هناك شركات تؤسّس لتعمل في مجال تفكيك شيفرة الجينوم والحمض الوراثي الذي يتوزّع على طواقم الكروموزومات الموجودة في نوى خلايا الجسم. وتضمّ تلك الشركات أطباء وباحثين واختصاصيّين وموظفين في التواصل الإعلامي والإجتماعي والتسويق الطبي. ووفق لورنت آلكسندر، رئيس شركة «دي.أن.اي. فيجين» الطبيّة، تضم كل نواة لخلية في الجسم البشري حمضاً وراثيّاً فيه عشرات الآلاف من المُكوّنات المتسلسلة، وهي تُسمّى «قواعد الحمض الوراثي». وتتألف تلك المُكوّنات من 4 أنواع من البروتينات، يسمّيها الاختصاصيون أحياناً «حروف الحمض الوراثي»، كما يُشار إليها بحروف «إيه» و «تي» و «سي» و «جيه». وتتكرّر تلك «الحروف»، فتكتب «كلمات» هي «قواعد الحمض النووي»، ما يؤلّف «النص» الكامل للجينات. ولا تتفاعل تلك «الحروف» و «الكلمات» مع بعضها بعضاً عشوائيّاً، بل أن لها أنساقاً محددة. وإذا حدث خلل في تلك الأنساق، اضطرب تركيب الجينات ما يؤدّي إلى ظهور أمراض جينيّة ووراثيّة شتى. ويراهن علماء الطب الجيني على أن التمرّس في تفكيك شيفرة الجينوم وأنساق مُكوّناته، سيتيح التعرّف إلى حالات مرضيّة خطرة قبل حصولها، ما يمكّن الأطباء من اتّباع علاجات وقائية لها. في ذلك السياقن يؤكّد آلكسندر أنه مع الوصول إلى العام 2018، سيتوصّل علماء الجينات إلى إجراء تعديلات جينية، بمعنى تصحيح الاضطراب في «كلمات» شيفرة الحمض الوراثي، وتعديل «النص» الجيني في الجسم البشري. وفي تلك الحال، يصبح من المستطاع تلافي أمراضٍ خطيرة تستعصي على الطب حاضراً.