كشفت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أنها ستشرع بدءاً من حزيران يونيو المقبل في دعم جيوش دول منطقة الساحل في مجال التقنيات الحديثة المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وتعتبر هذه المناورات بداية برنامج"وقائي"لاستئصال التهديدات الإرهابية في المنطقة والتي تصدر أساساً عن تنظيم"الجماعة السلفية"الجزائري. وأوضحت تيريزا ويلان، نائبة مساعد وزير الدفاع للشؤون الإفريقية، إن مبادرة مكافحة الإرهاب في منطقة الصحراء الكبرى ستبدأ رسمياًً في الشهر المقبل بمناورة عسكرية أُطلق عليها اسم"فلنتلوك 2005". وذكرت في تصريح وزعته وكالة إعلام القوات المسلحة الأميركية التابعة لوزارة الدفاع، أمس، أن المناورة تندرج ضمن برنامج شامل متناسق بين مختلف الدوائر الحكومية بهدف منع الجماعات الإسلامية المسلحة بما في ذلك"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"وتنظيم"القاعدة"من إقامة دولة لها أو مناطق لجوء في إفريقيا. وبالإضافة إلى الجانب العسكري فقد قررت بقية الدوائر الحكومية الأميركية إطلاق برامج خاصة بدول منطقة الساحل، إذ ستطلق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مبادرات تعليمية، وستعالج وزارة الخارجية مسألة أمن المطارات قريباً، في حين ستكون وزارة المال مسؤولة عن الجهود الرامية إلى تشديد القيود المفروضة على النشاطات المالية في المنطقة. وفي الشأن العسكري سيقوم أفراد من القوات الأميركية الخاصة بتدريب نظرائهم في سبع دول إفريقية صحراوية ومنها الجزائر في التقنيات والخطط العسكرية الحاسمة الأهمية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين بالإضافة إلى تشجيع تعاون هذه الجيوش في ما بينها للعمل في شكل جماعي لمجابهة القضايا الإقليمية. ويؤكد متابعون لنظرة الولاياتالمتحدة الى الشأن الأمني أن"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"تعتبر أبرز تنظيم إرهابي في منطقة الصحراء الكبرى وان الجهود التي تهدف إلى استئصال الجماعات المسلحة يتوجب أن تستهدف خلايا هذا التنظيم في المنطقة بزعامة مختار بلمختار المدعو"خالد أبو العباس"ويدعى أيضاً"الأعور". وتشير وزارة الدفاع الأميركية الى أن المناورات التي ستجري بمشاركة قوات أميركية مختصة في مجال مكافحة الإرهاب، ستشمل ضباطاً مختصين في الشأن الأمني في جيوش دول الساحل ومنها الجزائر بهدف خلق"قوة متنقلة"بين هذه الدول لملاحقة المسلحين متى توافرت معلومات حول تحركهم بين المناطق الحدودية. وتفيد معلومات أميركية أن تنظيم"القاعدة"يبحث منذ اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 عن مناطق لجوء أكثر أمناً له، وتعتبر ان منطقة الساحل من بين هذه المناطق. وتعتقد الإدارة الأميركية أن منطقة الصحراء الكبرى التي تضم أساساً جنوبالجزائر، موريتانيا، مالي، النيجر وتشاد، هي مناطق شاسعة غير مأهولة نسبياً وتفتقر إلى سيطرة حكومات هذه الدول في شكل جعل منها مناطق جذب واستقطاب للجماعات الإرهابية.