د. طرفة الحلوة تطالب التربويين بترسيخ الهوية الإسلامية لبناء الأسس الوجدانية للطفل المسلم

لمواجهة السيل الجارف من برامج الأطفال والرسوم المتحركة

أكدت خبيرة تربوية أهمية العناية بمرحلة الطفولة، خاصة مع تقدُّم الحضارة الإنسانية؛ وذلك لمواجهة التحديات التي تواجه الأسرة والطفل بصورة عامة.
وبيَّنت الدكتورة طرفة بنت إبراهيم الحلوة أستاذ أصول التربية الإسلامية المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض في دراستها البحثية المعنونة ب»تربية الطفل في الإسلام» أهم تلك التحديات، وهو الغزو الفكري الذي تبثه وسائل الإعلام، والتقنية المتعددة التي تهدف إلى القضاء على المجتمع الإسلامي بما تبثه من سيل جارف لبرامج الأطفال والرسوم المتحركة، وما تحمله من سيل من مشاهد عنف، وجنس، وجريمة، وهدم أخلاقي وعقائدي؛ الأمر الذي يتطلب من التربويين ترسيخ الهوية الإسلامية من خلال بناء الأسس الوجدانية والعقلية والنفسية للطفل المسلم، فضلاً عن انشغال الأسرة بإشباع وتوفير الجانب المادي على حساب الجوانب الأخرى، كالجانب الإيماني، والأخلاقي، والعقلي.. وهذا يتطلب من الجامعات الإسلامية المساهمة في توعية المربين، بدءًا من طالبات الجامعات؛ فهن أمهات المستقبل، إلى ضرورة السير على نهج التربية الإسلامية المتميز بالشمولية والتكامل في تربية جميع جوانب الشخصية الإنسانية، سواء الجانب النفسي، الإيماني، العقلي، الأخلاقي والاجتماعي؛ ولذلك جاءت هذه الدراسة البحثية التي خرجت في كتاب؛ ليسهم في إعداد الطالبة لتكون أًمًّا للمستقبل، أو مربية في إحدى المؤسسات التربوية، من خلال دراسة الطالبة له لمدة فصل دراسي كامل.
وقد اشتمل الكتاب على مفهوم التربية، والطفولة، وخصائصها، ثم بيان أثر كل من الوراثة والبيئة في تربية الطفل، وكيفية اعتناء التربية الإسلامية بجوانبها اعتناء شاملاً، ومتكاملاً، ومؤسسات التربية عبر التاريخ الإسلامي إلى الوقت الحاضر، وبيان كيفية تطورها، والأسباب التي أدت إلى نشأتها، والتحديات التي تواجه المؤسسات المعاصرة.
وقد خصص الكتاب فصلاً للمواصفات الدينية والأخلاقية والمهنية للمعلم، ثم تناول نماذج من القيم التي تناولتها مصادر التربية الإسلامية لتربية الطفل. وخُتم الفصل بجانب تطبيقي للآراء التربوية لتربية الطفل المسلم من خلال آراء نماذج من المفكرين التربويين.
وأكدت د. طرفة الحلوة أن الهدف الرئيس من هذه الدراسة البحثية ترسيخ قيم ومبادئ التربية الإسلامية في مرحلة الطفولة؛ إذ تعتبر هذه المرحلة من المراحل الحاسمة في صنع شخصية الفرد المسلم مستقبلاً، وذلك من خلال غرس القيم، والاتجاهات، وتنمية الميول والاستعدادات لدى الطفل في ضوء التربية الإسلامية.