أمانة جازان تواصل تنفيذ مبادرة "جازان الخضراء" لتعزيز الوعي البيئي    إيليت العلا يرسم خارطة طريق لتمكين الشراكات باستثمارات تتجاوز 15 مليار ريال    انطلاق العدّ التنازلي لمعرض (إكسبو 2030 الرياض)    الهلال يكشف مستجدات لاعبيه المصابين    جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة بيش تكرم الطلاب والدعاة وتحتفي بالمسلمين الجدد    توماس مولر سيعمل محللًا تلفزيونيًا خلال كأس العالم 2026    حرس الحدود ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر بينبع    الإبل في جازان.. إرث أصيل وثروة وطنية متجددة    بيلينغهام يتحدث بصراحة عن معاناته النفسية    جمعية ضياء بعسير تحتفل باختتام دورة الحاسب الآلي للمكفوفين    الهيئة الملكية بينبع تنظّم مهرجان الفن الجرافيتي    بلدية صبيا تواصل أعمال صيانة وتأهيل الأرصفة لتحسين البنية التحتية ورفع مستوى السلامة    الشؤون الإسلامية في جازان تقيم معرضاً للصحة النفسية والأداء الوظيفي تزامنا مع يوم الصحة النفسية العالمي    انطلاق مواجهات ربع نهائي كأس الاتحاد السعودي لكرة الطائرة غداً في القطيف    محمد بن عبدات يكتب..بعيدًا عن الرياضة حفظ الله بلاد الحرمين من كل حاسد    الحرف اليدوية تجذب زوار معرض الرياض الدولي للكتاب    الذهب يوقف مكاسبه القياسية ويتطلع لتحقيق مكاسب أسبوعية ثامنة    إمام المسجد النبوي يحذر من الإصرار على الذنوب ويدعو إلى دوام التوبة والاستغفار    قبل مواجهة العراق.. العبود خارج معسكر السعودية    مفردات من قلب الجنوب 25    الدفاع المدني في غزة يفيد بانسحاب القوات الإسرائيلية من عدة مناطق    الأمير سعود بن نهار يستقبل مدير إدارة الدفاع المدني بالمحافظة    محافظ الطائف يقدم التعازي لأسرة الزهراني    مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري يحتفي بيوم المعلم بالشراكة مع إدارة التعليم بالحدود الشمالية    جمعية القلب السعودية تطلق تطبيق "مُنقذ" وتفتتح مؤتمرها السنوي ال36    كشافة تعليم جازان تشارك في منافسات "رسل السلام للتميز الكشفي" بالطائف    نائب وزير الخارجية اليمني يثمن مواقف المملكة الراسخة تجاه بلاده    مركز الملك سلمان للإغاثة يمنح "سلال الغذائية" شهادة الموافقة الأولية للعمل خارج المملكة،    إصدارات "الملوك" توثق مسيرة القيادة السعودية    معرض "الباسقات" في إثراء يحتفي بتاريخ النخلة بوصفها رمزًا عالميًا    نائب أمير المنطقة الشرقية يقدم التعازي لأسرة الرميح    نتائج مباريات تصفيات كأس العالم 2026    "شؤون الحرمين" تستعرض ابتكاراتها في خدمة ضيوف الرحمن    بدء موسم "الثروي" في منطقة الحدود الشمالية    الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    مراسلة اندبندنت عربية الراحلة مريم أبو دقة تفوز بجائزة بطل حرية الصحافة    روسيا مشتتة بين ضبط أسلحتها النووية وتطوير سو - 57    معرض الجامعات الأمريكية يزور 3 مدن سعودية لتعزيز فرص الدراسة في الولايات المتحدة    إغلاق عدد من "اللاونجات" في عسير لمخالفتها الذوق العام    وزير الصحة يتفقد مجموعة من المشاريع الصحية في جازان    عروض أدائية تثري فعاليات معرض الرياض للكتاب    أمير منطقة جازان يستقبل وزير الصحة    بدء أعمال الصيانة بجسر طريق الملك فهد تقاطع الشارع العاشر السبت المقبل    الكلية التقنية التطبيقية بالرياض تقيم معرضًا توعويًا بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية    السعودية ترحب باتفاق غزة والبدء في تنفيذ مقترح ترمب    8 منتخبات أوروبية تسعى لحسم التأهل إلى المونديال    أكد دعم مصر للمفاوضات.. السيسي يدعو ترمب لحضور توقيع اتفاق غزة    مع تصاعد حرب المسيرات بين روسيا وأوكرانيا.. أوروبا تحذر من «نزاع هجين»    أكد أهمية التكامل الخليجي.. وزير الاتصالات: توجيهات القيادة تمضي بالمملكة نحو تصدير التقنية و«الذكاء»    السعودية تدين اقتحام إسرائيليين باحات الأقصى.. ارتفاع قتلى غزة وتحذير من انهيار النظام الصحي    بعد تسلم المملكة علم الاستضافة رسمياً.. موسم جدة يستضيف بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة الفورمولا1 «جائزة جدة الكبرى 2025»    اكتشاف ارتباط بين اضطراب التوحد وصحة الأمعاء    أمير المدينة المنورة يستقبل وزير الحج والعمرة    نوبل تحتفي بنا    الأهالي يعبّرون عن امتنانهم للأستاذ سعيد بن صالح القحطاني: كفيت ووفيت    مكارم الأخلاق.. جوهر الإنسانية المتألقة!    حدثوا أبناءكم وذكروهم    بهدف تطوير ورفع كفاءة منظومة العمل بالعاصمة.. إطلاق برنامج «تحول الرياض البلدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



[email protected]
د. خالد بن صالح المنيف
نشر في الجزيرة يوم 10 - 12 - 2010

لا يكفي أن يكون الإنسان مليح القسمات، حسن الملامح، ظريف الهيئة حتى يحكم عليه بالخيرية ! بل المعيار في هذا هو جمال الخلق وعذوبة النفس وحلاوة الروح، تؤلمه مواقف الشقاء وتزعجه مناظر البؤس، ولا يتمايز البشر ولا يعرف نضج عقولهم إلا في حال الأزمات! ومن خير الأزمات الفاحصة والمنعطفات الكاشفة لمعادن الإنسان والتي يحكم من خلالها على نبل أخلاقه وسمو روحه وحاله عندما يزل ويعثر في كلمة أو سلوك، ومدى استعداده بعد ذلك للعودة بعد الخطأ والاعتذار لمن أخطأ عليه!
فكم من زوج نال من زوجته وربما اعتدى عليها، ومع هذا لاتجده يقدم بين يدي جرمه كلمة يطيب بها خاطرها!
وكم صديق آذى صديقه بكلمة جارحة أو بسلوك شائن أو بظن سيء وبعد أن تنكشف له الحقيقة يستكثر عليه كلمة آسف!!
وكم مدير تسلط على موظف فرفع عليه صوته وجرح مشاعره وعندما تبين له سوء فعلته كابر ولم يعتذر!
وربما كان حال هؤلاء المعتدى عليهم بعد الظلم الذي وقع عليهم مما ترق لها الأكباد الغليظة، وتلين لها القلوب القاسية، ويبكي لها الحجر الأصم ومع ذلك ترى من أخطأ عليهم لم يتحرك له ساكن ولم ينبض له قلب!!
ليس من البشر من هو معصوم وصدور الأخطاء منهم أمر لا مفر منه فنحن جميعا معرضون للزلل ومطاوعة الهوى والانهزام أمام الانفعالات السيئة وحظوظ النفس، لذا لا أحد في مأمن من الخطأ !ولكن ماذا بعد الخطأ هل يتحمل الإنسان المسؤولية ويتسامى ويعتذر؟
إنها لغة العظماء
تأمل في لغة الاعتراف عند أفضل البشر (الأنبياء) والتي تحمل في طياتها اعتذارا صريحا ورجوعا للحق جليا رفع الله بتلك الأخلاق من قدرهم وزكاهم :
فقد اعتذر أبونا ادم وأمنا حواء بقولهم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
ونبي الله موسى بعد ما قتل القبطي قال: {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ }.
وذو النون يونس عندما حاد عن الصواب استرجع وقال: {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }، وما التوبة إلا التعبير الأسمى والأجمل عن (فضيلة الاعتذار).
فقط في الدول المتحضرة
في الدول المتحضرة عندما تحل كارثة وتلم مصيبة تجد الوزير المسؤول يخرج على الملأ منيبا متأسفا معتذرا ثم بعد ذلك يقدم استقالته تكفيرا عن ذنبه وتعبيرا عن فداحة خطأه أما عندنا فللأسف لدينا كفاءة عالية في التبرير وقدرة عجيبة على تهوين الأمور وتحميل الغير المسؤولية ! حكومات تتهرب، ووزراء يراوغون، ودول تتنصل ورموز تكابر بعد أوغلوا في الخطأ وتجلى سقم تصرفاتهم ومع هذا لايزالون في غيهم سادرين!
فما أجمل أن نقوم بعمليات مراجعة لتصرفاتنا نتلمس الأخطاء ونضع اليد عليها ونتحلى بأخلاق الأبطال حيث فضيلة الاعتراف والتراجع والاعتذار عن الخطأ؟
لمن تعتذر؟
ليس شرفا أن يعتذر الإنسان لمديره في العمل أو لمن هو أعلى مكانة وأرفع قدرا لكن الفضل والمجد هو في حسن التعامل مع الضعفاء، وأداء حقوقهم، والتزام مكارم الأخلاق تجاههم فتعتذر لمن لا يدا له يدفع بها الظلم ولا يملك لسانا سليطا يعيد به الحق المسلوب وقد وجد حرارة الظلم، ومسه لفحه وأصلى ضلوعه.
وصاحب القلب الكبير، نبيل النفس هو الذي يتحمل مسؤولية تلك الأوجاع النفسية التي سببها للآخرين فلا يقرّ له قرار ولا يهنأ له عيش ولا يهدأ له بال ولا يرقى له دمع حتى يعيد الأمور إلى نصابها.
في الأسبوع القادم سأواصل الحديث عن تلك الفضيلة فكونوا معي
ومضة قلم
إنها القرارات البسيطة التي نتخذها أنا وأنت، هي التي تصنع مصائرنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.