المنتخب السعودي يجبر «تانغو» ميسي على التعادل

خالف لاعبو المنتخب السعودي توقعات الشارع الرياضي عندما أظهروا صورة أكثر من رائعة في المباراة الودية التي جمعتهم أول من أمس بالمنتخب الأرجنتيني على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض، وأجبروا نجوم «التانغو» على الخروج بالتعادل السلبي، وكان بإمكان الأخضر تحقيق الانتصار، لو نجح المهاجمون في استثمار بعض الفرص المحققة التي لاحت على مدار الشوطين. كاد قائد منتخب الأرجنتين واللاعب الأبرز في المواجهة ليونيل ميسي أن يلغي حالة الهدوء التي صاحبت الربع ساعة الأولى من بداية شوط المباراة الأول، بتسديدة متوسطة القوة من خارج منطة ال18، توقفت بين يدي حارس المنتخب السعودي وليد عبدالله.
وفشل بعدها هداف مانشسترسيتي في السيطرة على كرته بعد تجاوزه لآخر مدافع سعودي، ولم يستغل ناصر الشمراني التمريرة المميزة من اللاعب فهد المولد بعدما فشل في إسكان الكرة داخل الشباك بعد مواجهة مباشرة مع الحارس الأرجنتيني الذي أبعدها بيده يسار القائم كأول تهديد صريح لشباك «التانغو» (18)، وفي الوقت الذي ما زال فيه ميسي بعيداً عن خطورته المعهودة عاد الشمراني ليرسل كرة من خارج ال18 اعتلت العارضة الأرجنتينية (24).
وأفسد حكم المباراة فرحة المنتخب السعودي بإلغائه هدف أسامة المولد بداعي التسلسل (28)، ليعود الأرجنتين ويسيطر على منتصف الميدان محاولاً خلق مزيد من الفرص، وأنقذ وليد عبدالله شباكه بإبعاده لكرة باولو زاباليتا الذي تجاوز الدفاعات السعودية (40)، وتمكن ميسي من كسر مصيدة التسلسل وتلاعب بالمدافعين السعوديين قبل أن يفشل في إسكانها الشباك (41)، وحاول دي ماريا خطف هدف التقدم قبل نهاية الشوط الأول بعد اختراقاته للجهة السعودية اليمنى مرت كرته من دون خطورة على المرمى، قبل أن ينهي الحكم البحريني الشوط الأول، الذي شهد إصابة سعود كريري في الدقيقة الأخيرة. مع بداية شوط المباراة الثاني زج مدرب المنتخب السعودي فرانك ريكارد باللاعب الصاعد مصطفى بصاص الذي يلعب مباراته الدولية الأولى بديلاً عن سعود كريري الذي غادر الملعب مصاباً، ونجح منصور الحربي في إبعاد الكرة من أمام ميسي الذي واجه شباك وليد عبدالله في الثواني الأولى من الشوط بعد تمريرة اخترقت العمق الدفاعي السعودي.
وتمكن أغويرو من كسب خطأ أمام منطقة الجزاء السعودية، لم ينجح ميسي على غير عادته في ايداعها داخل الشباك (50)، وفي محاولة لتجديد الدماء في خط المقدمة، أخرج مدرب المنتخب السعودي ناصر الشمراني وأشرك ربيع سفياني بدلاً منه (58). ومنح حكم المباراة الظهير الأرجنتيني بابلو زاباليتا البطاقة الصفراء الاولى في المباراة، بعد مخاشنة لمنصور الحربي (61)، وأضاع المهاجم الشاب فهد المولد هدفاً محققاً بعد أن فشل في التسجيل لمرتين ارتدت بها الكرة من حارس المرمى الأرجنتيني (64)، وواصل المنتخب السعودي خطورته على شباك «التانغو» بعدما تمكن نواف العابد من اختراق الدفاع الأرجنتيني قبل أن ينجح سيرخيو روميرو بإبعاد الكرة (69).
وانقذ أسامة المولد المرمى السعودي من هدف أرجنتيني محقق بعدما ارتدت الكرة من يدي وليد عبدالله بعد تصويبة ميسي الذي تلاعب في الدفاع السعودي (70)، وتواصلت المحاولات الأرجنتينية، إذ لم تفلح رأسية البديل فرانكو دي سانتس من تسجيل هدف التقدم بعد اعتلاء الكرة العارضة السعودية (79).
وتألق وليد عبدالله في إنقاذ شباكه من كرة أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي الذي اخترق العمق السعودي (80)، واحتسب حكم المباراة خطأً على وليد عبدالله في الدقيقة الثالثة في الوقت بدل الضائع بعد إعاقته لأغويرو على خط ال18، ليفشل المنتخب الأرجنتيني في استغلالها، ليعلن بعدها حكم المباراة نهاية اللقاء بالتعادل السلبي.
النتيجة لم توقف السخرية!
الرياض – «الحياة»
لم يلفت المستوى الفني الجيد الذي ظهر به المنتخب السعودي في المباراة التي جمعته بنظيره المنتخب الأرجنتيني أنظار جماهير «الأخضر»، التي واصلت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التعليق وبشكل ساخر على معظم أحداث الدقائق ال90.
لكن الاستغراب بدا واضحاً على لغة المغردين، إذ كتب ناصر المسيند «هذا منتخبنا ولا فوتوشوب»، بينما كتب الشاعر فهد عافت: «تحليل الشوط الأول: يا إما منتخبنا منتخب كبير وعالمي وحنّا ما ندري، يا إما منتخب الأرجنتين منتخب عادي ومتواضع جداً وحنّا ما ندري».
مضي الدقائق ونجاح «الأخضر» في الحفاظ على نظافة شباكه مع تقديم الأدوار الهجومية بشكل إيجابي لم ينجح في إيقاف السخرية، إذ تضمن «تويتر» أكثر من «هاشتاق» مخصص للنكت والانتقادات، عجز ميسي عن تقديم المستوى الفني المنتظر لم ينسب لمدافعي المنتخب السعودي فكتب عادل المحلم: «تأكدوا من ميسي، لا يكون هذا واحد من الجماهير لابس وجه ميسي!».