تستضيف البرازيل اعتباراً من يوم (السبت) المقبل كأس القارات التاسعة للمنتخبات في كرة القدم في تجربة أخيرة لها قبل استضافة مونديال 2014 بعد عام تقريباً. تشارك في البطولة 8 منتخبات، وزعت على مجموعتين تضم الأولى، البرازيل واليابانوالمكسيك وإيطاليا، وتضم الثانية إسبانيا والأوروغواي وتاهيتي ونيجيريا. ستسمح هذه البطولة لتجربة ستة ملاعب، هي ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو والوطني في برازيليا وكاستيلاو في فورتاليزا ومينيراو في بيلو اوريزونتي وارينا فونتي نوفا في سلفادور وارينا برنامبوكو في ريسيفي. فكرة سعودية أطلق الأمير الراحل فيصل بن فهد الرئيس السابق للاتحاد العربي للألعاب الرياضية والهيئة العامة لرعاية الشباب في السعودية وللاتحاد السعودي لكرة القدم، في بداية التسعينات فكرة إقامة بطولة تجمع بين أفضل منتخبات القارات الخمس بالتنسيق مع الاتحاد الآسيوي بموافقة من الاتحاد الدولي «فيفا». وسرعان ما أبصرت الفكرة النور، وتحولت إلى بطولة حملت أكثر من تسمية فكانت الأولى «بطولة القارات»، والثانية «بطولة الاتحادات القارية على كأس الملك فهد» والثالثة «بطولة الفيفا للقارات على كأس الملك فهد» إلى أن استقرت على التسمية الأخيرة، وهي «كأس القارات للفيفا». وبعد النجاح الذي أصابته النسختان الأولى والثانية اللتان أقيمتا في السعودية صاحبة الفكرة، كان لا بد للاتحاد الدولي من أن يتبنى هذه المسابقة، لتكتسب صفة العالمية، وتصبح بالتالي ثاني أهم مسابقة بعد كأس العالم، وأشرف ال«فيفا» على النسخة الثالثة، وارتأى رئيسه السابق البرازيلي جواو هافيلانج، أن تقام في السعودية أيضاً مكافأة لها على جهودها. ويذكر أن إقرار البطولة باسم الملك فهد لم يكن مجرد صدفة، ولم يأت من فراغ، فالكأس هي هدية شخصية من العاهل السعودي، صنعت على نفقته الخاصة، إسهاماً منه في دعم البطولة. وكان لا بد أن تخرج المسابقة من السعودية للمرة الأولى بعد اعتمادها من ال«فيفا»، فاستضافت المكسيك نسختها الرابعة 24 تموز (يوليو) إلى 4 آب (أغسطس) 1999. وبدأت المشاركة بأربع منتخبات في الدورة الأولى، ثم اتسعت إلى 6 في الثانية، واستقر العدد على 8 في الثالثة والرابعة وفي الدورات التي ستليها. الدورة الأولى أقيمت في الرياض من 15 إلى 20 تشرين الأول (أكتوبر) 1992 بمشاركة 4 منتخبات هي السعودية، الدولة المضيفة وبطلة آسيا 88، والأرجنتين بطلة أميركا الجنوبية 91، والولاياتالمتحدة بطلة الكأس الذهبية لاتحاد الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، وساحل العاج بطلة أفريقيا، وغابت الدنمارك بطلة أوروبا لارتباط 14 من لاعبيها الأساسيين المحترفين مع أندية خارجية. وفي الدور الأول الذي أقيم بطريقة خروج المغلوب، فازت السعودية على الولاياتالمتحدة (3-صفر)، والأرجنتين على ساحل العاج (4-صفر)، وتأهل الفائزان إلى المباراة النهائية. وفي مباراة المركز الثالث، فازت ساحل العاج على الولاياتالمتحدة (5-2)، بينما أحرزت الأرجنتين اللقب على حساب السعودية (3-1) أمام أكثر من 75 ألف متفرج، ملأوا مدرجات إستاد الملك فهد. سجل للارجنتين رودريغيز (18) وكانيجيا (24) وسيميوني (64)، وللسعودية سعيد العويران (65)، وقاد المباراة الحكم ليم كي توشنغ من موريشيوس، واختير الأرجنتيني فرناندو رودوندو أفضل لاعب، وتوج مواطنه غابرييل باتيستوتا هدافاً للبطولة مشاركة مع الأميركي موراي (هدفان لكل منهما). الدورة الثانية أقيمت الدورة الثانية من 6 إلى 13 كانون الثاني (يناير) 1995 بمشاركة 6 منتخبات، وزعت على مجموعتين ضمت الأولى المكسيك بطلة الكونكاكاف، والدنمارك بطلة أوروبا، والسعودية الدولة المضيفة، والثانية الأرجنتين بطلة أميركا الجنوبية وحاملة اللقب، ونيجيريا بطلة أفريقيا، واليابان بطلة آسيا. في المجموعة الأولى، فازت المكسيك على السعودية (2-صفر)، والدنمارك على السعودية (2-صفر)، وتعادلت الدنمارك مع المكسيك (1-1)، فتساوتا في النقاط والأهداف في الصدارة، فتم الاحتكام إلى ركلات الترجيح لحسم الموقف بينهما، ففازت الأولى (6-5)، وبلغت المباراة النهائية. وضمن المجموعة الثانية، فازت نيجيريا على اليابان (3-صفر)، والأرجنتين على اليابان (5-1)، وتعادلت الأرجنتين مع نيجيريا (صفر-صفر)، فتأهلت الأولى إلى النهائي لمواجهة الدنمارك. وحلت المكسيك ثالثة بتعادلها مع نيجيريا (1-1)، ثم فوزها عليها بركلات الترجيح (6-5). وفي المباراة النهائية، على إستاد الملك فهد أمام أكثر من 25 ألف متفرج، فازت الدنمارك على المكسيك (2-صفر)، سجلهما ميكايل لاودروب (8) وبيتر راسموسن (75). قاد المباراة الحكم الإماراتي علي بو جسيم، واختير الدنماركي براين لاودروب أفضل لاعب، في حين توج المكسيكي لويس غارسيا هدافاً للبطولة برصيد 3 أهداف. الدورة الثالثة أقيمت الدورة الثالثة من 12 إلى 21 كانون الأول (ديسمبر) 1997 بمشاركة 8 منتخبات للمرة الأولى، وزعت على مجموعتين ضمت الأولى البرازيل بطلة العالم، والسعودية بطلة آسيا والدولة المضيفة، والمكسيك بطلة الكونكاكاف، وأستراليا بطلة أوقيانيا، والثانية الأوروغواي بطلة أميركا الجنوبية، وتشيخيا وصيفة بطلة أوروبا بعد اعتذار ألمانيا، والإمارات العربية المتحدة وصيفة بطلة آسيا السعودية صاحبة الضيافة، وجنوب أفريقيا بطلة أفريقيا. وشهدت منافسات المجموعة الأولى فوز البرازيل على السعودية (3-صفر)، وأستراليا على المكسيك (3-1)، قبل أن تعود المكسيك لتتجاوز السعودية بخماسية نظيفة، وتعادلت البرازيل مع أستراليا من دون أهداف، ونجح أصحاب الضيافة في تجاوز الكنغر الأسترالي بهدف للاشيء، ونجحت البرازيل في المكسيك بنتيجة (3-2) في أقوى مواجهات البطولة، وتأهلت البرازيل وأستراليا إلى نصف النهائي، أما المجموعة الثانية ففتحها منتخب الأوروغواي بتجاوز المنتخب الإماراتي بهدفين للاشيء، وتعادلت تشيخيا مع جنوب أفريقيا (2-2)، قبل أن ينجح الأبيض الإماراتي بالفوز على بطل أفريقيا جنوب أفريقيا بهدف نظيف، وتجاوزت الأوروغواي تشيخيا بنتيجة (2-1)، وصب المنتخب التشيخي جام غضبه في مرمى الإمارات، وتجاوزه بنتيجة (6-1)، ونجح المنتخب الأوروغواي في التغلب على جنوب أفريقيا (4-3)، ليتأهل إلى جانب تشيخيا إلى نصف النهائي الذي شهد فوز البرازيل على تشيخيا بنتيجة (2- صفر) وأستراليا على الأوروغواي (1-صفر). وشهدت مباراة المركز الثالث فوز الأوروغواي على تشيخيا بنتيجة (1-صفر)، في حين أقيمت المباراة النهائية على إستاد الملك فهد، أمام أكثر من 25 ألف متفرج، وفازت البرازيل على أستراليا (6-صفر) سجلها رونالدو (15 و28 و59) وروماريو (38 و53 و75 من ركلة جزاء). واختير البرازيلي دنيلسون أفضل لاعب، وتوج روماريو هدافاً للبطولة برصيد 7 أهداف.