أوضح مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ل«الجزيرة» أن وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي يبحثون تمويل النظام الصحي , موضحا بأن الهدف الاساسي هو التغطية الصحية لكل مواطني دول المجلس بالخدمات الشاملة . وأشار الدكتور علاء علوان إلى وجود رؤية وخارطة طريق لتطبيق التامين الصحي قيد التنفيذ من قبل منظمة الصحة العالمية وإقليم شرق المتوسط وبالتعاون مع مجلس وزراء الصحة في دول الخليج , حيث اقرت هذه الخارطة من قبل منظمة الصحة العالمية في اخر اجتماع سنوي لوزراء الصحة في اكتوبر العام الماضي في تونس. وأكد علوان على اهمية الجانب الاقتصادي في الرعاية الصحية , مبيناً بأنه يجب ان تكون الرعاية الصحية فعاله وعالية المردود من خلال توفير التمويل للصحة وفي نفس الوقت استعمال الموارد في المجالات الصحية بشكل رشيد وعالي المردود وان هذا هو الاساس في نظم التامين الصحي . ونوه بأن تمويل النظم الصحية وخدمات تمويل التامين الصحي تختلف من بلد الى اخر ، مما جعل وزراء الصحة الخليجين يرسمون خارطة طريق اضافة الى ان كل دولة ينبغي ان تضع خطة وورش عمل تتوافق مع خارطة الطريق وتتلائم معها. وأبان بأنهم في منظمة الصحة العالمية مهتمون ويركزون على موضوع تطبيق التامين الصحي الشامل لجميع مواطني دول مجلس التعاون الخليجي خلال الخمس سنوات القادمة , موضحا في الوقت نفسه بانه يوجد دول تنجز اعمالها في وقت قصير والبعض الاخر يحتاج الى وقت اطول. وشدد علوان على أن يكون لكل بلد خطة شاملة للتامين الصحي تتناسب مع النظام الصحي , ومن المفترض لخطط النظم الصحية ان تتكيف مع طبيعتها للوصول للهدف الاساسي وهو تغطية صحية لجميع المواطنين في الخليج العربي وليس فقط توفير الرعاية العلاجية للأمراض بل تعزيز الصحة والوقاية من الامراض اضافة الى تحديات أخرى تواجه دول الخليج من ضمنها مواجهة الامراض السارية والغير السارية والأمراض المزمنة كأمراض القلب والسكر والسرطان . وأكد بان هذه الأمراض آخذة في الازدياد بشكل مخيف , وان التحدي يكمن في معرفة العوامل التي تسبب مثل هذه الامراض , كما أن المشاكل الصحية اخذه في الازدياد مثل تعاطي التبغ والأنماط الغذائية الغير الصحية والخمول البدني وهذا جزء من التحديات الكبيره التي تواجه دول المنطقة في مجال الوقاية من هذه الامراض وتوفير الرعاية المناسبة لملايين المصابين بها , مبينا بانه يوجد خطة خليجية تعمل في هذا الاتجاه. واضاف العلوان بان التنمية الصحية لدول مجلس التعاون تعمل الان على تقوية النظم الصحية وقياس أدائها وتقوية الكوادر الصحية , مشيرا الى ان منظمة الصحة العالمية تقوم بالتنسيق مع مكتب وزراء الصحة لدول الخليج في هذا المجالات ومجالات أخرى. ومن ابرز التحديات التي تواجه التنمية الصحية في دول الخليج وكذلك اقليم شرق المتوسط هو تقوية النظم الصحية ونظم المعلومات الصحية والكوادر الصحية العاملة من أطباء وممرضين وعاملين صحية إضافة الى تقوية القدرات الصحية في مجال تمويل النظم الصحية وفي مجال قياس أدائها.
