ولي العهد يلقي الخطاب الملكي في مجلس الشورى غدا    فييرا: "السعودية مركز عالمي للرياضات القتالية"    الأهلي يبتعد عن الأحمد    دراسة متخصصة: ثقة الجمهور بالإعلام الرقمي "متوسطة" وتطوير مهارات الصحافيين مطلب    المرور : كن يقظًا أثناء القيادة    وزارة الصناعة والثروة المعدنية و ( ندلب) تطلقان المنافسة العالمية للابتكار في المعادن    السفير المناور يقدم أوراق اعتماده سفيرًا للمملكة لدى المكسيك    الذهب يرتفع إلى 3651.38 دولار للأوقية    رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه يحضر أول مواجهة"Face Off" بين كانيلو وكروفورد    إثيوبيا تدشن اليوم سدا ضخما لتوليد الطاقة الكهرومائية    "لا أساس من الصحة" لإعلان أسطول مساعدات تعرّض أحد قواربه لضربة من مسيّرة    نيبال تتراجع عن حجب مواقع التواصل الاجتماعي    أمير منطقة المدينة المنورة يرعى حفل افتتاح ملتقى "جسور التواصل"    الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب لضبط الأمن    الإطاحة بملوثي البيئة «بمواد خرسانية»    نائب أمير تبوك يثمن جهود البريد السعودي بالمنطقة    نائب أمير المنطقة الشرقية يعزي أسرة الزامل    أطلقها وزير الموارد البشرية لتعزيز صحة العاملين.. لائحة لخفض معدل الأمراض والإصابات المهنية    الفرنسي «ماتيو باتويلت» يحمي عرين الهلال حتى 2027    في ختام معسكره الإعدادي.. الأخضر يرفض الخسارة أمام التشيك    تجاوزو فان بيرسي.. ديباي هدافاً ل «الطواحين»    القيادة الكويتية تستقبل تركي بن محمد    بدء استقبال طلبات تراخيص«الحراسة الأمنية»    «السفارة بجورجيا» تدعو المواطنين لتحديث جوازاتهم    9 إجراءات إسبانية ضد إسرائيل لوقف الإبادة الجماعية    قاتل المبتعث «القاسم» يدعي «الدفاع عن النفس»    محامي الفنانة حياة الفهد ينفي دخولها في غيبوبة    أنغام تشدو من جديد في لندن ودبي    تفاهم بين «آسان» و«الدارة» لصون التراث السعودي    دواء جديد يعيد الأمل لمرضى سرطان الرئة    140 ألف دولار مكافأة «للموظفين الرشيقين»    "الصحة" تستكمل التحقق من فحوص اللياقة والتطعيمات للطلبة المستجدين    50.2 مليون بطاقة صراف آلي تصدرها البنوك    إصبع القمر.. وضياع البصر في حضرة العدم    عندما يكون الاعتدال تهمة    33.8% زيادة عالمية بأسعار القهوة    يوم الوطن للمواطن والمقيم    حين يحترق المعلم يذبل المستقبل    مرصد سدير يوثق مراحل الخسوف ويقيم محاضرات وندوات    جامعة حائل تحقق إنجازًا علميًا جديدًا في «Nature Index 2025»    علاج جديد لارتفاع ضغط الدم بمؤتمر طبي بالخبر    إسرائيل تواصل تدمير غزة وتقبل اقتراح ترمب    إحباط تهريب (65,650) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي بمنطقة جازان    انطلاق أولى ورش عمل مبادرة "سيف" بمشاركة أكثر من 40 جمعية من مختلف مناطق المملكة    منسوبو أسمنت الجنوبية يتفاعلون مع حملة ولي العهد للتبرع بالدم    فضيلة المستشار الشرعي بجازان: "التماسك بين الشعب والقيادة يثمر في استقرار وطن آمن"    مجلس إدارة جمعية «كبدك» يعقد اجتماعه ال27    وزراء خارجية اللجنة العربية الإسلامية بشأن غزة يعربون عن رفضهم لتصريحات إسرائيل بشأن تهجير الشعب الفلسطيني    أبرز التوقعات المناخية على السعودية خلال خريف 2025    إطلاق المرحلة الثالثة من مشروع "مجتمع الذوق" بالخبر    الأميرة أضواء بنت فهد تتسلم جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز «امتنان» للعمل الاجتماعي    صحن الطواف والهندسة الذكية    كيف تميز بين النصيحة المنقذة والمدمرة؟    الجوازات تواصل استقبال ضيوف الرحمن    تحت رعاية وزير الداخلية.. تخريج الدورة التأهيلية لأعمال قطاع الأمن العام    النسور.. حماة البيئة    وزير الحرس الوطني يناقش مستجدات توطين الصناعات العسكرية    رقائق البطاطس تنقذ امرأة من السرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. خالد التركاوي: العناية بالطفل عملية مرهقة تتطلب تفرغاً شبه كامل من الأم
د. محمد ميسرة: كثيراً ما تكون المواد الغذائية سبباً للحساسية !
نشر في الجزيرة يوم 02 - 10 - 2003

إذا كانت الهيئات الدولية تركز دوما في معايير نظرتها إلى تقدم الأمم على مدى اهتمامها بصحة الأطفال فمن المؤكد ان تلك المؤشرات تقوم في الأساس بالنظر إلى الطفولة كنبتة للمستقبل، ومن المؤكد أيضا ان الأطفال هم أكثر «الناس» عرضة للأمراض، ومن هنا تأتي معاناة الوالدين في السهر والمتابعة.
وعلى الصفحات التالية نقدم مجموعة من قضايا وأمراض الطفولة التي ربما واجهتنا جميعا كآباء وأمهات مثل تطور الأطفال في السنة الأولى وأمراض الحساسية والسكري وإفرازات العين عند حديثي الولادة والآفات الطفحية والتوحد.
مجموعة من الاستشاريين والاخصائيين بمستشفى الحمادي بالرياض، يقدمون لنا وجهات نظر حول أمراض الطفولة تلك، وقد شدد هؤلاء الأطباء على ضرورة ملاحظة كل ما يتعلق بالطفل الوليد والإسراع به نحو العلاج من أجل السلامة.
سنة أولى طفولة
في البداية يحدثنا د. خالد التركاوي استشاري الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض والحائز على شهادة البورد الأمريكي في طب الأطفال وزميل أكاديمية الأطفال الأمريكية عن تطور الأطفال في السنة الأولى قائلاً: يتمتع الأطفال عند ولادتهم بمخزون وافر من الإمكانات التي تؤهلهم للتفاعل مع محيطهم بكفاءة الا أن أشد ما يعوزهم هو القدرة على التواصل مع هذا المحيط بلغة مفهومة، لذلك يصبح الذكاء أداة تعبيرهم الوحيدة عن كل ما ينتابهم من جوع وألم وإحساس بالضيق والمال، ويمتاز كل منهم منذ ولادته بمزاج فريد يطبع أنشطته كلها من نوع ولعب واستجابة للمؤثرات الخارجية، وتعتبر هذه الخصائص الفريدة بمثابة الأرضية التي ستبنى عليها شخصية هذا الفرد مستقبلاً، وهي المحددة لمعالم سلوكه خاصة في السنة الأولى من عمره وهذا ما سنتطرق إليه هنا بشيء من التفصيل.لا شك ان العناية بالطفل عملية مرهقة فهي تتطلب تفرغاً شبه كامل من الأم، هذه المهمة تشكل تحدياً مستمراً خاصة خلال الأشهر الأربعة الأولى حين يكون سلوك الطفل عصياً على الفهم، إذ يصرخ ويبكي دونما سبب ظاهر، لكن بمرور الوقت تكتسب الأم خبرة تستطيع معها فهم ما يرغب طفلها بالتعبير عنه فتصبح أكثر ثقة بنفسها ويسهل عليها الارتباط الحميم بوليدها، تلك الصلة المميزة التي ستطبع شخصية طفلها إلى أمد بعيد.
رغم صعوبة التنبؤ بسلوك الطفل في هذه المرحلة لكن حاجاته تنحصر في الطعام والنظافة والشعور بالأمان، فهو ينام بسهولة في معظم الأحيان عند تلبية هذه الحاجات، وقد يحتاج إلى طقوس معينة قبل أن يستسلم للنوم «كالمص على الإصبع أو أن يحمل على ذراعي أمه حتى ينام»، وغالباً ما تعزو الأم القلقة بكاء ولدها المتواصل إلى الألم «المغص» أو إلى مرض ما فتكثر من زياراتها إلى الطبيب، أو قد تلجأ إلى علاجات لا تجدي نفعاً، ولعل أفضل نصيحة أقدمها هنا هو ان يعطي هذا الطفل قدراً أكبر من الاهتمام، ولا بأس من حمله حتى ينام إذ يحتاج الطفل خلال هذه الفترة من العمر خاصة إلى الكثير من الشعور بالأمن والثقة بمن يقدم له الرعاية حتى يتطور نفسياً بالاتجاه الصحيح.
حينما يجاوز الطفل شهره الرابع يصبح أكثر سلاسة فتقل حدة بكائه وتنتظم دورات نومه وطعامه إلى حد ما وتزداد مناغاته وابتساماته لمن يداعبه، وقد يساعده على الدخول في النوم وضعه في السرير مع لعبة طرية محببة إليه.
خلال هذه المرحلة «4 8 أشهر» تأخذ معالم مزاج الطفل بالتكشف وتصبح تصرفاته أكثر قابلية للتنبؤ وعلى الأم ان تتذكر انها لم تكن هذا المزاج، فهذا أمر مقرر سلفاً من قبل ولادته لذا فان كل ما باستطاعتها هو ان تفهم طفلها وان تتعامل معه بصبر.حينما يبلغ شهره التاسع يصبح الطفل غالباً قادراً على الحبو، وخلال أسابيع معدودة قد يتمكن من الوقوف والاستناد إلى قطع الأثاث، ثم يخطو خطوته الأولى عندما يقارب عامه الأول، لذا يجب على الأم ومن يساعدها في العناية بالطفل أن يولوا عناية خاصة لحمايته من السقوط من الأسرة وعلى السلالم وإبعاده عن كل ما يمكن ان يشكل مصدر خطر خاصة الأسلاك الكهربائية والمدافئ وحبال الستائر المدلاة وغيرها، فالرغبة العارمة في اكتشاف العالم عند الطفل في هذه المرحلة لا تترافق مع قدرة كافية على تمييز الضار من النافع فيما يحيطه.
عند هذا العمر ورغم حب الطفل لاستكشاف ما حوله الا انه يبدأ بالخوف من الغرباء، ويزداد تعلقه بأمه، وهذا تطور طبيعي ويدل على علاقة سليمة بين الأم وطفلها ولا داعي للقلق بشأن هذه الظاهرة ولا بأس من تركه برهة قصيرة بعيدا عن الأم لكن عند عودتها عليها ان تعامله بدفء وستجد انه استعاد الهدوء سريعاً، وستهيئه تجربة الانفصال القصير عن الأم إلى فترات أطول من الانفصال لاحقاً، وستقوى فيه ملكة الاعتماد على الذات في قابل أيامه.وأخيراً فإن السنة الأولى من عمر الطفل هي مصدر تحد كبير للأبوين خاصة إذا كانت هذه تجربتهما الأولى، وعلى الرغم من النوم المتقطع والقلق من المجهول الذي يعانيانه الا أن الشعور بالإنجاز والرضا عن الذات يجلب للأبوين متعة لا تدانيها أية متعة أخرى.
سكري الطفولة
ويأخذنا د. عثمان جمال عثمان استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض إلى الحديث عن السكري عند حديثي الولادة أيضاً مؤكداً على أهمية المحافظة على ضبط السكري.
يقول د. عثمان: لعل أشد المصائب وقعاً على النفس ان يفاجأ المرء بإصابة طفله اليافع بمرض كالسكري يلازمه طوال حياته وربما انتقص من سعادته، في مثل هذه الحالات تلجأ النفس البشرية إلى تحفظات وقائية «Defence machanisms» تمتص بها جزءاً كبيراً من هول الصدمة..
في البداية ينكر المرء في اللاوعي حدوث الأمر ويرفضه «Denial»، يتمثل هذا في التنقل بين الأطباء والعيادات «Doctor shopping» من أجل بدائل أخرى، ومع تبين الحقيقة واستحكامها يتحول الإنكار إلى غضب يصبه على من حوله «Projection»، وقد تهتز الثقة التي بينه وبين طبيبه إذا لم يفطن هذا إلى هذه الظاهرة ويتناولها بالحكمة والصبر، وربما أيضا تأثرت علاقة المرء بأسرته وزوجه.. وقد يلقي باللائمة على نفسه، ويتولد عنده الشعور بالذنب فيحيط طفله بحماية مفرطة يصعب معها متابعة حالته طبياً.
وكثيراً ما تسوء حالة الطفل في هذه الفترة من جراء هذه الانفعالات التي تتراوح مدتها وقوتها تبعا لشخصية المرء وثقافته واتزانه النفسي وبمقدار السند الذي يلقاه ممن حوله خاصة طبيبه.
طفلان لم يبلغا الثالثة من العمر أحدهما كان أبواه يصران في كل مرة أعوده أن حالته عارضة ستزول ولم أره بعد خروجه من المستشفى، وأما الآخر فقد أخرجه والده من المستشفى الذي شخصت فيه حالة ابنه وأتى به إلى عيادتي مرة ثم أخذه إلى البادية، مثالان قويان للانفعالات السابقة الذكر.
هذه الانفعالات أكثر حدوثاً وقوة في مرض السكر للأسباب التالية:
العلم بان مرض السكري أبدي لا شفاء منه.
التأثير اليومي في حياة الطفل وأسرته من فحص وحقن وتردد على المستشفيات..
حرمان الطفل من ملذات تعتبر ضرورية ومهمة عند الأطفال.
الاعتقاد الشائع بأمن مرض السكري لا يصيب صغار السن، وهذا اعتقاد خاطئ لأن السكري كثير الحدوث عند الأطفال، وتشخيصه في صغار السن في ازدياد مطرد ويحدث حتى عند حديثي الولادة.
أنواع السكري
وهناك أنواع من السكري الذي يصيب حديثي الولادة يجملها لنا د. عثمان جمال في التالي:
«أ» السكري المؤقت، ومنه نوع يصيب الطفل في أسبوعه الأول ويزول تدريجياً على مدى أسابيع وأشهر قليلة، وهذا أكثر حدوثاً عند الأطفال الذين لم يكتمل حجمهم عند الولادة، وكذلك الأطفال المبتسرين «الخدج»، خصوصاً الذين تتم تغذيتهم بالوريد، وتظهر عليهم أعراض السكري لتأخر نضج غدة البنكرياس، هذان النوعان يتميزان بحساسية مفرطة للأنسولين فيجب توخي الحذر والدقة في جرعات الأنسولين.
«ب» السكري الدائم: وأسباب هذا النوع:
ضمور أو عدم تخلق «تكون» غدة البنكرياس.
اختلال مستقبلات الأنسولين «receptor»، وهذه مواد عن طريق الاندماج معها يؤدي الأنسولين وظائفه، ويتميز النوعان الأخيران بوجود معدلات عالية من الأنسولين في الدم عكس ما هو الحال في السكري الشائع.
كل أنواع السكري أعراضها واحدة، يحدث ارتفاع في معدل سكر الجلوكوز في الدم وفي البول وينتج عن هذا إدرار البول بغزارة مما يتسبب في جفاف الجسم، ولعدم قدرة الجسم على استهلاك الجلوكوز لتوليد الطاقة يلجأ إلى المخزون من الدهن والبروتينات فيؤدي ذلك إلى نحول الجسم وتوقف نمو الطفل، وأيضا تتراكم الأحماض بالدم والجسم وتؤثر في معظم الوظائف الحيوية، لكن تكاثر الأحماض في الدم نادر الحدوث في سكري حديثي الولادة، خاصة المؤقت، عند صغار الأطفال.
تزداد أهمية المحافظة على ضبط السكري، فكلما كان الطفل صغيراً زادت معدلات المضاعفات المؤقتة مثل الصدمة «فقدان الوعي»، وكلما أثر ذلك في نهو الطفل الجسماني وتطوره العقلي والوظيفي، وأيضا زادت احتمالات المضاعفات المؤجلة وحدثت في سن مبكرة.
إفرازات العين
وفي جانب آخر يتناول د. يعقوب حداد استشاري الأطفال بمستشفى الحمادي بالرياض إفرازات العين عند حديثي الولادة قائلاً: تتعرض نسبة من المواليد لوجود إفرازات في العين بعد الولادة، وهناك أسباب لوجود مثل هذه الإفرازات منها الالتهابات الكيماوية لملتحمة العين بسبب تعرضها لقطرة نترات الفضة التي كانت تستعمل سابقاً، ومنها الالتهابات البكتيرية التي تنتج عن أنواع من البكتريا مثل Staphylococcus، ، Pseudomonas، Hemophilus، streptococcus،Pneumcoccus Gonococcus وميكروبات أصغر من البكتيريا وعلى رأسها ميكروب chlamydia، وفي بعض الأحيان تكون الإفرازات بسبب وجود عدم تصريف لدموع العين، ناتج عن عدم تكون قناة الدمع.
عند ملاحظة إفرازات العين في الطفل حديث الولادة يتوجب الاستفسار عن ثلاثة أمور:
الأول: عمر الطفل فان وجود إفرازات بعمر 24 48 ساعة ينتج عادة عن الالتهاب الكيماوي إثر استعمال قطرة نترات الفضة التي ان تستعمل للوقاية من سيلان العين، وفي عمر 2 5 يوم تكون الإصابة عادة بسبب بكتريا Staphylococcus أو Gonococcus، وفي عمر 5 18 يوماً تكون الإصابة عادة ببكتريا Pseudomonas أما ميكروب كلاميديا فتظهر بسببه الإفرازات بعد الأسبوع الثاني.
الثاني: يتوجب الاستفسار إذا كانت الإفرازات تصدر من عين واحدة أو اثنين، فإصابة إحدى العينين تنتج عادة عن بكتريا Pseudomonas أو عن عدم تكوين قناة الدمع.
الثالث: طبيعة الإفرازات فان وجود صديد أخضر ينتج عن بكتريا Pseudomonas، أما الإصابة بميكروب كلاميديا تؤدي في البداية إلى إفراز مائي، تتحول بعدها إلى إفراز صديدي، وبالنسبة لانسداد قناة الدمع فيكون الإفراز مائياً أو مع مادة مخاطية.
بعد تشخيص المسبب سريرياً وربما مخبرياً يتجب العلاج حسب السبب، أما انسداد قناة الدمع فإذا لم يحصل تحسن بشكل تلقائي أو بالتدليك عند زاوية العين الداخلية خلال الشهور الأولى يكون عرض الطفل على استشاري العيون ضرورياً لتقدير حاجته لإجراء جراحي أم لا.
الحساسية عند الأطفال
كثيراً ما تكون أمراض الحساسية وأنواعها ومسبباتها وسبل تشخيصها محور الحديث خاصة حين يتعلق الأمر بالأطفال، إلى جانب بعض الأمراض التي تكون الحساسية سبباً مباشراً في حدوثها، إضافة إلى سبل تشخيصها وطرق التعايش معها وتفاديها، وهنا يقدم لنا د. محمد ميسرة استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بعض الحقائق التي تساعد على فهم معنى الحساسية:
تعني الحساسية التدخل غير الطبيعي لجهاز المناعة الذي ينتج عنه أجسام مضادة لمقاومة ذلك العنصر غير المقبول لدى الجسم بغض النظر عن كم تواجده في الجسم، يعتبر العامل الوراثي من مسببات الحساسية عامة بالإضافة إلى عوامل أخرى، على سبيل المثال كثرة المواد الحافظة، والمواد الإضافية التي تدخل في تصنيع بعض الأغذية التي يتناولها الأطفال بكثرة، والتلوث البيئي وكثرة العطور ومستحضرات التجميل، وتغيرات الطبيعة «المناخ».
أنواع ومسببات الحساسية: حساسية الأطعمة، حساسية الصدر، حساسية الجلد، حمى القش.
أ حساسية الأطعمة: كثيرا ما تكون المواد الغذائية سبباً في الحساسية كحليب الأبقار ومشتقاته، والبيض، وبعض الحمضيات، والموز، والقمح، والمكسرات، والأسماك، واللحوم، والطيور، عادة ما يكون الرضع أقل تحسساً للطعام خاصة عند تأخير إعطاء بعض المواد الغذائية المسببة للحساسية مثل حليب الأبقار كعامل مساعد لحليب الأم، وكذلك عدم الإدخال المبكر لبعض الأطعمة كالبيض والقمح، ولذلك كان من مصلحة الطفل الاعتماد على حليب الأم أطول فترة ممكنة من اتباع بعض الإرشادات الخاصة بتغذية الطفل:
من الشهر الرابع وحتى السادس: الخضراوات والفواكه «غير الحمضيات» والأرز واللحم والدجاج.
من الشهر السادس وحتى الشهر الثاني عشر: الأطعمة التي تحتوي على القمح والمكرونة والخبز والبسكويت.
بعد العام الأول: من الممكن تناول حليب الأبقار الطازج.
أما عن أعراض هذا النوع من الحساسية، والتي تنتج بعد تناول المواد المسببة مباشرة في معظم الأحيان فهي:
أ حدوث تورم مع الحكمة في الشفاه والفم، وقد تظهر علامات حساسية في مناطق أخرى من الجسم مثل الصدر والجلد.
ب حدوث مغص وقيء وغازات وإسهال وبدء نمو وذلك بسبب سوء الامتصاص.
ج النشاط غير الطبيعي..
ولتشخيص هذه الحساسية يمكن إجراء بعض التحاليل الخاصة، والتي يمكن استشارة الطبيب فيها.
ولما كان العلاج الأمثل لهذه الحساسية هو تفادي مسبباتها، لذا ننصح بتحري مكونات الأطعمة المختلفة التي يتناولها الأطفال، وتجنب بعض الأطعمة «كالبيض وحليب الأبقار» خاصة في السنوات الأولى، مع مراعاة عدم إعطاء تطعيم M.M.R لمن يعانون من حساسية تجاه البيض الا تحت إشراف طبي دقيق، وتقديم أطعمة بديلة كالفواكه مثل التفاح والعنب والخوخ والكمثرى والبرقوق، واللحوم مثل لحم الضأن والديك الرومي، والخضراوات مثل البطاطس، والأرز والبازلاء والكوسا، والحبوب كالشعير والشوفان.
ب حساسية الصدر «الربو»: إن من أكثر أسباب تردد الأطفال على عيادات الأطباء هو المعاناة من الكحة المزمنة التي تختلف شدتها من حين لآخر، ومع إقصاء المسببات الأخرى للكحة نجد ان حساسية الصدر من أهم هذه المسببات، وحسب دراسة ميدانية أجريت في المملكة، وجد انه حوالي 10% من طلبة المدارس في الرياض يعانون من الربو، وتزداد هذه النسبة إلى 13% بين طلبة المدارس في جدة والقصيم، وكانت أكثرها في أبها حيث وصلت النسبة إلى 17%، وترجع هذه النسب إلى عوامل طبيعية وراثية، وكذلك كثرة التعرض للمواد ذات العلاقة المباشرة بحدوث الربو.
أعراض الربو: تتفاوت الأعراض في شدتها حسب درجة ضيق الشعب الهوائية:
1 الكحة المتكررة.
2 الشعور بضيق التنفس مع وجود التصفير في الصدر.
3 المعاناة من نوع آخر من الحساسية في الجسم، حيث لوحظ ان نسبة 80% من المصابين بحساسية الصدر يعانون من نوع آخر من الحساسية مثل حساسية الجلد، بينما يعاني آخرون من حمى القش.
يعتبر التاريخ المرضي من أهم سبل تشخيص هذا النوع من الحساسية إضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى كأشعة الصدر وبعض التحاليل المخبرية.
يتم علاج حساسية الصدر حسب شدة المرض، فهناك علاج للحالة الحادة والعلاج الوقائي، وهنا يكمن واجب الطبيب في توضيح الخطة الكاملة للعلاج موضحاً الأعراض الجانبية للعلاج المتبع، ومن أجل سلامة المريض لا بد للأهل من اتباع إرشادات الطبيب دون إهمال أو تدخل.
ج حساسية الجلد: هو التهاب مزمن مختلف الدرجات يؤدي إلى الحكة واختلاف طبيعة الجلد من خشونة وتشققات والتهابات جرثومية ثانوية، وهذا الالتهاب يصيب حوالي 3% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، 60% منهم في السنة الأولى من العمر.
ويعتمد مكان الإصابة على عمر الطفل:
1 في العام الأول، تكون أكثر الأماكن إصابة هي الوجه والجذع وخلف الركبة وعلى السطح الداخلي لليدين.
2 بعد العام الأول: تكثر الإصابة في السطح الداخلي لليدين والساقين، ومن الأعراض الأخرى شحوب الوجه مع وجود هالة أسفل العينين.
ويتلخص العلاج في مداواة الحكة إضافة الى ملطفات للجلد ومراهم خاصة مثل الكورتيزون المختلف التركيز، وقد يفيد استبعاد بعض الأطعمة المساعدة على زيادة الحساسية في شفاء 10 30% من الحالات، ويتم اختفاء المرض في 80% من الحالات في العام الأول، و90% خلال الخمس سنوات الأولى من العمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.