من قلب مدينة الحجاج في جدة أمس، ارتفعت أصوات المكبرات لتوجيه الحجيج وتنظيمهم على أشكال مختلفة عن العام الماضي من حيث الترتيب لضمان صعودهم إلى حافلات النقل للتوجه إلى المساكن المخصصة لهم، وتقديم الخدمات بشكل سريع من خلال ممثل لكل مجموعة. وبمجرد نزول الحجيج أرض مدينة الحجاج، تبدأ عمليات ضبط ساعاتهم على توقيت مكةالمكرمة لبدء معايشة رحلة العمر المنتهية بحجة تُحكى قصته عند الرجوع إلى بلدانهم. ويتواصل توافد بعثات الحج من أصقاع العالم إلى مدينة الحجاج في جدة خلال الأيام الحالية، إذ تعود غالبية الحجاج الواصلين إلى أصول آسيوية من جنسيات باكستانية، إندونيسية، ماليزية، الهندية، الإيرانية، والبنغلاديشية، وسط اهتمام وتجهيز المرافق العامة من قبل الجهات الحكومية المشاركة في تذليل الصعوبات وتسهيل مهام تفويج الحجيج من خلال حافلات نقل مكيفة بإشراف كوادر سعودية عاملة على تقديم التوجيهات وخدمات الخطوط الأمامية على مدار الساعة. ورصدت «الحياة» في جولة ميدانية داخل مدينة الحجاج أمس، تبادل الحجيج للشرائح الموقتة مسبقة الدفع بعد أن أسهمت الأخيرة، في هجران كبائن الاتصال العامة التي تتوافر داخل مرافق مدينة الحجاج. وأوضح مسؤول الجالية الماليزية عبدالرزاق خليل أن الجهات المعنية باستقبال الحجاج في المدينة وفرت خدمات الإنترنت المجانية كافة من أجل تسهيل مهامهم في عمليات الربط للتأكد من انتظام الحجاج. وبين خليل أنه تم تصنيف الفئات وتقسيم الحجاج إلى مجموعات يرافق كل مجموعة مترجم. من جهته، أكد الداعية المنتدب من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف عبدالعزيز الخليفة أن البعثتين الماليزية والإندونيسية تعدان الأكثر تنظيماً، موضحاً أنه تم رصد بعض الحالات التي يصعب التعامل معها، وبالأخص من الجنسية البنغلاديشية، من حيث عدم توافر مترجم معهم، وإحضارهم بعض البدع والخزعبلات المخالفة للشرع. وقال الداعية الخليفة إن وزارة الشؤون الإسلامية تعمل على توفير مترجمين للتواصل مع أفراد البعثات كافة مستقبلاً. وشهدت «الحياة» عملية ضبط مضغة «التنبول» برفقة حاج بنغلاديشي من قبل رجال الجمارك في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أمس، إذ حرص مصطحبوها على وضعها في معلبات قصديرية لاستخدامها خلال فترة بقائهم في الأراضي السعودية.