حرم تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) الرئيس الاميركي باراك اوباما من إعلان نصر في عيد الاستقلال الأميركي في 4 تموز (يوليو) الماضي بتحرير رهائن غربيين بينهم الصحافي الاميركي جيمس فولي، عندما نقل فولي من سجنه في ريف الرقة الى سجن محصن في مدينة الرقة معقل التنظيم في شمال شرقي سورية، قبل 24 ساعة من وصول وحدة خاصة (كوماندوس) اميركية على متن طائرتين مروحين. وكان البيت الابيض أعلن تفاصيل العملية السرية الاربعاء الماضي بعد يوم من بث «داعش» فيديو ذبح فولي. وقال ان وحدة «كوماندوس» أخفقت في العثور على فولي أو غيره من الرهائن، بعدما قام 24 من قوة «دلتا فورس» الأميركية على متن طائرات مروحية «بلاك هوك» كثيفة التسليح بعملية انزال في بلدة العكيرشي الواقعة على بعد 30 كيلومتراً من مدينة الرقة شمال شرقي سورية. وقال المزارع حسين (26 سنة) وهو من اهالي العكيرشي ل «الحياة» امس، انه بعد منتصف ليل 4 تموز الماضي، حطت طائرتان مروحيتان من دون اي صوت في القرية، لكنه قبل ذلك قصفت طائرات «معسكر اسامة بن لادن» ومضادات جوية فيه ثم توجهت الى سجن يقع على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من القرية. وأضاف: «نزل الجنود وقطعوا الطريق باتجاه الرقة وطوقوا السجن ثم حصلت اشتباكات لنحو ساعتين». خلال هذه العملية، كانت طائرات حربية تحلق فوق مدينة الرقة معقل «داعش»، بحسب الناشط «ابو ابراهيم الرقاي». وأضاف ل «الحياة» ان الطائرات حلقت لنحو ساعتين في سماء الرقة، لكنها لم تقم بأي عملية قصف، لافتاً الى ان نشطاء وأهالي من عكيرشي جاؤوا اليه، واخبروه بما شاهدوا. كان الاعتقاد، بأن العملية العسكرية رمت الى تحرير الرهائن الاتراك الذين اعتقلهم التنظيم في شمال العراق في حزيران (يونيو) الماضي بعد سيطرته على مدينة الموصل. وقال حسين: «بعد الاشتباكات قام جنود بتفتيش عدد من المنازل بما فيه منزله في العكيرشي، حيث لاحظ ان بين الجنود الاميركيين جنوداً من دول عربية». وأشار الى ان جندياً اميركياً وآخر من دول عربية جرحا في العملية وانه عرف ذلك من خلال العلم الذي كان موجوداً على البدلة العسكرية لكل منهما. وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن مقاتلين «كثيرين» من «داعش» قتلوا في الاشتباكات وإن جندياً أميركياً أصيب عندما تعرضت طائرة مروحية لإطلاق النار. وقالت الإدارة الأميركية إن العملية تمت بموافقة الرئيس باراك أوباما بناء على معلومات الاستخبارات الأميركية بينها معلومات من رهائن أطلق سراحهم. وقال مصدر آخر في الرقة ل «الحياة» ان اهالي من البلدة ابلغوه بأنه «عندما لم يجد الاميركيون الصحافي الاميركي في السجن، قاموا بحرقه»، في حين أشار حسين الى انهم «اخذوا عينات من التراب». ونقلت «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله: «كنا نظن أن لدينا معلومات جيدة عن المكان الذي يمكن أن يكونوا موجودين فيه». وكان لافتاً ان «داعش» ابقى السجن، الذي تعرض للهجوم والمخصص للرهائن المهمين، بقي مغلقاً لمدة اسبوع، ما يعتقد ان السبب هو تعرض عدد منهم الى القتل في العملية. بحسب «ابو ابراهيم الرقاوي»، وهو احد النشطاء المقيمين في الرقة ويتابع نشاطات «داعش»، فإن التنظيم نقل فولي الى «مقر الحسبة» في الرقة قبل 24 ساعة من تنفيذ العملية «ما يعني ان معلومات وصلته عن قرب حصول العملية». ربما يكون احد المصادر قيام الاميركيين بالسؤال عن فولي في مدينة انطاكيا التركية. وكان الناشط «ابو ابراهيم الرقاوي» كتب على صفحته في «فايسبوك» في 4 تموز الماضي ان «غارات لطيران مجهول دمرت جميع المضادات الارضية في المعسكر التابع لتنظيم داعش الملقب بمعسكر أسامة بن لادن ثم حدث ليل البارحة انزال مظلي من طائرات مروحية لا صوت لها وقطعوا طريق الرقة - العكيرشي لمنع خطوط الامداد لتنظيم داعش». وأضاف: «دارت معركة شرسة جداً قامت بها هذه القوات بحرق المعسكر كاملاً وقتل كل الجنود الموجدين فيه و»داعش» يتكتم على الخبر ويقول 5 فقط من جنوده قتلوا وانه قتل 2 على زيهم العسكري شعارات اميركية ومن دولة عربية. لكن اللافت، ان هذه الرسالة حذفت من صفحة الناشط على «فايسبوك». ويعتقد ان السبب ان العملية الاميركية كان مفروضاً ان تبقى سرية.