كشف الأديب الدكتور محمد العوين عن وجود إصرار على التعاطي مع مواضيع بعينها، سواء سياسية أو دينية، تتبناها بعض دور النشر السعودية الجديدة، وبدعم من شخصيات متنفذة. وقال العوين ل«الحياة» إن بعض هذه الدور «بدعم من بعض المتنفذين، تمارس حالات الاستقطاب، بدءاً من الإغراءات المالية للكتاب، وانتهاء بالصراع على النجومية بين المؤلفين، وتداعيات ذلك في شكل مديونية معلقة في رقاب البعض في سبيل «لمعان» في المعارض الثقافية». وأشار إلى دار نشر مدعومة من إحدى الشخصيات النافذة، «وجهت لخدمة أغراض خاصة، مثل انتقاد التيارات الدينية في منطقة الخليج، والعمل على استقطاب كُتاب الفقاعات والجادين، من خلال الإغراء بمبالغ مالية كبيرة جداً». وقال: «إن محاسبة أي دار لا تكون إلا بناء على ما تنشره من الكتب، لا تأخذنا سعوديتنا بأن نمنح رقابنا طواعية لدار نشر لأنها سعودية». وتطرق العوين إلى دور نشر «تسعى للانتشار على حساب الموضوعية والمعرفة والأدب، من خلال الضرب على الوتر الحساس في الجنس والسياسة والقضايا العاطفية»، مستشهداً بعرض سابق له مع دار الساقي اللبنانية، ودار أخرى سعودية - تحفظ عن ذكر اسمها - أكد فيها أن «كلا الطلبين من كلا الدارين رُفض». ووصف العوين، بصفته كاتباً وروائياً، صراع النجومية بين الكُتاب بأنه «صراع وهمي وتافه، ولا يخرج ما كُتب فيه عن إطار الكتب الفقاعية التجارية التي لا قيمة لها»، مشيراً إلى ذهنية التجار وراء «صناعة النشر والثقافة، كونهم لا يسألون عن القيمة المعرفية في ما ينشرون»، مؤكداً «وجود كُتاب مديونين لبعض دور النشر في سبيل لمعان اسمه في «معرض أو معرضين». واعتبر أن حالات الاستقطاب «لا تشكل تجاوزاً أخلاقياً، ما دامت في طور الأخلاق»، متسائلاً: لماذا يراعي خاطر صاحب دار النشر؟ فمن حق المؤلف البحث عن الانتشار، فلا وجود للدعم الحكومي، وفي الوقت نفسه لا يجد من الدور سوى الإنهاك». ويرى العوين أن العلاقة بين دار النشر والكاتب، «هي علاقة الغالب بالمغلوب»، الأمر الذي اضطره إلى القيام بعمليه النشر والتسويق لكتبه على حسابه الشخصي. وقال إن الكتب التي تركز على القيمة المعرفية «ليس لها مردود مالي ولا يقصدها سوى الهاوي الحقيقي للقراءة، والعمل الآن يتركز على كتب الفقاعات وكتب المواجهة مع القيم والتيار الديني على حساب الحقيقة والأخلاق والقيم»، مؤكداً «مُشاركة بعض الكُتاب الذنب الذي يرتكبه الناشرين التجار، بمنحهم فرصة الاتجار بما يكتبون».