ريال مدريد يحسم صفقة جديدة    هند كيلاني تحصل على الدكتوراة في القيادة والسياسات التربوية من جامعة الملك خالد    النفط يسجل ثاني انخفاض أسبوعي    منظمة التعاون الإسلامي تدين قرار الاحتلال الاسرائيلي إنشاء 22 مستوطنة استعمارية جديدة    جامعة الإمام تحتضن برنامج "موهبة" الإثرائي الأكاديمي 2025    رياح نشطة في مختلف مناطق المملكة    استشهاد تسعة فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    روسيا تشن هجوما بمسيرات    مساعد وزير الداخلية لشؤون العمليات يشهد اختتام منتدى الصحة والأمن في الحج    عبدالعزيز بن سعود يلتقي نائب أمير منطقة مكة المكرمة وأعضاء اللجنة الدائمة للحج والعمرة بإمارة المنطقة    أمير القصيم يوجه باستمرار العمل خلال إجازة عيد الأضحى    عبدالعزيز بن سعود يتفقد نقطة الفرز بمركز الشميسي ومركز المراقبة الميدانية    "التجارة": استمرار تقديم جميع الخدمات لجميع العملاء خلال إجازة عيد الأضحى المبارك    رئيس جمهورية المالديف: مبادرة طريق مكة تجسد اهتمام قيادة المملكة بخدمة الإسلام والأمة الإسلامية بأعلى درجات الإتقان والعطاء    اللجنة المنظمة لبطولة حائل للدرفت 2025 تختتم اجتماعها الأول    "الداخلية" تصدر قرارات إدارية بحق (11) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج    اليحيى: تدشين مبادرة طريق مكة في المالديف يجسد تاريخًا من التعاون    الأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي والصحي لانتشار قرود البابون على المجتمعات المحلية    شعبية الأهلي تتزايد في جازان وتبهر ملوك المدرجات    هاتفياً... ولي العهد ورئيس وزراء كندا يبحثان العلاقات الثنائية    دي ماريا يعود إلى نادي طفولته روساريو سنترال    الدرعية هوية سعودية في قلب شنغهاي    الحج يوحد العالم.. وتتنوع الثقافات    أمير حائل يوجّه باستمرار العمل في الإمارة والمحافظات والمراكز خلال إجازة عيد الأضحى    كأس الملك: الاتحاد لتحقيق الثنائية الأولى له والقادسية يحلم بلقبه الأول    تشكيل الاتحاد المتوقع أمام القادسية في نهائي كأس الملك    أمير منطقة جازان يتفقد محافظة الحُرَّثْ    مستشفى خميس مشيط العام يُنفّذ عدداً من الفعاليات    ضيوف خادم الحرمين: المملكة نموذج في خدمة الإسلام والمسلمين    شيخ شمل المخلاف يستقبل أعيان ومشايخ الخلاف    الجوازات: 1,255,199 حاجا من خارج المملكة حتى أمس الأربعاء    إعادة تعيين سعادة الأمين العام الأستاذة ديمة بنت يحيى اليحيى لقيادة منظمة التعاون الرقمي في مرحلة محورية تُركز على تعزيز مرونة الاقتصاد الرقمي والازدهار الاجتماعي    طلبة يقولون لبي بي سي: "نادمون" على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم    السعودية تثمن إعلان الصين إعفاء السعوديين من تأشيرة الدخول    التقي نائب أمير مكة ودشن عدداً من المشاريع.. وزير الداخلية: القيادة حريصة على تعزيز أمن وسلامة الحجاج    "التخصصات": 5,125 خريجاً من البورد السعودي    منظومة متكاملة لهيئة مكة المكرمة.. والرشيد: خطة تشغيلية لنقل 2.1 مليون حاج خلال أيام معدودة    "الداخلية: الالتزام بالأنظمة يحافظ على سلامة ضيوف الرحمن    أكد دعمه المتواصل لمبادرات رفع كفاءة خدمات الحجاج.. أمير المدينة يدشن أربع نقاط إسعافية جديدة    يدعم إنتاج التقنية العالية.. إطلاق مركز التصنيع المتقدم في الرياض    تحت رعاية ولي العهد.. توقيع ميثاق المياه العالمي وتدشين أعمال «المنظمة» بالرياض    تحذيرات من تفاقم المجاعة.. الأمم المتحدة: استمرار العدوان على غزة يخلف أضرارًا مروعة    الأمير عبدالعزيز بن سعود يلتقي القيادات الأمنية في منطقة مكة المكرمة    تل أبيب تتوعد بحصار وجولات متتالية.. إسرائيل تصعد ضد الحوثيين وتقصف مطار صنعاء    موسكو تصر على "حياد كييف".. لافروف: جولة مفاوضات روسية – أوكرانية.. قريباً    الأمير عبدالعزيز بن سعود يزور صالة مبادرة طريق مكة بمطار الملك عبدالعزيز    أرباح البنوك الخليجية تنمو 7.1%    أمير الشرقية يفتتح المؤتمر السعودي الدولي الثاني للتصلب المتعدد والأمراض العصبية المناعية    أزمة ثقة    اليوم العالمي لصحة المرأة    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يفتتح اليوم فعاليات المؤتمر الدولي للأمراض الجلدية    من أعلام جازان.. الأستاذ والأديب علي بن أحمد أبوطالب رحمه الله    لقاء الإعلاميين الأول للتعريف ببرنامج مدينة خميس مشيط الصحية    صمود الصحافة بوجه التحديات بالاندماج مع البدائل الرقمية    شَبَه الكتابة بالطبخ    73 متطوعاً يخدمون الحجاج في منفذ حالة عمار    إنهاء إجراءات الحجاج خلال 3 دقائق ب"مركز الترحيب"    الدكتورة سميرة إسلام.. سيرة حياة حافلة بالعطاء والريادة العلمية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.





في هذه الأيام المباركة تمر ذكرى عطرة على هذه البلاد الطاهرة، ألا وهي ذكرى تولي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مقاليد الحكم؛ هذه الذكرى يفوح شذاها عطاء متدفقا لا محدوداً قدمه خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره - خدمة لدينه ووطنه وأمته الإسلامية.
فأما جهوده - حفظه الله - في خدمة وطنه فشاهدها التقدم المذهل الذي حققته هذه البلاد في شتى المجالات.
وأما ما بذله ويبذله خادم الحرمين الشريفين من جهود مباركة في خدمة الإسلام وقضايا المسلمين؛ فمنطلقه الرسالة التي حملت المملكة العربية السعودية لواءها وهي خدمة الإسلام والمسلمين في شتى أصقاع الأرض، وعلى مختلف الأصعدة؛ فقد قدمت هذه البلاد ومنذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - عطاء مشكوراً في خدمة الإسلام وأهله ومن ذلك:
نشر الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، والدفاع عن قضايا المسلمين، وتقديم المساعدات العينية والمالية، ونجدة المحتاجين، وتعليم أبناء المسلمين.
والجانب الآخر ركز عليه خادم الحرمين الشريفين، وأولاه جل اهتمامه؛ لأن التعليم أساس تقوم عليه حياة الشعوب. ويظهر هذا الاهتمام من خلال دعمه - حفظه الله - للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي تعتبر بحق مصدر إشعاع ومنارة علم لأبناء المسلمين في شتى أنحاء المعمورة؛ فقد حظيت هذه الجامعة بعناية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - شأنها في ذلك شأن بقية الجامعات والمؤسسات التعليمية في بلادنا ولا غرابة في ذلك فهو أيده الله رائد التعليم الأول في هذه البلاد.
إلا أن الجامعة الإسلامية امتازت عن أخواتها الجامعات بعناية خاصة من خادم الحرمين الشريفين؛ لأنها النبع الصافي لتعليم أبناء المسلمين إذ تشكل نسبة طلاب المنح الدراسية فيها 85%. ففي عهد الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - صدر أمر ملكي برقم «1/189» وتاريخ 25/8/1395ه يقضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز ولي العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيساً أعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وبعد توليه - حفظه الله - أمر هذه البلاد ومن واقع اهتمامه بأمر هذه الجامعة وحرصا منه - رعاه الله - على متابعة مسيرتها شخصياً، فقد احتفظ لنفسه بحق الإشراف المباشر على هذه الجامعة وصدر بذلك مرسوم ملكي برقم : «1/505» وتاريخ 17/11/1402ه جاء فيه «يعتبر مجلس الوزراء رئيساً أعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة» . لذلك كان - حفظه الله - يحرص على رئاسة مجلسها الأعلى ما سمح وقته بذلك، كما كان يحرص - رعاه الله - على زيارة الجامعة وتفقد أحوالها ولقاء منسوبيها. وتلمس حاجاتهم، ومد يد العون لهم ومن ذلك تبرعه - حفظه الله - بمبلغ خمسة ملايين من الريالات لشراء وقف يكون سكناً لطلاب أوروبا وأمريكا. ويكفي الجامعة فخرا أنه - أيده الله - أطلق عليها وصفاً تعتز به كثيرا حيث قال في كلمته التوجيهية التي تفضل بها عند زيارته للجامعة يوم الثلاثاء الموافق 16/1/1403ه: «سوف تكون الزيارات ليست فقط هذه الزيارة، ولكن ستكون زيارات متتالية والاجتماع بالإخوان والأساتذة في هذه الجامعة التي نعتبرها جامعة قيادية».
وفيما يلي أقدم للقارئ الكريم نبذة موجزة عن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، شجرة العطاء وارفة الظلال التي غرستها حكومة المملكة العربية السعودية، ورعاها خادم الحرمين الشريفين؛ فقطف أبناء المسلمين من ثمارها اليانعة:
فقد صدر أمر ملكي كريم بتأسيسها عام 1381ه ، وبدأت الدراسة فيها يوم الأحد 2/6/1381ه.
أهداف الجامعة
حدد نظام الجامعة الذي صدر به مرسوم ملكي في 18/5/1386ه أهداف الجامعة بما يأتي:
1- تبليغ رسالة الإسلام الخالدة إلى العالم بالحكمة والموعظة الحسنة عن طريق الدعوة والتعليم الجامعي.
2- غرس الروح الإسلامية وتنميتها في حياة الفرد والمجتمع.
3- إعداد البحوث العلمية وترجمتها ونشرها وتشجيعها في مجالات العلوم الإسلامية والعربية خاصة، وسائر العلوم، وفروع المعرفة الإنسانية التي يحتاج إليها المجتمع الإسلامي بعامة.
4- تثقيف من يلتحق بها من طلاب العلم من المسلمين من شتى الأنحاء، وتكوين علماء متخصصين في العلوم والمعارف بما يؤهلهم للدعوة للإسلام، وحل ما يعرض للمسلمين من مشكلات في شؤون دينهم ودنياهم على هدي الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح.
5- تجميع التراث الإسلامي والعناية بحفظه وتحقيقه ونشره.
6- إقامة الروابط العلمية والثقافية بالجامعات والهيئات والمؤسسات العلمية في العالم وتوثيقها لخدمة الإسلام وتحقيق أهدافه.
والجامعة لم تأل جهدا في تحقيق تلك الأهداف النبيلة بدعم مستمر من ولاة الأمر، ولذلك أنشأت الكليات والمعاهد العلمية المختلفة.
كليات ومعاهد الجامعة
نص النظام الأساسي للجامعة في مادته السابعة على أن الجامعة تتكون من قسمين «عال وثانوي» فالقسم العالي يشمل الكليات والدراسات العليا التابعة لها، وكانت كلية الشريعة أولى كليات الجامعة تأسيساً وكان ذلك عام 1381ه، ثم تليها كلية الدعوة وأصول الدين، ثم كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، فكلية اللغة العربية، ثم كلية الحديث والدراسات الإسلامية، وهذه الكليات يتبعها أقسام علمية مختلفة للدراسات العليا تشرف عليها عمادة الدراسات العليا بالجامعة. وأما القسم الثانوي فيشمل «دارين للحديث في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومعهدين متوسط وثانوي في مقر الجامعة في طيبة الطيبة. وهذه المعاهد والدور تهدف إلى تأهيل الطلاب للالتحاق بالتعليم الجامعي.
وتضم الجامعة في جنباتها معهداً لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، كما تشرف الجامعة على مركز خدمة السنة والسيرة النبوية والذي يعنى بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته جمعاً وتوثيقاً ونشراً. وهذه الكليات والمعاهد تبذل جهداً مباركاً في سبيل تحقيق أهداف الجامعة بمؤازرة من العمادات المساندة «عمادة القبول والتسجيل وعمادة شؤون الطلاب وعمادة شؤون المكتبات وعمادة البحث العلمي وعمادة خدمة المجتمع». والطالب الدارس في تلكم الكليات أو المعاهد يحصل على الكثير من الميزات منها: «المكافأة الشهرية، والسكن المريح، والرعاية الصحية والثقافية والرياضية، وتنمية المهارات، وتقديم المساعدات المالية والعينية، عن طريق صندوق البر، والتذاكر السنوية المجانية بالنسبة للطلاب من خارج المملكة العربية السعودية».
جهود أخرى
لم تقتصر جهود الجامعة الإسلامية في خدمة الإسلام والمسلمين على الجانب الأكاديمي فقط؛ بل شملت جوانب أخرى منها:
إقامة الدورات التدريبية لمعلمي اللغة العربية والثقافة الإسلامية في كثير من البلدان الإسلامية.
التعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية في إرسال الدعاة والأئمة إلى المسلمين في أنحاء كثيرة خلال شهر رمضان المبارك.
إقامة الندوات والمؤتمرات والملتقيات العلمية التي من شأنها تحقيق أهداف الجامعة.
طباعة الكتب والبحوث العلمية المحكمة وتوزيعها.
قطف الثمار
الجامعة الإسلامية هذه الشجرة المباركة التي غرستها المملكة العربية السعودية في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم لتعليم أبناء المسلمين أتت أكلها وقطف المسلمون ثمارها؛ إذ تخرج في هذه الجامعة منذ تأسيسها عام 1381ه وحتى نهاية العام الدراسي 1421/1422ه أكثر من ثلاثين ألف طالب ينتمون لأكثر من مائة وثمانين دولة واقليماً. حصل منهم على درجة العالمية «الماجستير» ما يقارب من «600» طالب، ونال منهم درجة العالمية العالية «الدكتوراه» ما يزيد على «360» طالباً. وتبلغ نسبة طلاب المنح من هؤلاء الخريجين ما يزيد على «85%»؛ عادوا إلى أوطانهم يحملون مشعل نور وهداية، عادوا دعاة وقد تسلحوا بالعلم النافع والحكمة الحسنة. فقاموا بواجبهم ونشروا العلم بين ذويهم، تسلم الكثير منهم مناصب قيادية في بلدانهم.
وما كان لهذا الخير أن يتم وهذا النور أن يعم؛ لولا فضل الله عز وجل ثم دعم ولاة الأمر في هذا البلد المعطاء فبدعمهم ومتابعتهم، وبجهود القائمين على هذه الجامعة أصبحت نهراً من العطاء العلمي يرتوب منه أبناء المسلمين في أصقاع الدنيا.
وسوف تظل هذه الجامعة قيادية في خدمة الإسلام والمسلمين برعاية ودعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ومتابعة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.