اجتمع صينيون منذ أكثر من ألفي عام وقرروا أن ينحتوا تمثالا من الذهب يزيد وزنه عن خمسة أطنان وكان الهدف من بنائه أن يكون من أهم الآثار الصينية التي يتكلم عنها التاريخ.. وبعد الانتهاء هجم جيش يدعى (البرمود) على الصين وكان معروفا عنه الشراسة لأبعد الحدود، وعندما يهاجم أي قرية يدمرها, فخاف الكهنة على التمثال وقرروا أن يغطوه بالطين السميك حتى لا يكتشف أمره وبعد الانتهاء هجم الجيش على القرية وحطم كل شيء وقتل أهلها ووجدوا التمثال الضخم أمامهم فتركوه.. لم يكن ذا أهمية.. وتمر الأيام والسنين والتمثال في مكانه ثم قررت السلطات الصينية نقل التمثال وأحضروا المعدات لنقله وكانت التجربة صعبة بسب الطقس الشديد البرودة والمطر الغزير.. وحدث شرخ في التمثال فصرخ الكاهن اتركوه على الأرض حتى اليوم التالي حتى يهدأ الطقس.. وكان هذا الكاهن شديد الذكاء ولديه حب الاستطلاع فأحضر بطارية وركز أشعتها على الشرخ فوجد انعكاس لضوء البطارية فلم يصدق الكاهن نفسه فمن المعلوم أن الطين لا يعطى انعكاسا للضوء!! فأحضر مطرقة وأخذ في توسيع ذلك الشرخ ثم طلب المساعدة من الباقين.. و بعد عشر ساعات وقفوا جميعا مذهولين حين وجدوا أمامهم تمثالا من الذهب الخالص وتم نقله بحرص إلى العاصمة ومكتوب عليه قصته وأيضا حكمة صينية.. «بداخل الطين كنز» (ألم يحن الوقت أن تعرف حقيقة من أنت ؟ وأن تعرف قدراتك اللامحدودة؟ ألم يحن الوقت أن تعرف كيف تتعامل مع لصوص الأحلام ؟ وأن تكف عن الشكوى واللوم والنقد والمقارنة ؟ ألم يحن الوقت أن تنظر إلى الخوف في عينيك لكي تقول له لن تمنعني بعد الآن من تحقيق أهدافي! ألم يحن الوقت أن تسامح الجميع وأن توقظ القدرات التي وهبك الله إياها بداخلك ؟ ألم يحن الوقت أن تتوكل حسن التوكل على الله وتنطلق صانعا مستقبلك كما تريد ؟).
