استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    شاموسكا إلى التعاون.. واتفاق بين نيوم وجالتييه    موعد مباراة الهلال ومانشستر سيتي في كأس العالم للأندية    مواعيد مواجهات دور ال16 من كأس العالم للأندية    مدير جوازات الرياض يقلد «آل عادي» رتبته الجديدة «رائد»    وزارة الرياضة تحقق نسبة 100% في بطاقة الأداء لكفاءة الطاقة لعامي 2023 -2024    الصين تؤكد تفاصيل الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة    الهلال يتأهل إلى دور ال 16 في مونديال الاندية    طقس حار الى شديد الحرارة على معظم مناطق المملكة    رئاسة الشؤون الدينية تُطلق خطة موسم العمرة لعام 1447ه    ترمب يصعّد معركته ضد باول.. حرب الفائدة تربك الأسواق الأميركية    الأمونيا الصديقة للبيئة ووقود الطيران المستدام يسرعان معدلات النمو للصناعات النظيفة    أخلاقيات متجذرة    كرة القدم الحديثة.. عقل بلا قلب    القادسية.. موسم ذهبي وأرقام قياسية في موسم مثالي    الأسيرة الفلسطينية.. حكاية الألم    دول أوروبية بلا حدود داخلية    القبض على وافدين اعتديا على امرأة في الرياض    د. علي الدّفاع.. عبقري الرياضيات    في إلهامات الرؤية الوطنية    ثورة أدب    استمتع بالطبيعة.. وتقيد بالشروط    اختتام فعاليات المؤتمر العلمي الثاني لجمعية التوعية بأضرار المخدرات    البدء بتطبيق"التأمينات الاجتماعية" على الرياضيين السعوديين ابتداءً من الشهر المقبل    رسميًا.. رونالدو مستمر مع النصر حتى 2027    نجران ترسم مستقبلها الإستثماري بنجاح مبهر في منتدى 2025    أمير جازان يستقبل رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة    القبض على (31) إثيوبياً في عسير لتهريبهم (465) كجم "قات"    أمير الشرقية يُكرِّم "مجموعة مستشفيات المانع" لرعايتها الطبية منتدى الصناعة السعودي 2025    شبكة القطيف الصحية تطلق مبادرة "توازن وعطاء" لتعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل    الأمير تركي الفيصل : عام جديد    تدخل طبي عاجل ينقذ حياة سبعيني بمستشفى الرس العام    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان يشارك في افتتاح المؤتمر العلمي الثاني    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي، ويناقش تحسين الخدمات والمشاريع التنموية    ترامب يحث الكونغرس على "قتل" إذاعة (صوت أمريكا)    لوحات تستلهم جمال الطبيعة الصينية لفنان صيني بمعرض بالرياض واميرات سعوديات يثنين    الخط العربي بأسلوب الثلث يزدان على كسوة الكعبة المشرفة    تحسن أسعار النفط والذهب    في جولة الحسم الأخيرة بدور المجموعات لمونديال الأندية.. الهلال يسعى للتأهل أمام باتشوكا    عسير.. وجهة سياحة أولى للسعوديين والمقيمين    وزير الداخلية يعزي الشريف في وفاة والدته    حامد مطاوع..رئيس تحرير الندوة في عصرها الذهبي..    تخريج أول دفعة من "برنامج التصحيح اللغوي"    الخارجية الإيرانية: منشآتنا النووية تعرضت لأضرار جسيمة    تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك    غروسي: عودة المفتشين لمنشآت إيران النووية ضرورية    أسرة الزواوي تستقبل التعازي في فقيدتهم مريم    الجوازات: جاهزية تامة لاستقبال المعتمرين    بحضور مسؤولين وقناصل.. آل عيد وآل الشاعر يحتفلون بعقد قران سلمان    استشاري: المورينجا لا تعالج الضغط ولا الكوليسترول    "التخصصات الصحية": إعلان نتائج برامج البورد السعودي    مرور العام    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الصحة بالمنطقة والمدير التنفيذي لهيئة الصحة العامة بالقطاع الشمالي    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصل البريطاني    من أعلام جازان.. الشيخ الدكتور علي بن محمد عطيف    أقوى كاميرا تكتشف الكون    الهيئة الملكية تطلق حملة "مكة إرث حي" لإبراز القيمة الحضارية والتاريخية للعاصمة المقدسة    الرواشين.. ملامح من الإرث المدني وفن العمارة السعودية الأصيلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوسط" سألت علماء وأطباء وفلكيين . زلزال كبير يهدد الشرق الأوسط - قسم ثاني


مقاومة الشيخوخة
يسعى الانسان منذ القدم إلى كشف اسرار المعمرين وايجاد عقار يوقف زحف الشيخوخة وأعراضها. ولا يتردد في سعيه هذا في بذل الغالي والنفيس لتحقيق جزء مما يصبو اليه. لذا يتابع العلماء ابحاثهم لحل اللغز الكامن وراء الشيخوخة من خلال فهم الدور الذي يلعبه بعض العناصر في تدمير خلايا الجسم والاضرار بمادتها الوراثية والتسبب في أمراض الشيخوخة ونقصان المناعة وانكماش العضلات وتخلخل العظام وبروز التجاعيد. فالعلماء متفقون على وجود حقائق بيولوجية وتفاعلات كيماوية يتعرض لها الجسم يمكنها ان تفسر تسلسل الاحداث المؤدية للشيخوخة وتوافر معلومات مهمة يمكن جمعها وتحليلها لكشف هذا اللغز.
وعن هذا الموضوع وما ستؤول اليه الابحاث في السنيين المقبلة قال الدكتور سيغفريد حكيمي من جامعة ماغيل في مونتريال - كندا إلى "الوسط": "لو كان في وسعنا ان نترجم الابحاث التي اجريناها على الديدان الى ابحاث على الانسان، ولو كان في وسعنا ان نتحكم في "عدّاد" الجينات او المورّثات، لأصبح في مقدور الانسان من الناحية النظرية، ان يعمّر لمدة ثلاثة قرون أو أربعة. إذ ان هناك منطقة في أطراف الكروموسومات تتآكل مع تقدّم السن. ولهذا فالمسألة ببساطة هي العمل على وقف عملية التآكل. ومن المؤكد ان احتمال تعمير الانسان الى ما بعد مئة سنة مع المحافظة على جودة عضلاته وبشرته وقوة نظره ونشاطه الجسماني والجنسي أمر وارد. وعلينا ان ندرك اننا حققنا تقدماً واضحاً في هذا الصدد. فقبل آلاف السنين لم يكن هناك سوى عدد بسيط من الناس الذين يعيشون اكثر من عشرين سنة أي ما يعادل عمر القطة".
ولذا فالمعركة مستمرة على جبهات عدة سواء بتعويض هورمونات الجسم أو باستخدام مضادات التأكسد والميلاتونين وغيره. وفي وسع الطفل الذي يولد هذا العام مثلاً ان يعيش حتى مئة عام اذا كان في صحة جيدة، مما يعني ان التقاعد في سن الستين او الخامسة والستين لن يكون وارداً في المستقبل". أما الدكتور جورج روث، عالم فيزياء الجزيئات في المعهد الوطني للتعمير في مريلاند في الولايات المتحدة فقد صرّح بأن "الخلايا هي التي تهرم، وان السبب الرئيسي في ذلك هو الطعام المصنّع. فقد عاش جورج بيرنارد شو حتى اواسط التسعين من العمر لأنه لم يكن يتناول أي طعام باستثناء الخضار والفواكه. ولهذا اعتقد أنه ينبغي علينا ان نتناول حوالى 1500 سعيرة حرارية في اليوم بدلاً من 2500 سعيرة، أو أن نجد وسيلة لخداع الخلايا ليتهيأ لها، انها تحصل على مواد غذائية أكثر مما ينبغي". بينما يقول الدكتور جيمس قوبل، مدير معهد ماكس بلانك للدراسات السكانية: "ان العامل الرئيسي للشيخوخة هو جزيئات من الاوكسيجين تعرف باسم "الراديكلات الحرة" وهي ذرات مسؤولة عن عملية "التأكسد الضارة في الجسم تتلف الخلايا فتعرض الاشخاص الذين يتقدمون في السن الى أمراض الشيخوخة مثل التهابات المفاصل والاعصاب وحتى السرطان. كما انها تؤدي الى ظهور التجاعيد. وهناك عامل "بيتا كاروتين" الذي يقاوم عملية التأكسد ويقضي على الراديكلات الحرة. لكن المشكلة هي ان عامل "بيتا" يزيد نسبة الكوليسترول في الدم ويساعد على الاصابة بأمراض القلب. علاوة على ذلك هناك عامل سلبي آخر وهو عملية "غلايكوسيليشن" البيوكيماوية التي تؤدي الى غشاوة البصر وانسداد شرايين القلب واوجاع الظهر مع تقدم السن.
وفي الولايات المتحدة حالياً اكثر من 4 ملايين شخص اي واحد من بين كل ستة اشخاص فوق سن 65 يعانون من مرض "الزايمر" أو الخرف الشيخوخي. وهذا ما يدفع العلماء إلى ايجاد علاج لهذا المرض أو تأخير ظهوره 10 سنوات أو أكثر.
من جهة أخرى يجري العلماء تجارب تقنية جديدة هدفها تجميد جسم الانسان أو بعض اعضائه الرئيسية كالدماغ والرأس بعد الوفاة على أمل التمكن من علاج اسباب الوفاة في فترة لاحقة عندما يتطور العلم ويصبح بامكان العلماء اصلاح الانسجة المثلجة وعلاج الأمراض التي تسببت في الوفاة. وأظهر بعض هذه التجارب الجارية حالياً على الجرذان انه من الممكن تثليج قلوبها واعادة نبضها على رغم الضرر الذي تلحقه عملية التثليج بخلاياها. إلا ان الباحثين يدركون صعوبة نجاح تثليج جسم الجرذ بكامله. مع العلم بأن عدداً من المواطنين الأميركيين دفعوا نفقات حفظ اجسادهم أو رؤوسهم منذ الآن.
القلب وضغط الدم
أمراض القلب ما زالت في طليعة الأسباب المؤدية إلى العجز المبكر والوفاة. وليس غريباً ان تسميه منظمة الصحة العالمية "الوباء الأعظم للقرن العشرين"، إذ تشير الاحصاءات الى ان عشرات الملايين من البشر يلقون حتفهم سنوياً نتيجة الاصابة بهذه الأمراض، وان هذا العدد آخذ في الازدياد على رغم التطور الكبير في الوسائل العلاجية والجراحية. فالانسان يعاني من أنواع عدة من أمراض القلب والاوعية الدموية التي تودي بحياة الملايين سنوياً.
ولمعرفة المزيد عما يمكن ان نتوقعه من تقدم في هذا المجال خلال العقد المقبل، توجهت "الوسط" ببعض الاسئلة الى جراح القلب العالمي، الأميركي الجنسية، اللبناني الأصل، الدكتور مايكل دبغي من كلية بيلور للطب في هيوستن - تكساس، الذي أجاب بالآتي:
"حدث تقدم كبير في مجال استخدام "المضخات الميكانيكية" المصممة خصيصاً للزراعة في الجسم. وهناك اجهزة اخرى تساعد الاشخاص الذين يعانون من أمراض القلب المختلفة والمزمنة أو من حالات انخفاض ضخ الدم عبر شرايين القلب. كما أصبح في وسعنا الآن ان نزرع المضخات لفترات طويلة. لكن المضخات الحالية كبيرة في حجمها ولا تفي بالغرض مئة في المئة. ولهذا فهي تحتاج الى قوة كهربائية عالية جداً، كما انها لا تحقق المرجو منها على المدى الطويل. ومن هنا جاء تطوير مضخات جديدة صغيرة الحجم. فهي بحجم بطارية المصباح اليدوي أو راديو الترانزستور ويمكن زراعتها بسهولة، كما انها لا تستخدم طاقة كهربائية كبيرة. ومع ذلك فان استخدام المضخات يساعد الى درجة كبيرة على تأخير بل في بعض الاحوال منع تدمير الخلايا الحمر في الدم".
أما عن المصاعب الرئيسية التي ما زالت تواجهه فاجاب البروفسور دبغي: "جميع النوبات والسكتات القلبية العنيفة أو المزمنة صعبة، كما هو الحال في التهابات عضلة القلب ايضاً".
وهل يعتقد ان الطب البديل مفيد في هذا المجال؟ أجاب: "ان نظرة المريض الايجابية الى المعالجة أمر مهم بالطبع، ولكن في الحالات البسيطة. لكنني لا أظن ان الطب البديل يفيد في حالات المرض المعقدة مثل تصلب الشرايين وانسدادها. ولا اظن ان هناك اي عامل نفسي أو عضوي يمكنه ان يساعد في مثل تلك الاحوال. ومن الطبيعي ان النكتة والترويح والترفيه عن النفس امور ايجابية ومفيدة لأنني اعتقد ان الشخص الذي يفتقر الى روح النكتة والترفيه يموت قبل الشخص الذي يتحلى بتلك الروح - تماماً مثلما يعيش الشخص الذي لديه كلب لفترة اطول من الشخص الذي ليس لديه كلب. لكن الكلب لا يستطيع خفض نسبة الكوليسترول في دم صاحبه على أي حال".
وعن آخر تطورات علاج مرض ارتفاع ضغط الدم والمنحى الذي يمكن ان تأخذه الابحاث في المستقبل. صرّح الدكتور دانيال هاتون من جامعة اوريغون للعلوم الصحية إلى "الوسط": "بدأنا أخيراً نتعلم الكثير عن ارتفاع ضغط الدم من خلال الدراسة التي اجريناها على الفئران التي أرسلت على السفن الفضائية وما نجم عن ارتفاع ضغط الدم لديها. ووجدنا ان المسألة في نهاية الأمر تعتمد على الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع الكالسيوم. ونحن نعرف ان حوالى 20 في المئة من الاميركيين يعانون من التوتر وارتفاع ضغط الدم بينما تصل النسبة الى حوالى 40 في المئة بين البالغين مما يؤدي الى الاصابة بأمراض القلب المختلفة والنوبات والسكتات القلبية وأمراض الكلى. ووجدنا ان رواد الفضاء يعانون مثلاً من انخفاض استهلاك الكالسيوم مما يؤدي بالتالي الى انخفاض في نسبة كتلة العظام في الجسم وما ينجم عن ذلك من اصابة رواد الفضاء بأمراض العظام المختلفة مثل تآكل العظام وتفتتها. ونحن نعرف ايضاً ان العظام تساعد على دعم الجسم البشري ضد الجاذبية الأرضية. ولهذا السبب فان الطفل الحديث الولادة لا يستطيع الوقوف مثلاً إلا بعد اكتمال بنية عظامه".
مرض السكري
يحتل مرض السكري مرتبة خاصة بين أولويات الرعاية الصحية في معظم دول العالم وبالذات في الدول العربية. اذ ينتشر هذا المرض في المملكة العربية السعودية مثلاً بنسبة 6 في المئة بين الفئات المثقفة والجامعية داخل المدن. وهي نسبة تصل الى 4 أضعاف نسبة انتشاره في بريطانيا وكندا. كما انه يعتبر واحداً من أهم المشاكل الصحية التي تواجه الانسان لما يسببه من اعاقة وموت. إضافة الى كونه من الاسباب الرئيسية للاصابة بالعمى وأمراض القلب والكلى وبتر الأطراف. وهو مرض مستديم يلازم المصاب به طوال حياته، فمعظم الوسائل العلاجية المتوافرة تسيطر على المرض الا انها لا تشفيه تماماً.
من هذا المنطلق ولمعرفة آخر تطورات العلاج حاضراً ومستقبلاً، اتصلت "الوسط" بالدكتور ريتشارد كان، المسؤول الطبي والعلمي للجمعية الاميركية لمرض السكري الذي صرّح بالآتي:
"ان التقدم الرئيسي في الابحاث المتعلقة بهذا المرض كان في ميدان مورثات المرض. وكان لهذا التقدم أثر ايجابي كبير، كما ان الابحاث لا تزال مستمرة. وحين نعرف الجينات المعرضة للخطر فاننا سنعرف عندئذ كيف نخدعها ونتمكن من اصلاحها. كذلك اصبحنا نعرف الآن ان مرض السكري "نوع 2" اكثر مقاومة للعلاج من "نوع 1". مع العلم بأن هذا النوع يشكل 90 في المئة من حالات السكري. وهو لا يحتاج الى الانسولين بل الى أدوية منشطة لخلايا البنكرياس تحفزها على افراز مزيد من هورمون الانسولين. وهناك أنواع عدة من العلاج متوافرة لنوع 2 يمكن تناولها بالفم".
ومن المتوقع ان تستمر المحاولات والتجارب العلمية لايجاد بدائل من الانسولين لعلاج مرض السكري "نوع 1". اذ ان تناول الانسولين على شكل أقراص وكبسولات لا ينفع لانه يضيع ويتلاشى عبر الجهاز الهضمي قبل ان يتمكن من اداء مهماته. وهذا هو السبب في استمرار الاعتماد على ابر الانسولين. ويحاول العلماء درس امكان زرع مضخات دقيقة تحت الجلد لضخ الانسولين عندما يحتاج إليه المريض. كما تستمر التجارب على لصقات حاوية على الانسولين يمكن وضعها فوق الجلد ليمتصها الجسم عند الحاجة.
وعن توقعاته للمستقبل، قال الدكتور كان: "من المؤكد ان معالجة "نوع 2" ستكون اكثر تعقيداً لأنه لا يعتمد على مورث واحد فقط. مما يعني صعوبة تحديد عدد المورثات التي تسببه. ولهذا ففي اعتقادي ان الوقاية خير من العلاج عموماً. اذ يستطيع الانسان ان يمنع الاصابة من خلال نوع الطعام الذي يتناوله وممارسة التمارين الرياضية. لكن الشيء الاكيد هو ان معالجة "نوع 2" ستكون أصعب كثيراً لأن فهم طبيعته اكثر تعقيداً".
أمراض السرطان
لا يختلف اثنان على ان السرطان من أخطر الأمراض وأشدها وقعاً على المصاب وذويه وأقاربه واصحابه. فهو متنوع الحالات... قاتل في معظم الاحيان. كما انه ليس مرضاً واحداً بل مجموعة امراض يتجاوز عددها 166. أسبابه ما زالت غامضة على رغم اقتناع الأطباء بالدور المهم الذي تلعبه العوامل الوراثية والمناعية والبيئية والغذائية في بروزه وانتشاره. ومما لا شك فيه ان تطورات عدة حصلت في مجال تشخيص امراض السرطان وطرق علاجها، إلا ان الطريق نحو تحقيق الهدف المنشود بالقضاء على هذا المرض الخبيث ما زال معبداً بالصعوبات والعراقيل.
ولمعرفة ما يمكن ان يحمله لنا مستقبل مكافحة امراض السرطان في السنوات العشر المقبلة، قال البروفسور ستيفن روزنبرغ من معهد الصحة الوطني في ولاية مريلاند الاميركية ل "الوسط": "تعلمنا في السنوات العشر الماضية اكثر مما تعلمناه عن هذه الأمراض في السنوات الخمسين التي سبقتها. ولذا فان المسألة هي ترجمة المعلومات والافكار العلمية التي توصلنا اليها الى واقع طبي يمكن تسخيره لمصلحة المرضى. فعلى سبيل المثال بدأت شخصياً باستنباط علاجات بيولوجية عن طريق الاستفادة من نظام المناعة في الجسم البشري. وحققنا تقدماً كبيراً في ميدان التعرف إلى الأسباب التي تؤدي الى الاصابة بالسرطان وفي مجال تكييف الجينات اي المورثات للمساهمة في العلاج".
وعن كون انواع السرطان تختلف من حيث صعوبة علاجها وطبيعة تكاثرها وانتشارها، اجاب الدكتور روزنبرغ: "نقف الآن في مواجهة تعقيدات مذهلة لعملية تكاثر الخلايا السرطانية الخبيثة. اذ ان هناك مشكلات اساسية تعوق طريق تقدمنا. ولذا لا بد لنا من ايجاد الاجابات والحلول الصحيحة من اجل تحقيق التقدم المطلوب في بيولوجية الجزيئات". أما عن رأيه في احتمال اكتشاف وسائل علاجية ناجعة غير العمليات الجراحية والمعالجة الدوائية والاشعاعية، فقال: "لا أظن اننا سنشهد اي تقدم مثير في المستقبل القريب في هذا الميدان. فنحن لدينا في المعهد مركز للطب البديل، ونحن على استعداد لقبول المساعدة من أي مصدر وبأية طريقة ممكنة. يبقى ان نذكر بأهمية تصرّف مرضى السرطان بصورة ايجابية مع مصابهم لأن ذلك يساهم في تقبل العلاج ويساعد على تحمل اعبائه ومضاعفاته".
وكان البروفسور فيليب سالم، رئيس برامج الابحاث السرطانية في مركز ام. دي. اندرسون للسرطان في هيوستن تكساس في الولايات المتحدة الاميركية صرّح إلى "الوسط" بأن الاستراتيجيات الجديدة والمستقبلية لمكافحة هذا النوع من الأمراض ستعتمد على استخدام مجموعة من الأدوية الكيماوية مع احتمال ربطها بالعلاج المناعي. اما المعالجة الوراثية التي تعتمد على هندسة الجينات المعطوبة او المسؤولة عن أمراض السرطان فما زالت في بداية رحلة طويلة تحتاج الى المزيد من التجارب والابحاث. وهي على الرغم من اهميتها العظيمة من الناحية العلمية، ما زالت بعيدة عن الممارسة التطبيقية.
ويأمل العلماء ان يؤدي التطور الحاصل في مجال صناعة المعدات المجهرية الحجم الى صناعة أجهزة دقيقة جداً يمكن حقنها يوماً ما داخل الجسم وتوجيهها لمحاربة امراض السرطان على المستوى الخليوي. كما يمكن مناورتها لإزالة الاورام السرطانية من دون الحاجة الى عمليات جراحية كبيرة. غير ان الجراحة المجهرية ما زالت في بدايتها، ومن الصعب جداً تقليص حجم الاجهزة والمعدات بصورة مجهرية لتصبح بحجم جزيئات الخلايا اضافة الى احتمال تخوف المرضى من دخول اجهزة وآلات مجهرية ذات ذكاء اصطناعي في احشائهم او عبر مجرى الدم للتجول داخل اجسادهم كما يحلو لها.
مرض الأيدز فقدان المناعة المكتسبة
اما عن مستقبل علاج مرض الأيدز والابحاث المتعلقة به فقال الدكتور غاري روز، مدير مركز ابحاث الأيدز وأساليب علاجه في واشنطن ل "الوسط": "ليس هناك أي علاج ناجح حتى الآن. كل ما نستطيع ان نفعله هو ايجاد العقاقير التي تساعد على تخفيف معاناة المريض. لكننا بدأنا بالبحث في نوعين من الانزيمات التي يحتاج إليها الفيروس ليجدد نفسه. وأعتقد اننا سنحصل على انزيم ثالث خلال ثمانية عشر شهراً مما سيوسع دائرة ابحاثنا. فالمسألة أشبه بمعالجة الخلايا السرطانية بالأشعة الكهروكيماوية، أي انه كلما زاد حجم المساحة التي يمكننا مهاجمة المرض فيها، كان ذلك أفضل.
وفي اعتقادي ايضاً ان أهم بحث يجرى الآن هو استغلال البروتينات السطحية ولا سيما منها "بروتين سي سي كي - 5" كأسلوب لتخفيف المعاناة واحتواء المرض. والهدف النهائي بالطبع هو انتاج مصل يزود الجسم مناعة ضد المرض. فقد اخفقنا حتى الآن في ايجاد هذا المصل الواقي الذي يمكن الانسان استخدامه مع اننا حققنا نجاحاً طيباً في تجاربنا على الحيوانات.
أما وسائل العلاج العضوية أو التي تعتمد على مبادئ الطب البديل فهي مفيدة لكننا لم نحصل حتى الآن على أدلة أكيدة تثبت نجاحها. فمعظم الاطباء الذين يعالجون المصابين بالأيدز يوصون باستخدام طريقة الوخز بالأبر مثلا من اجل تخفيف الآلام، لكنهم يوصون ايضاً باستخدام عقاقير اخرى مثل المورفين أو الماريوانا. فمثل هذه الأساليب ساعد على تحسين "نوعية" حياة المريض وساعده على التفاؤل لكنه لا يشفي المرض طبعاً".
طب الاسنان
في مجال طب الاسنان، صرّح رئيس الجمعية الاميركية لطب الاسنان الدكتور اروين مانديل إلى "الوسط" بالآتي: "من المفترض ان يكون لدينا أفضل رعاية للأسنان في العالم. الا ان 84 في المئة من الأطفال الاميركيين بين سن 5 و17 سنة محشوة أضراسهم أو هي بحاجة الى الحشو، مما يدفع الباحثين إلى العمل على ايجاد لقاح ضد تسوس الاسنان، أو اللجوء الى الهندسة الوراثية، أو محاولة نقل جينات من البكتيريا التي تكوّن انزيمات مسؤولة عن تحلل البوليمرات اللاخلوية المتورطة في التصاق اللويحات السنية ثم تحويلها الى بكتيريا ودودة داخل الفم.
ومن الضروري منع الانزيمات من اداء عملها للنجاح في وقف تراكم الصفائح أو اللويحات فوق الاسنان. غير ان هذه الوسائل واستخدام اشعة الليزر لتقوية ميناء الاسنان ضد الحموضة ليست ناجحة تماماً. ولكن توجد وسائل وقائية غذائية فعالة داخل الاجبان والحليب والبلوط والشوكولا يمكنها حماية الاسنان من التسوس خصوصاً اذا رافق ذلك اهتمام مستمر بفرك الاسنان وتنظيفها مرتين أو ثلاث مرات يومياً، الى ان يتمكن الباحثون من ايجاد اللقاح المطلوب ضد تسوس الاسنان ونخرها
تساؤلات وتكهنات
- هل يتعرض كوكب الأرض والجنس البشري لكارثة طبيعية تنهي وجوده؟ وهل يكون ذلك نتيجة هبوب غيوم غبارية كثيفة كانت راكدة بين النجوم والكواكب ثم انطلقت فجأة لتغلف الكرة الأرضية وتحرمها من اشعة الشمس فيتعرض الكوكب ومن فوقه للتجلد والموت؟
- ام يا ترى يؤدي انفجار أحد الكواكب العملاقة الى انبعاث اشعاعات سينية وفوق بنفسجية ذات طاقة حرارية هائلة ومدمرة تحرق الأرض ومن عليها؟
- أو يحدث خلل في الترابط البيولوجي بين الكائنات الحية الموجودة فوق الأرض فيحرم الانسان من الغذاء ويقضي جوعاً؟
- وماذا لو أدت التقلبات الجوية والمناخية المتكررة واتساع ثقب الاوزون الى انفجار البراكين وذوبان الثلوج وفيضان المحيطات وانتهاء الحياة فوق كوكب الأرض؟
- وليس مستبعداً ان تزداد مقاومة الجراثيم والفيروسات لكل وسائل العلاج، فيؤدي ذلك الى انتشار الطاعون تلو الآخر، من دون ان يتمكن الانسان من الصمود أمامها.
- أو ربما جلبت نيازك فضائية الى الأرض جراثيم مجهولة، خارقة العدوى، لا يعرفها بنو البشر، فراحت تتكاثر بصورة مذهلة بين الناس من دون ان يتمكنوا من مواجهتها أو علاجها.
- وهل يختفي كوكب الأرض ومن عليه نتيجة تجربة فيزيائية يتلاعب فيها الباحثون بمواد ذرية أو مواد جديدة أكثر فتكاً منها؟
- أم يتجه الانسان مع مرور الزمن وتقدم العلم للعيش في واقع افتراضي معزول عن المجتمع ومحروم من نعمة الانجاب والتوالد. فالزواج والحب والعلاقات الاجتماعية والمهنية تصبح افتراضية. اي ان الحقيقة الواقعة تصبح واقعاً افتراضياً.
- وهل يسيطر الكومبيوتر على مرافق الحياة العامة ويتآمر للقضاء على الانسان؟
الاحتمالات كثيرة ومخيفة وحماكم الله من كل مكروه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.