أبدى البنك الدولي والأممالمتحدة استياءهما من غياب التضامن الدولي مع الدول الأفريقية المتضررة من تفشي فيروس «ايبولا» الذي قتل حتى الآن 4555 شخصاً من أصل 9216 مصاباً في سبعة بلدان هي: ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال واسبانيا والولاياتالمتحدة، وطالبا بتحويل الوعود الدولية بتقديم مساعدة مالية وانسانية الى أفعال. وقال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم في مؤتمر صحافي بباريس: «نحن في طريقنا الى خسارة المعركة ضد الفيروس. بعض الدول مهتمة بحدودها فقط، وهذا امر مقلق جداً، وللأسف لم ندرك بعد اهمية التضامن الدولي». وكان مسؤولو الصندوق الخاص لمكافحة وباء «ايبولا» في الأممالمتحدة اعلنوا اول من امس ان الصندوق لا يحتوي إلا مئة الف دولار من اصل عشرين مليوناً تعهدت الدول بتقديمها في مرحلة اولى. الى ذلك، اعلنت ناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي ان أسعار الغذاء ارتفعت بنسبة 24 بالمئة في أنحاء البلاد الثلاثة الأكثر تضرراً بتفشي «ايبولا»، وهي ليبيريا وسيراليون وغينيا، ما أجبر عائلات على خفض وجباتها الغذائية إلى واحدة يومياً. واوضح برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة ان قرارات الحكومات الثلاث بفرض حجر صحي على مقاطعات، وتحديد التحركات لاحتواء انتشار الفيروس عطلّت ايضاً الأسواق، وأدت إلى ندرة الغذاء والشراء الكثيف ما أدى الى رفع الأسعار. وفي إطار تنظيم التصدي للمرض ومحاولة السيطرة على الخوف الذي يسببه احتمال انتشاره، عيّن الرئيس الأميركي باراك اوباما، رون كلين، منسقاً لجهود حماية الولاياتالمتحدة من الفيروس عبر كشف المصابين وعزلهم ومعالجتهم، مؤكداً انه يتفهم خوف الأميركيين رغم دعوته إياهم الى عدم الاستسلام لهستيريا الفيروس الذي «ليس سهلاً الاصابة به في بلدنا». كما كرر رفضه طلب مشرعين في الكونغرس حظر السفر من دول موبوءة في غرب افريقيا «لأن هذه القيود ستزيد الأمور سوءاً». وقال أوباما: «لا نستطيع عزل أنفسنا عن غرب أفريقيا، إذ سيصعب الاجراء عملية نقل العاملين الصحيين والإمدادات الى المنطقة، وسيدفع الناس التي تريد الخروج من المنطقة إلى تفادي الفحص، ما يزيد عقبات عملية رصد الاصابات». وعاش البنتاغون ساعات من الهلع اول من امس، بعدما تقيأت في أحد مرائبه امرأة قالت انها نفذت رحلة الى غرب افريقيا اخيراً، ما اضطر الشرطة الى اغلاق احد مداخل المبنى وجزء من موقف السيارات الكبير، قبل ان يتبين عدم صحة ادعائها. الى ذلك، رفضت سلطات المرافئ المكسيكية السماح لسفينة رحلات ترفيه بالرسو في كوزوميل، كما كان مقرراً، بسبب وجود ممرضة على متنها اتصلت بمريض ليبيري ب «ايبولا» توفي في 8 الشهر الجاري. وقالت الشركة «كارنيفال كروز لاينز» المنظمة لهذه الرحلات ان «الممرضة عزلت نفسها طوعاً في قمرتها، في وقت تتوجه السفينة الى تكساس بعدما رفضت سلطات المكسيك، في خطوة وقائية، السماح لها بالرسو لإنزال الراكبة.وفي فرنسا، باشرت سلطات المطارات فحص مسافرين قادمين من مناطق موبوءة لتأكيد عدم معاناتهم من أعراض الفيروس، علماً انها باتت الدولة الرابعة التي تجري فحوص كشف الفيروس في مطاراتها بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا وتشيخيا. وطالبت نقابات مضيفات ومضيفي الطيران في شركة «ار فرانس» بوقف الرحلات الى كوناكري، عاصمة غينيا، مشيرة الى اتخاذ شركات طيران أخرى بينها «بريتش ارويز» و»فلاي الامارات»، هذا القرار. على صعيد آخر، اكدت شركة «غلاكسو سميث ملاين» البريطانية للصيدلة التي تحاول تطوير لقاح في شكل عاجل، ان اللقاح التجريبي ضد المرض لن يكون جاهزاً للتسويق قبل 2016، و»يجب عدم اعتباره رداً اساسياً على الوباء». وفي الولاياتالمتحدة، طالبت الادارة ثلاثة مختبرات بعرض خطط لإنتاج عقار «زماب» التجريبي لعلاج «ايبولا» الذي نفدت كمياته بعدما أعطي لعمال طبيين اصيبوا بالمرض في غرب افريقيا. واوضحت ان الخطط يجب ان تتضمن خططاً تفصيلية تشمل موازنات التكاليف والجداول الزمنية بحلول 10 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وافادت شركة «أمجين» بأنها ستساعد في إنشاء خطوط لإنتاج عقار «زماب» باستخدام خلايا ثديية، وهي تقنية تقليدية مقارنة بنباتات التبغ التي استخدمت في انتاج الجرعات سابقة من العقار. وقالت كريستين ديفيز، الناطقة باسم «أمجين» إن «الشركة ستكلف حوالى 14 موظفاً بهذا الجهد الذي سيستمر حتى نهاية السنة الحالية. ومُنح عقار «زماب» للعاملين الصحيين الطبيب الدكتور كنت برانتلي ونانسي رايتبول اللذين تعافيا بعدما أصيبا ب «ايبولا» في ليبيريا، وكاهن اسباني واحد توفي على الأقل.