عندما يرحل عنا أحبابنا تذهل عقولنا وأعيننا وتبصر كثيراً من الذكريات الجميلة نبتسم محدثين بها أنفسنا ونتجرع معها العبرات ونسكب الدمعات.. للرحيل وجع وللموت هيبة وللحزن تنهيدة ومدمع.. لا نحب أن لا لقاء بعد اليوم ولو كان ذلك اللقاء بلا صوت بلا حديث أو إدراك حيث يكفينا أن تبصرهم أعيننا وتتسلل المشاعر المحبة إلى قلوبنا ونرضي شيئاً من البر والصلة والوفاء.. بقلوب راضية بقضاء الله، ودعت أسرتنا الفاضلة - صباح يوم الثلاثاء الموافق 12-10-1439ه - عميد أسرتها عبدالعزيز بن ناصر بن محمد الفريح بعد أن تسلل إليه ولسنوات المرض الصامت (الزهايمر) وكأنه حزن تسلل لذاكرته بعد فقده لحليلته الأولى. القلب المخموم والحرص على صلة الرحم والعون والجود والأمر بالخير والنهي عن غيره.. سمات أكرم بها من حوله وطيب بها ذكره وأورثها ذريته.. وأي فضل يذكر به المرء غير ذلك. المواقف عديد والشواهد كثيرة والتربية الأولى هي القدوة ومما طبع في نفسي أن كنت الصغيرة التي تعجب منك.. كبير السن الذي يقرأ ولابد أن يكون المصحف الشريف بقرب سريره حتى في السفر.. رحمك الله وأعلى مسكنك بأجر هذا الأثر. اللهم يا حي يا قيوم إنك تعلم أن عبدك عبدالعزيز كان ملازماً للقرآن الكريم طيلة حياته فارفع به منزلته إلى الفردوس الأعلى من الجنة مع والديه وكل عزيز عليه افتقده.. واجمعنا به وأحبابنا تحت ظلال أعالي الجنان وفي قصورها وحول وديانها. لفقيد أسرتنا وافر من الدعوات وهذا الرثاء سلوى لأسرتنا الكريمة.. والدي وخالتي وأعمامي وعماتي ونحن الأحفاد.. ولنبقى على الإحسان والبر.. إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). وإلى لقاء لافراق بعده حيث تطيب النفوس وتهنأ,,, ** **
