«الثامنة» بعد ثلاثة أعوام: جرأة ومساءلة وحوار

يوماً بعد آخر يتفرد برنامج «الثامنة» الذي يقدمه الزميل داود الشريان وتعرضه قناة «أم بي سي 1» على غيره، متصدر المشهد التلفزيوني في السعودية، حتى بات وجبة رئيسة للغالبية العظمى من المشاهدين في السعودية، ومقصداً لأصحاب القضايا الاجتماعية.
برنامج «الثامنة» أكمل نحو 540 حلقة حتى الآن منذ انطلاقته في عام 2012 تناول من خلالها عشرات القضايا الاجتماعية والفكرية والشبابية، وأسهم في حل عدد كبير من المشكلات التي عرضها، متفوقاً على برامج اجتماعية سعودية أخرى، لم يصل أيها إلى منافسة «الثامنة».
3 ملايين لأم محمود
ومن القصص المميزة التي ناقشها داود الشريان في برنامجه قصة أم محمود التي تجاوز عدد مشاهديها ثلاثة ملايين شخص في 24 ساعة، وقضية أم أمل التي اختطفت إلى باكستان وعاشت هناك 25 سنة، وكذلك قضايا الإرهاب حيث استضاف عدداً من المتورطين في قضايا أمنية. إضافة إلى تخصيص حلقات عدة عن التغرير بالشبان السعوديين ودعاة الفتنة الذين يحرضون على الذهاب إلى مواطن الاقتتال في سورية والعراق، وأسهم في عودة عدد من المغرر بهم إلى بلادهم.
ولم يتوقف برنامج «الثامنة» على عرض القضايا والقصص الإنسانية، بل امتد نشاطه إلى تخصيص حلقات بعنوان: «صدى الثامنة» وتعرض كل نهاية ثلاثة أشهر، لتتناول القضايا التي طرحها البرنامج في أوقات سابقة ومدى تفاعل صناع القرار مع ما طرحه البرنامج في حلقاته، وهذا يعتبر أسلوباً في التواصل مع المسؤولين، وتخصيص فقرة يومية بعنوان: «عين الثامنة اليمنى» يستعرض من خلالها الشريان الإيجابيات في المجتمع والمؤسسات الحكومية والأهلية. كما خصص أول خمس دقائق من حلقاته عن أبرز المواضيع الحديثة، ليكون البرنامج في قلب الحدث وأشبه بصحيفة يومية.
وتمكّن البرنامج كذلك من تعزيز مبدأ المساءلة، وتفعيل ثقافة الحوار مع المسؤولين وأصحاب الحلّ والربط، وذلك عبر حلقاته المتواصلة، ولقاءات الحوارات الجريئة، وما يتبعها عادةً من أصداء ومواكبة، ما سهّل بالتالي الاستفادة من الأخطاء والارتقاء بالإيجابيات لتحسين الأداء في العام والخاص.
وحقق مقدم «الثامنة» داود الشريان عدداً من النجاحات والجوائز على المستوى الشخصي خلال العامين الماضيين، منها جائزة «الشخصية الإعلامية لعام 2013» ضمن إطار جائزة الشارقة للاتصال الحكومي التي أعلنت في إمارة الشارقة، وتسلمها من ولي عهد الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وذلك تقديراً لمسيرته الإعلامية ودوره الفاعل في حل عدد من المشكلات التربوية والاجتماعية والتعليمية والصحية والبيئية في المجتمع المحلي، وكما حصل «الثامنة» على الجائزة الذهبية للبرامج الحوارية في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون.
النجاحات التي حققها داود الشريان وبرنامجه، لم تنسه طاقم العمل معه في «الثامنة» من معدين ومنتجين وفنيين ومراسلين، معتبراً وجودهم إلى جانبه سبب نجاحه، إذ يشيد بدورهم بشكلٍ شبه يومي عبر الشاشة في سابقة تسجل لإعلامي سعودي، وكذلك خلال المؤتمرات واللقاءات الإعلامية التي يحضرها.