حينما تحدث المدرب الوطني الكابتن عبدالعزيز العودة قبل نحو اسبوعين «للجزيرة»، وتحديدا قبل مباراة ذهاب كأس السوبر الآسيوي التي أقيمت في مدينة سوون الكورية فإنه ب «نظرته الفنية» الخاصة قد أصاب عين الحقيقة وجاءت أحداث المباراة مطابقة تماماً لتوقعاته.. فقد قلل في حديثه من تأثير الغياب الكبير في المستوى الفني للهلال مشيرا إلى أن وجود البديل الجاهز في جميع الخطوط كفيل بالقضاء على هذه المشكلة وقال: إن مشكلة الفريق الهلالي ستكمن في الأجواء «الممطرة» التي لم يعتد كثير اللعب فيها اضافة إلى أن سرعة ارتداد الكوريين من منطقتهم إلى منطقة الفريق المنافس ستكون بمثابة المشكلة الأخطر للهلاليين مطالبا ظهيري الجنب «تركي الصويلح ومحمد النزهان» باقتصار أدوارهما على النواحي الدفاعية فقط مع أهمية أن يعمد المدرب الهلالي إلى تكثيف منطقة الوسط ب 5 لاعبين لمواجهة الاندفاع الهجومي الكوري. وكان العودة قد حذر في تحليله الفني السابق من الأخطاء التي يقع فيها لاعبو الهلال وقال بالحرف الواحد: إذا ما تمكن الكوريون من هز الشباك فسيكون ذلك نتيجة لخطأ فني ارتكبه احد اللاعبين الهلاليين!!. ويلاحظ مما سبق أن الكابتن عبدالعزيز العودة قد نجح تماماً في قراءة أحداث المباراة قبل انطلاقتها فلم يتأثر الفريق الهلالي كثيراً من النقص بل كان تأثره بالاجواء الممطرة ولم تهتز شباكه الا بهدف وحيد جاء نتيجة «خطأ عفوي» من حارس المرمى ولم يتقدم ظهيرا الجنب لمساندة الهجوم بل التزما بأدوارهما الدفاعية فقط وكثف المدرب الهلالي منطقة الوسط ب 5 لاعبين تاركا في المقدمة اللاعب حسين العلي وحيداً وشكلت الكرات الكورية المرتدة خطورة بالغة على مرمى العتيبي نتيجة سرعة تحركات لاعبي سامسونغ في نقلهم للهجمات من حالة الدفاع إلى الهجوم.واليوم يعود مدربنا الوطني الرائع الكابتن عبدالعزيز العودة ليقدم عبر «الجزيرة» قراءة فنية لما ستكون عليه المباراة النهائية على كأس السوبر الآسيوي على ضوء معطيات اللقاء السابق الذي جمع الفريقين ذهاباً قبل اسبوعين في كوريا... * عوامل يجب على الهلاليين استغلالها: يقول العودة: قبل أن أبدأ حديثي لابد من الإشارة إلى أن هناك مجموعة من العوامل أو المميزات تنصب لمصلحة الفريق الهلالي ويجب الاستفادة منها وعدم التفريط بها.. وهي: * الأجواء الحارة: نعم فالجو الحار هو الميزة الهلالية الأولى لأن الفريق الكوري لم يتعود اللعب في مثل هذه الاجواء الحارة والجافة... وفي اعتقادي الخاص ان هذا العامل سيكون هو اللاعب الهلالي الأول فيما لو تم استغلاله جيداً. * الجماهير: سيكون لحضور الجمهور الهلالي بكثافته المعهودة دور كبير في فوز الهلال اذا ما تحقق لأننا جميعا نعرف ونقدر الدور الكبير للجمهور الهلالي الوفي.. واعتقد ان الجميع شاهد مباراة الذهاب وكيف كان الجمهور الكوري الغفير متفاعلا مع أداء فريقه. * البديل الجيد: يمتاز الفريق الهلالي عن غيره من الفرق الأخرى بوجود البديل الجاهز في جميع المراكز ولعل مباراة الذهاب خير دليل على ذلك فإذا غاب نجم فإن جميع لاعبي الزعيم يكونون نجوماً.. وأتمنى أن يستفيد ماتورانا من هذا العامل في الوقت المناسب. الدعم الشرفي: كما يمتاز الهلال أيضاً بوجود كوكبة مميزة من أعضاء الشرف.. وحضورهم اليوم سيكون كفيلاً بمنح اللاعبين مزيدا من الثقة والدعم النفسي المطلوب. * وعوامل تميز الفريق الكوري: أما العوامل التي يمتاز بها الفريق الكوري فإنها فنية بحتة ولو نجح ماتورانا في القضاء عليها فلن يجد صعوبة تذكر في كسب المباراة بإذن الله.. وهي: * حراسة المرمى: يمتلك الفريق الكوري حارس مرمى أكثر من رائع لدرجة أن الفريق بأكمله يعتمد عليه اعتماداً كلياً ويجب التنبه لذلك. * الجهة اليمنى: كما أن الجهة اليمنى للفريق وخصوصا الظهير الأيمن يمتلكون السرعة والخبرة والمهارة ويعتمد عليهم المدرب كثيراً لذلك فإن ماتورانا مطالب بشل هذه الجهة منذ البداية. * الكرات العرضية: لعل أخطر سلاح يمتلكه الكوريون إلى جانب السرعة هو الكرات العرضية التي تشكل قلقاً وهاجساً لجميع الفرق المقابلة. * اللياقة العالية والانسجام: ولا ننسى اللياقة العالية جداً لدى لاعبي كوريا والانسجام الواضح فيما بينهم.. لكن اللياقة لن تصمد في الأجواء الحارة!! * هذا ما يجب أن يفعله ماتورانا:وأضاف العودة: إن المدرب الهلالي ماتورانا مطالب الليلة بكبح جماح الكوريين من الدقائق الأولى لأنهم بالتأكيد سيندفعون إلى الأمام بحثا عن هدف مبكر يبعثر أوراق الهلاليين ويصعب من مهامهم.. ويجب عليه أن يوجه لاعبيه باللعب بحذر شديد وعدم منح أي فرصة للكوريين للاستحواذ على الكرة. كما يجب على ماتورانا أيضا ان يلعب بتوازن شديد فلا يبالغ في الهجوم ولا يبالغ في الدفاع ومن الافضل ان يوجه ظهيريه «الصويلح والنزهان» بعدم التقدم للامام إلا في حالة الهجوم وبالتناوب فيما بينهما لانهما يعدان اهم لاعبين ومن وجهة نظري الخاصة فان انسب طريقة للعب الفريق الهلالي 4-4-2 لأن كل التوقعات تشير إلى أن مدرس سامسونغ سيلعب منذ البداية ب 3-5-2 لمباغتة الهلال ثم تتحول إلى 5-3-2 و 5-4-1 ولو عدنا بالذاكرة إلى مباراة الذهاب لوجدنا ان ماتورانا قد لعب بطريقة 4-5-1 وهو محق في ذلك لكن اليوم لابد من تغييرها وفق اهمية وظروف المباراة.ومن الافضل ان يوجه ماتورانا اللاعبين نواف التمياط ومحمد الشلهوب بمساندة الهجمات من الجهتين أو الدخول خلف المهاجمين دون أن يبالغا في ذلك مع الايعاز للغامدي بتغطية الفراغ الذي سيحدث في الجهة اليمنى خصوصا اذا ما تقدم التمياط.. ولو كنت مدرباً للهلال لبادرت إلى استغلال الأوراق الرابحة التي في مقاعد الاحتياط كالجمعان والثنيان أو الكاتو أو العلي لأن التوقعات وأهمية المباراة تؤكد أن هؤلاء الأربعة لن يكونوا ضمن الطاقم الأساسي دفعة واحدة. * وهذا ما سيفعله المدرب الكوري:ومضى الكابتن عبدالعزيز العودة يقول: من البديهي جداً أن مدرب الفريق الكوري سيحاول من البداية الاندفاع الى الأمام لخطف هدف مبكر يبعثر أوراق الهلال ويصعب من مهمته وسيركز على هذا الأمر كثيرا مع عدم اغفاله للنواحي الدفاعية.. كما سيركز كثيرا على قتل اللعب وتعطيل الوقت لان كل دقيقة تمر من زمن المباراة على حساب الهلال وبالتأكيد فلن تكون طريقة لعبه هي نفسها التي انتهجها في مباراة الذهاب.. وإن كانت من المنظور الفني العام لن تختلف كثيرا حيث السرعة في الاداء والتركيز على الكرات العرضية مع تكثيف منطقتي الوسط والدفاع. *الخلاصة: ويستطرد الكابتن العودة حديثه ويقول: خلاصة الموضوع أن «الزعيم» لا يتأثر بالنقص فإذا غاب نجم فالجميع كلهم نجوم والتاريخ يشهد بذلك..وستكون هذه المباراة فرصة للوجوه الشابة أمثال خالد عزيز وفيصل الصالح ومحمد الشلهوب وبندر المطيري ليتألقوا وليثبتوا انهم نجوم كبار بكل ما تعنيه الكلمة. كما انها فرصة لحسن العتيبي ليؤكد انه واحد من افضل حراس المرمى وانه لا يقل في إمكاناته ابدا عن أي حارس آخر.كما تعتبر هذه المباراة «مباراة الجماهير» لأن جماهير الهلال بكثافتها المعروفة ستكون أهم عوامل الفوز بعد توفيق الله عز وجل.. وانا اقول «الفوز» لأن فارق الهدف من السهل جداً تعويضه والهلال قادر على ذلك بحول الله وتوفيقه بشرط الاّ تتكرر أخطاء المباراة السابقة. * وأخيراً.. الثالثة ثابتة يا هلاليون لأنكم حققتم بطولة السوبر مرتين وهي فرصتكم لان تكسبوها مرة ثالثة ومن ثم تساهمون في إعادة الهيبة لكرة القدم السعودية وتؤكدون مجددداً ان ما حصل للأخضر في المونديال العالمي ما هو إلا كبوة جواد أصيل.