على رغم تراجع المخاوف من مرض «أنفلونزا الخنازير» وارتفاع مستوى الوعي، إلا أن البعض ما زال يتوجس من الإصابة به. ولم يجد أصحاب الهواجس من وسيلة وقاية من المرض، إلا بالتوجه إلى محال العطارة التي شهدت خلال الفترة الماضية نشاطاً في بيع الأعشاب والخلطات للوقاية من الأنفلونزا. وقال مالك محال عطارة في مدينة الدمام (فضل عدم ذكر اسمه) ل «الحياة»: «نحن لا نملك علاجاً مخصصاً لأنفلونزا الخنازير، لكننا نبيع أعشاب الأنفلونزا الاعتيادية، مثل البابونج، والدارسين، واليانسون، والميرامية، والحبة السوداء، والزنجبيل، والتي تساعد في الوقاية من الأنفلونزا بشكل عام، وتخفف من آثارها حين الإصابة بها». وذكر أنه يتم صرفها لكل من يطلب أدوية للوقاية من المرض، مضيفاً أن الطلب عليها ازداد في الفترة الأخيرة، وبخاصة من النساء اللاتي يحرصن على حماية أطفالهن من المرض بالأعشاب. فيما قللت اختصاصية في الأمراض الصدرية والحساسية الدكتورة نوال رمضان من أخطار مرض «أنفلونزا الخنازير». وأكدت أن الأعراض التي يتعرض إليها المصاب «مشابهة إلى حد كبير إلى الأنفلونزا الاعتيادية». لكنها شددت في الوقت ذاته على أن «جميع حالات الأنفلونزا تُشكل خطورة على جسم الإنسان، إذا طالت فترة احتضان الجسم لها». وحذّرت نوال من عدم مقاومة «الأنفلونزا»، وبخاصة «لمن يعانون من أمراض مزمنة»، مشيرة إلى أن طرق الوقاية من المرض مشابهة لأي مرض آخر، مثل اتقاء التقلبات الجوية، والبعد عن المناطق المُغبرة والتي تنقل فيها الفيروسات المعدية، وتحاشي الاختلاط بالناس في الأماكن المزدحمة من دون لبس كمامات، والتعرض إلى التكييف بدرجات منخفضة بعد تعرض الجسم إلى درجات حرارة مرتفعة، أو تخفيف الملابس المفاجئ، أو التعامل مع المناديل المستخدمة، والاهتمام في قواعد النظافة الشخصية الأساسية». كما دعت إلى «عدم القلق من المرض». وقالت إن إعلان منظمة الصحة العالمية لوبائية أنفلونزا الخنازير لا يعني خطورته، وإنما يؤكد على انتشاره بين دول كثيرة، موجهة النصح لكبار السن والأطفال ب «الحرص على الأخذ بالسبل الوقائية للمرض، أكثر من غيرهم، بسبب ضعف المناعة الداخلية لديهم». وأشارت إلى أنه في حال إصابة الجسم ب«الأنفلونزا» بأنواعها كافة، فإنه يشعر المصاب معها بالسخونة والسعال، والاحتقان في الحلق، والرشح في الأنف، والصداع والألم في العضلات. وقد يتعرض الجسم إلى الغثيان والتقيؤ في حالات قليلة. ولفتت إلى أن كثيراً من زوار عيادتها يحضرون في حال من القلق والهلع، خوفاً من إصابتهم بالفيروس وبخاصة مع تشابه الأعراض، لذا أقوم بتهدئتهم وطمأنتهم وإجراء الفحوصات الطبية، لنصل لاحقاً إلى أنها أنفلونزا اعتيادية».