إسلام آباد - أ ف ب - قتل القائد الميداني لتنظيم «القاعدة» في باكستان بدر منصور الخميس بغارة أميركية بطائرة من دون طيار في شمال غربي البلاد المعقل الرئيسي للتنظيم في العالم وفق الاستخبارات الباكستانية. وأعلن مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية اضافة إلى مسؤول من مجموعة منصور أن هذا الأخير قتل ليل الأربعاء - الخميس في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار في ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية معقل حركة «طالبان باكستان» المتحالفة مع «القاعدة». وكان مسؤولون عسكريون اعلنوا في وقت سابق أن الغارة أسفرت عن «قتل أربعة متمردين إسلاميين» في ميرانشاه. وصرح مسؤول في الاستخبارات الباكستانية رفض الكشف عن هويته أن «بدر منصور قتل في الهجوم بالصواريخ في ميرانشاه». وأكد مسؤولون آخرون في الاستخبارات الباكستانية في ميرانشاه الخبر، مضيفين أن زوجته قتلت معه. وعلق احد هؤلاء المسؤولين أن «مقتله يشكل ضربة قوية لقدرة القاعدة على تنفيذ عمليات في باكستان»، مضيفاً انه «وبعد مقتل الياس كشميري أو توقف نشاطه، بات بدر منصور بحكم الأمر الواقع قائد القاعدة في باكستان». ويبقى الشك يحيط بمقتل كشميري القائد العسكري ل «القاعدة» في باكستان إذ تقول مصادر أميركية انه قتل بضربة طائرة أميركية من دون طيار في حزيران (يونيو) 2011 في شمال غربي البلاد. وحتى الآن، لا الاستخبارات الباكستانية ولا المتمردون الإسلاميون اكدوا مقتله ولا حتى عائلته التي تقول إن ليس لديها أي أخبار عنه. وتابع خبير غربي في مكافحة الإرهاب في المنطقة رفض الكشف عن هويته: «إذا تأكد مقتله فهو خبر ممتاز لمكافحة الإرهاب في المنطقة لأنه كان احد ابرز الأهداف للولايات المتحدةولباكستان على حد سواء». وأضاف المصدر نفسه: «كان زعيم شبكات القاعدة في باكستان فيما كانت أجهزة استخبارات غربية عدة تبحث عنه أيضاً». ووفق المسؤولين في الاستخبارات الباكستانية فإن منصور (40 سنة) ويتحدر من ديرة غازي خان في وسط باكستان، كان المسؤول الرئيسي عن العديد من الهجمات الانتحارية التي تشهدها البلاد منذ اكثر من اربع سنوات وتنفذها خصوصاً حركة «طالبان باكستان» وأوقعت قرابة 5 آلاف قتيل منذ صيف 2007. وقال احد ضباط الاستخبارات إن «منصور كان يقيم في ميرانشاه قبل سنوات عدة واستقر في ضواحي معسكر تدريب لمجموعته التي تدعى حركة المجاهدين»، مضيفاً «كان يقوم أيضاً بتدريب وإرسال مقاتلين إلى أفغانستان»، ما يفسر انه كان هدفاً بارزاً لدى الأميركيين. ووزيرستان الشمالية الواقعة على الحدود مع أفغانستان تعتبر أيضاً إحدى القواعد الخلفية لحركة «طالبان» الأفغانية من «شبكة حقاني» المرتبطة ب «القاعدة». والطائرات الأميركية من دون طيار التي تستهدف بانتظام مناطق قبلية باكستانية منذ 2004، بدأت تركز ضرباتها في السنوات الماضية على وزيرستان الشمالية.