كما ينتظر الراشدون من المسلمين شهر رمضان مرة كل عام، ينتظر الأطفال «فانوسي». يترقبون جديد هذا الموقع الإلكتروني المتخصص للناشئة من عمر 6 الى 12 سنة، لينير لياليهم الصيفية ويعلّمهم وهم يلعبون. إنه الشعلة التي تضيء الإيمان في قلوب الأطفال وترشدهم الى فعل الخير. يطلّ «فانوسي» على الأطفال مع رؤية هلال شهر رمضان، يحبّبهم بالشهر الفضيل، يسليهم، يعلمهم أحكام الصلاة والصوم، ويحثّهم على الإيمان والاقتداء بأخلاقيات الإسلام. وللوصول الى أكبر عدد ممكن من الأطفال، وحتى لا تكون المسافات أو الجنسيات أو الحدود الجغرافية عائقاً، كانت الطريقة الأفضل في التواصل مع جيل القرن الحادي والعشرين عصرية وذكية، وذلك من خلال «انشاء موقع الكتروني باللغتين العربية والإنكليزية وإنشاء صفحات على موقعي فايسبوك وتويتر»، كما يقول مروان فرعون المدير التنفيذي لموقع «فانوسي». ويضيف أن «هذه الطريقة تضمن الوصول الى أكبر شريحة ممكنة من أطفال الوطن العربي، والدخول الى كل بيت من خلال شاشة الكومبيوتر وأجهزة «أي باد» و»أي فون». وأبلغ دليل على انغماس ومواكبة جيل «الشبكة العنكبوتية» لمواقع التواصل الاجتماعي، هو إعجاب 30 ألف طفل بصفحة «فانوسي» على «فايسبوك»، ومشاهدته من قبل 60 ألف طفل على «يوتيوب»، وتتبّعه من قبل 247 طفلاً على «تويتر». ويعد «فانوسي» التجربة الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي بما يمثله من موقع رمضاني تثقيفي ترفيهي يعلم الأطفال ويسليهم، ويطرح عليهم أسئلة من أجواء الشهر المبارك ويربحهم الجوائز. كما يقدم لهم أناشيد وأغاني عن رمضان حفرت في ذاكرة الأطفال من «توتة توتة» الى «رمضان السنة دي» و»ضوي يا فانوس» و»أهلا وسهلا يا رمضان»... وتكمن أهمية الموقع أيضاً في مخاطبته الأطفال بلسان الأطفال وأصواتهم، بعيداً عن وعظ الكبار. يسعى القيمون على الموقع الى تقديم أفكار جديدة في كل عام. فهذه السنة عمدوا الى تجسيد شخصية «فانوسي» على الأرض لتشارك الأطفال بهجتهم بقدوم الشهر الكريم، وتتواصل معهم، وتلتقط الصور برفقتهم، وتوزع الهدايا عليهم. ويوضح فرعون أن الهدف من وراء ذلك «تحقيق المزيد من التواصل المباشر إضافة الى عالم الإنترنت، ولأن الأطفال يتوقون دوماً الى المحسوس». اللافت في فكرة «فانوسي» أنها عملت على توحيد الأطفال العرب حول المفاهيم السامية للدين الإسلامي من دون تطرف أو انحياز الى ملّة او مذهب بشكل تطوعي.