خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكوكب وأودع فيه سبل العيش، وأنزل الآيات الدالة على الحفاظ على مقدراته ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم {كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}. وهذا الكوكب يحتوي على مكونات حية مثل الإنسان والحيوان والنبات ومكونات غير حية مثل الماء والهواء والتربة، وجعل بين هذه المكونات توازناً عجيباً حيث يقول جل شأنه {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}. ويزيد نشاط الإنسان احيانا ويغفل عن آثار هذا النشاط السلبية لذا تتأثر البيئة بآثار تسبب العديد من الأمراض المباشرة وغير المباشرة على الكائنات الحية منها ما هو واضح والبعض الآخر قد لا تتضح آثاره للعيان إلا بعد أن تتفاقم المشكلة. وأسباب أضرار البيئة عديدة منها ما هو متعلق بالتخطيط العمراني وذلك بجعل الطرق الرئيسية باتجاه هبوب الرياح المستديمة التي غالبا ما تحمل الأتربة، وتحيد موقع المناطق الصناعية وكيفية التخلص من نفاياتها، والاستخدام المفرط للمبيدات الكيميائية والاحتطاب والرعي الجائرين، إضافة إلى دور الإنسان الشخصي ويتمثل في نظافة البيئة المحيطة وتعامله مع مستلزماته اليومية. والمملكة - حرسها الله - أولت البيئة جل عنايتها حيث أنشأت العديد من الهيئات المعنية بالبيئة مثل الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وكذلك مصلحة الأرصاد وحماية البيئة، إضافة إلى صحة البيئة في وزارة الشؤون البلدية والقروية وغيرها من المصالح الحكومية الأخرى. وحرصا على تفعيل الدور الإيجابي للإنسان في بيئته وتلافياً للدور السلبي فإنني اقترح تشكيل لجنة بيئية يرأسها أمير المنطقة أو المحافظ وتضم في عضويتها المعنيين عن البيئة في المصالح الحكومية والمهتمين في شؤون البيئة، ويختص دورها في متابعة بيئة المحافظة وتطبيق الأنظمة الرادعة على كل من يتسبب في أضرار البيئة إضافة إلى تفعيل الدور الإعلامي عن البيئة وأهميتها، نأمل أن ننعم في بيئة صحية نظيفة وأن تشجع الثقافة البيئية في أوساط أبنائنا ومجتمعنا بأكمله بارك الله في الجهود ووفق العاملين وسدد الخطى.