طأطأت دمشق رأسها، وأعلن نظام بشار الأسد السماح لفريق التفتيش التابع للأمم المتحدة لتحديد مسئولية إطلاق صواريخ الأسلحة الكيماوية على مدن الغوطتين الشرقية والغربية. فريق التفتيش الأُممي وصل للمواقع وبدأ عمله، ولكن ماذا سيجد بعد مرور كل هذا الوقت منذ ارتكاب نظام بشار الأسد للمجزرة.. واليوم الخبراء في هذا المجال يقولون إن آثار الجريمة تتبخر في الجو، كون الأسلحة الكيماوية المستعملة غازات يحملها الهواء ويبعدها عن موقع الجريمة، إلا أنه وفي نفس الوقت تُؤكد مصادر المعارضة السورية أنهم جمعوا كثيراً من الدلائل من دماء الضحايا وشرائح من جلودهم وشعرهم، وهي التي تحتفظ بآثار الأسلحة الكيماوية، كما أن كثيراً من العينات جمعتها المعارضة وأرسلتها إلى خارج سورية عبر تركيا ووصلت إلى المختبرات الدولية، ومنها أعلنت منظمة (أطباء خارج الحدود) أنها تأكدت من إقدام نظام بشار الأسد على استعمال الأسلحة الكيماوية، وهو ما تُشاطره واشنطن وباريس ولندن، وهذه الدول تنتظر تأكيدات الفريق الأُممي للبدء في القيام بعمليات تأديبية لقوات النظام الذي ارتكب الجريمة. القوات الأمريكية قامت باستعدادات، وجهّزت قواتها الصاروخية المحمولة على السفن الأربع المتواجدة قُبالة السواحل السورية للقيام بضربات صاروخية تستهدف مواقع إطلاق الصواريخ والمدفعية التي تستهدف المدن السورية التي خرجت عن طوع النظام السوري، وتستهدف أيضاً مطارات ومخازن للنظام. استعدادات أمريكا رافقتها اجتماعات مقررة مسبقاً لقادة جيوش سبعٍ وثلاثين دولة غربية وعربية من أهمها: أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر، وهذه الاجتماعات التي بدأت في الأردن وإن كانت مقررة سلفاً، إلا أن اجتماع كل هذه الدول وفي مثل هذا الظرف جاء متزامناً مع كثرة الحديث عن (تأديب) نظام بشار الأسد، يشير إلى أن هذه الدول قد حزمت أمرها على القيام بعمليات عسكرية محدودة خارج نطاق الأممالمتحدة عبر مظلة الحلف الأطلسي والجامعة العربية، وهي شبيهة بالذي جرى في كوسوفا، وقريبة مما تم في عمليات تحرير ليبيا من القذافي. العمليات العسكرية المنتظرة لن تصل إلى درجة إنهاء حكم بشار الأسد إلا أنها ستُمهّد لذلك، لأن هذه العمليات ستضعفه كثيراً، وتقوي المعارضة السورية وثوارها لإنجاز هذه المهمة التي ستكون بأيدٍ سورية. [email protected]