استقبلت الأكاديميّة الفرنسيّة أخيراً عبد الفتّاح كليطو الذي منحته جائزة "اشعاع اللغة الفرنسيّة" لعام 1996، عن كتابه "لغة آدم" الذي صدر في العام 1995 عن "دار توبقال" المغربيّة متضمّناً سلسلة من محاضرات ألقاها في "كوليج دو فرانس"، وتحمل نسخته العربيّة توقيع عبد الكبير الشرقاوي راجع "الوسط" عدد 202. وفي هذه الجلسة الاحتفاليّة، نوّه ألان ديكو أستاذ التاريخ والمدير التنفيذي للأكاديميّة، بالكاتب والباحث المغربي وبكتابه "لسان آدم"، "لأضافاته النوعيّة وأسلوبه والذكاء الموظّف في عرض الأفكار". وكما هو معروف، لفت عبد الفتّاح كليطو، الأستاذ في كليّة الآداب في الرباط، الأنظار في الماضي بعدد من المؤلّفات، أبرزها "الغائب" 1978، "الحكاية والتأويل" 1988، "العين والابرة" 1992، "المقامات" 1993... غير أن "لسان آدم" حظي باهتمام خاص، لشموليّته وتعدد مصادر اهتمامه ربّما، من فقه اللغة وعلم الكلام... إلى التاريخ والفلسفة. يهجس كليطو بسؤال البدايات، ويقترح علينا من خلال "الحوار مع الموتى"، رحلة في النصوص الكلاسيكيّة العربيّة، بحثاً عن أنساق الثقافة العربيّة القديمة واطارها الذهني. ولا شكّ في أن الجائزة التي تخضع لمعايير صارمة، كافأت الجرأة العلميّة والابداعيّة لأعمال وأبحاث كليطو. آخر ما صدر لصاحب "الحكاية والتأويل"، كتاب "العين والابرة" الذي ترجمه مصطفى النحّال، وكتب مقدّمته المستعرب البارز أندريه ميكال. وكان سبق لكاتبين مغربيين أن حصلا على جائزة الأكاديميّة الفرنسيّة هما محمد بوغالي عميد كليّة الآداب والعلوم الانسانيّة في مراكش لمساهمته في التعريف بالأدب الفرنسي في المغرب 1990، وعبد الكبير الخطيبي الكاتب والباحث المعروف، تكريماً له على مجموع مساهماته الابداعيّة والنظريّة 1994.