تعتزم إجراء مناورات عسكرية مع جيوش الجزائر والمغرب وتونس والسينغال ونيجيريا ضمن المبادرة التي ستنطلق رسميا بداية يونيو المقبل بالسينغال من خلال مناورات تحمل اسم (فلينتلوك 2005) تستند إلى مخطط الساحل الذي أطلق عقب هجمات11 سبتمبر2001 من أجل منع الإرهابيين من إيجاد ملاذات آمنة في إفريقيا، وأوضح السفير ان ( هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش الجزائري في مناورات عسكرية ضمن قوات دول الصحراء الكبرى.. مؤكدا أنها (تعكس التقارب السياسي والعسكري بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالجزائر)، الى ذلك ذكرت مصادر أمريكية في الجزائر أن البنتاغون يكون قد قرر تقديم دعم فني ومادي لجيوش دول الساحل الإفريقي من اجل الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة في مجال مكافحة الإرهاب، بهدف تضييق الحصار على الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالصحراء الكبرى لدول الساحل، وحسب المصادر ذاتها فإن ميزانية المبادرة تقدر ب 100 مليون دولار سنويا خلال خمس سنوات، تساهم فيها عدة أجهزة حكومة أمريكية، هي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وزارة الخارجية، ووزارة المالية. ومن المتوقع إقامة مركز قيادة العمليات بالسينغال، حيث سيمول العديد من طائرات الشحن طوال مدة مناورات، بينما سيعمل جنود من العمليات الخاصة الأمريكية على تدريب نظرائهم الأفارقة على التكتيكات العسكرية الأساسية لتعزيز الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي في مجال مكافحة الجماعات المسلحة، والجدير بالذكر أن خبراء الأمن في الولاياتالمتحدة يصنفون الجماعة السلفية للدعوة والقتال التى يقودها الارهابي (حطاب) كأهم تنظيم إرهابي في منطقة الصحراء الكبرى ذو الارتباط بتنظيم القاعدة، وبالتالي تتجه السياسة الأمنية الأمريكية إلى تسخير الإمكانات اللوجيستية والتقنية للقضاء على عناصرها، ومن ثم تدريب الضباط في البلدان المعنية لمواجهة تحركات التنظيم الذي تتحرك عناصره في الصحراء الكبرى لاسيما النيجر وتشاد بعد أن ضيقت عليه القوات المشتركة للجيش الجزائري الخناق في إطار تمشيط دوري يهدف الى تفكيك الجماعات الإرهابية المسلحة، وفي سياق متصل ذكر بيان صادر عن السفارة الأمريكيةبالجزائر (امس الاثنين) أن بارجة حرس السواحل ألأمريكية (بير) سترسو بميناء الجزائر يوم 6 يونيو بقيادة (الكومندار روبيرت فاجنر) لإجراء تمرينات بحرية مع قوات البحرية الجزائرية في عرض المتوسط، وحسب ما يعتقده الخبراء، فإن برنامج الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب بدول الساحل، سوف يثير حساسية الدول الأوربية المطلة على المتوسط وعلى رأسها فرنسا التي تعتقد أن هذه الدول ما زالت امتدادا استراتيجيا لها، باعتبارها مستعمرات قديمة لها.