لعلنا ندرك الآن بعد يوم الأربعاء الحزين بأننا كمنتخب لا نستحق بالفعل الوصول إلى الدور الثاني لتصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2014، فاللاعبون الذين تشرفوا بالدفاع عن ألوان المنتخب، هذا هو مستواهم ونصيبهم، علينا قبل أن نلوم احداً الاعتراف بأن الكرة السعودية ليس فيها لاعبون، حيث أردنا هذه المرة بأن يلعب الحظ معنا كما سبق، وان لعبها مرات عدة، فيأتي الفوز ويأخذ معه السلبيات كافة، بل إننا لا نزال مع الأسف الشديد نعيش الأوهام بكل معانيها، ونعتقد أننا الأفضل، وهذا هو عيبنا، وسيستمر الى أن نعترف به إجبارياً، فمن يقول إن لدينا نجوماً ولدينا أبطالاً في كرة القدم هو أول من يضحك علينا، فأين هؤلاء النجوم؟ المشكلات لدينا تتراكم فترة بعد أخرى، ومن مستوى سيئ إلى أسوأ، ولا زلنا غارقين في الوهم، فمنتخب أستراليا بنصف إن لم يكن بربع مستواه يفوز على الكرة السعودية بكل تاريخها وعنفوانها، في مباراة فرضنا فيها التحدي، وجعلونا نعيش الوهم والأماني، ليس للوصول الى كأس العالم، بل لنصبح من النخبة ضمن 10 منتخبات آسيوية تنافس في السباق صوب مونديال البرازيل. والحقيقة التي يجب الاعتراف بها دون حياء، أن المنتخب السعودي لم يكن مؤهلاً لعبور الخطوة الأولى، فأي منتخب آسيوي يحتاج الى فوز لكي يتأهل إلى الدور النهائي كان سيتفوق على المنتخب السعودي، فالكويت والبحرين وغيرهما من المنتخبات كان بمقدورها ان تفوز على المنتخب السعودي، ثم يجرب حظه في ما تبقى له من محاولات، وفي الوقت الذي تسجل فيه بعض المنتخبات الآسيوية بلوغ الدور الثاني للتصفيات، نتحسر على منتخب يخرج للمرة الأولى من التصفيات الأولية، فقد كنا نفعل ذلك عند أي اهتزاز ل«الأخضر» بطرد المدرب، وأجزم بأن هذا المدرب سيكون على كف عفريت، ولن يسلم من أن تطاله رياح التغيير، هذا إن كان هناك تغيير! اليوم اتحاد الكرة يفعل ما لم يسبق أن فعله بالاستقالة، وكأننا بها لحظة استسلام لا مبرر لها، بل إن هناك من قال: «هم من سيعودون من جديد فالمسألة امتصاص شيء ما، والأيام القريبة بيننا». ودعونا نبدأ بأنفسنا قبل أن يشير غيرنا بأصابع الانتقاد الينا، فقط تخلصوا من التعصب للأندية، والتنافس المحموم على جمع اللاعبين في نادٍ او اثنين او حتى ثلاثة، فقد اصبحت لدينا بورصة لاعبين مهووسة إلى حد اصبحت المجالس كافة تتحدث عن الملايين في أنصاف لاعبين، المهم ان لا يذهب هذا اللاعب للشباب او الهلال او النصر او الاتحاد او الأهلي، اما بقية الأندية فهم متفرغون لبيع لاعبين عاديين لا يقدمون ولا يؤخرون سوى انهم يلعبون كرة قدم غير صحيحة أقرب للعرجاء، فلاعب كان يتمنى بأن يجد له اسماً في كشوف أي نادٍ، اليوم يفاوض بالملايين، فهل سبق أن سمعتم بأن أعضاء شرف تلك الأندية جاؤوا لدعم المنتخب، بل هل سمعتم بأن رؤساء الأندية سافروا مع المنتخب، هم يتسابقون فقط على دعم بعضهم مع بعض في المنافسات القارية على مستوى أنديتهم، بل إنهم وهذا هو الواقع يعطلون برامج المنتخب بسبب مباريات محلية باعتراضات وتسجيل مواقف وضغوط لا مثيل لها، لكن عمرك طويل بالمنتخب بعد ان تتم صياغة المرحلة المقبلة لكي نحترم المنتخب ليعود لنا هو «الزعيم» و«العالمي» و«العميد» و«الراقي» و«الليث» و«فارس الدهناء». [email protected]