الفيتامينات مركبات لا يقدر جسم الانسان على صنعها، لذلك لا مفر له من الحصول عليها من الغذاء لأنها تعتبر حلقة وصل أساسية، لا بل رئيسية، في كثير من التفاعلات الكيماوية التي تجري في كل خلية من خلايا الجسم البشري. والفيتامينات على مختلف أشكالها وأنواعها عديمة الطاقة، بمعنى أنها لا تعطي أي سعرة حرارية. تقسم الفيتامينات الى مجموعتين: المجموعة الأولى تعرف بالفيتامينات المنحلة في الدهن، والمجموعة الثانية هي الفيتامينات المنحلة في الماء، وسنتناول في السطور الآتية فيتامينات الزمرة الأولى أي المنحلة في الدهن وهي تضم أربعة فيتامينات: الفيتامين "أ" والفيتامين "د" والفيتامين "ي" E والفيتامين "ك". الفيتامين "أ". يقوم هذا الفيتامين بوظائف عدة، منها: المشاركة في عملية الرؤية، اذ أنه يشكل أحد المكونات الأساسية لشبكية العين. المساعدة على تجديد الجلد والأغشية المخاطية وصيانتها. يعمل كمضاد أكسدة لازالة آثار الجذور الكيماوية الضارة. يفيد في دعم الجهاز المناعي. المساهمة في تصنيع هرمون البروجسترون النسائي. الوقاية من الاصابة من بعض السرطانات. يؤدي نقص الفيتامين "أ" في الجسم الى جملة من الاضطرابات أهمها العمى الليلي وضعف الجلد والأغشية المخاطية والى ضعف المقاومة ضد الميكروبات. ان نقص الفيتامين مسؤول عن ملايين من حالات العمى في البلدان الفقيرة، خصوصاً لدى الأطفال على رغم ان تناول جزرة واحدة في الاسبوع يكفي لدرء شره. يحتاج الانسان البالغ الى ما بين 800 و1000 ميكروغرام من الفيتامين "أ" في اليوم، وتقدر هذه الكمية ب1200 الى 1400 ميكروغرام لدى الحوامل والمرضعات. أما الأغذية الغنية به فهي: زيت السمك، كبد السمك، كبدالحيوانات، الزبدة، صفار البيض، الجبنة، السمك المدهن. أما في النباتات فيوجد ال"بيتا كاروتين" الذي يستطيع الجسم تحويله الى الفيتامين "أ". هل يجب تناول الفيتنامين "أ" دوائياً؟ لا، لأن الجسم قادر على تخزينه، وزيادته تنتج عنها مشاكل كثيرة. الفيتامين "د". وهو الفيتامين الوحيد الذي يقدر الجسم على صنعه بفعل الأشعة الشمسية من دون الحاجة لتأمينه عن طريق الطعام. ان الوظيفة الفريدة لهذا الفيتامين هي الاشراف على استعمال الكلس والفوسفور من قبل الجسم، ويمكن أن نقول عنه بأنه فيتامين العظام، ولهذا يعد مهماً للغاية للأطفال في طور النمو من أجل بناء عظام وأسنان قوية. أيضاً يساهم الفيتامين "د" في تنظيم التقلصات العضلية وفي حث الجهاز المناعي وفي الوقاية من الانتانات، وتؤكد دراسات أن له دوراً ضد الأورام. تبلغ الحاجة اليومية من الفيتامين "د" 400 وحدة دولية لدى الأطفال والبالغين، اما الرضع والحوامل والمرضعات فتصل الحاجة اليومية الى 600 وحدة دولية. ويتوافر الفيتامين "د" في السمك المدهن والبيض والكبد وزيت السمك. ان نقص الفيتامين "د" يؤدي الى الاصابة بالكساح لدى الأطفال وهشاشة العظام لدى الكبار. يعطى الفيتامين "د" للأطفال وكبار السن الذين يقطنون في بلاد شمسها قليلة، وفي كل الأحوال فإن مثل هذا الاجراء يجب أن يتم تحت اشراف طبي لأن أخذ الفيتامين "د" من دون حاجة اليه سيؤدي الى تكدسه في الجسم، الأمر الذي قد يؤدي الى حوادث تسمم غير محمودة العواقب، فزيادة الفيتامين في الجسم تعرض صاحبها لفقدان الشهية على الطعام والاضطرابات الهضمية واضطرابات المزاج وتكلس القلب والكلى. الفيتامين "ي" E. ان حرق الاوكسجين في الجسم تنتج عنه جذور كيماوية حرة ذات نيات سيئة؟ إذ انها، في حال اهمالها، تحاول جهدها لإحداث تغيرات في الأحماض الدهنية وبعض البروتينات الحساسة التي تدخل في تركيب المادة الوراثية، وهذه التبدلات قد تدفع الى حدوث أمراض مفاجئة، ولكن لحسن الحظ هناك مضادات الأكسدة ومن بينها الفيتامين "ي" E، التي تقف بالمرصاد للجذور الحرة لمنعها من تحقيق غاياتها المدمرة. ويلعب الفيتنامين E دوراً في الوقاية من الأمراض القلبية الوعائية ومن السرطان وداء المياه البيضاء في العين، كما يعمل على تأخير عجلة الشيخوخة. وتقدر حاجة الشخص من الفيتامين E بحوالى 10 ملغ يومياً. أما عن أهم مصادره فنذكر: زيت رشيم القمح، زيت الصويا، زيت الكولزا، زيت عباد الشمس، زيت الذرة، زيت الزيتون، الزبدة، صفار البيض. أما عن الأشخاص الأكثر حاجة للفيتامين E فهم: النساء اللاتي يأخذن حبوب منع الحمل. المدخنون وشاربو الكحول. الأطفال المولودون حديثاً وخصوصاً المولودون قبل الأوان. الرياضيون. الفئات المعرضة للتلوث. الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع كوليسترول الدم. المصابون ببعض الأمراض الالتهابية في القولون. الأشخاص الذين يتبعون أنظمة تخسيس قاسية. الفيتامين "ك". وهو الفيتامين المضاد للنزف، إذ أنه يتدخل في عملية تخثر الدم، ويحتاج الكبد اليه لتفعيل صنع عوامل التخثر التي تدخل في تكوين الخثرات التي تسمح بقطع النزف وإغلاق الجروح. يستطيع الانسان تأمين الفيتامين "ك" عن طريق المستعمرات الجرثومية في الأمعاء، أما مصادره الغذائية فنجدها في السبانخ والقنبيط والملفوف والجزر والبطاطا والبندورة واللحم والحليب وزيت السمك والزيوت النباتية