وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    تعاون "سعودي – موريتاني" بالطاقة المتجدِّدة    تراجع طفيف بأسعار النفط عالمياً    أجواء ممطرة على معظم المناطق    تحويل الدراسة عن بُعد بوادي الدواسر ونجران    97 % رضا المستفيدين من الخدمات العدلية    "هورايزن" يحصد جائزة "هيرميز" الدولية    افتتاح معرض عسير للعقار والبناء والمنتجات التمويلية    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    العميد والزعيم.. «انتفاضة أم سابعة؟»    تسجيل «المستجدين» في المدارس ينتهي الخميس القادم    أخفوا 200 مليون ريال.. «التستر» وغسل الأموال يُطيحان بمقيم و3 مواطنين    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    الخريف: نطور رأس المال البشري ونستفيد من التكنولوجيا في تمكين الشباب    العربي يتغلب على أحد بثلاثية في دوري يلو    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    (ينتظرون سقوطك يازعيم)    في الجولة 30 من دوري" يلو".. القادسية يستقبل القيصومة.. والبكيرية يلتقي الجبلين    بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي.. إنشاء" مركز مستقبل الفضاء" في المملكة    أمير الشرقية يدشن فعاليات منتدى التكامل اللوجستي    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يحضر احتفالية اليوبيل الذهبي للبنك الإسلامي    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    دعوة عربية لفتح تحقيق دولي في جرائم إسرائيل في المستشفيات    «ماسنجر» تتيح إرسال الصور بجودة عالية    «الكنّة».. الحد الفاصل بين الربيع والصيف    توعية للوقاية من المخدرات    أمير منطقة المدينة المنورة يستقبل سفير جمهورية إندونيسيا    لوحة فنية بصرية    وهَم التفرُّد    عصر الحداثة والتغيير    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    اختلاف فصيلة الدم بين الزوجين (2)    قمة مبكرة تجمع الهلال والأهلي .. في بطولة النخبة    تمت تجربته على 1,100 مريض.. لقاح نوعي ضد سرطان الجلد    بقايا بشرية ملفوفة بأوراق تغليف    إنقاص وزن شاب ينتهي بمأساة    العشق بين جميل الحجيلان والمايكروفون!    الفراشات تكتشف تغيّر المناخ    اجتماع تنسيقي لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين    فزعة تقود عشرينيا للإمساك بملكة نحل    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !    السابعة اتحادية..    دوري السيدات.. نجاحات واقتراحات    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة (37) من طلبة كلية الملك فهد البحرية    ولي العهد يستقبل وزير الخارجية البريطاني    دافوس الرياض وكسر معادلة القوة مقابل الحق        اليوم.. آخر يوم لتسجيل المتطوعين لخدمات الحجيج الصحية    أمير المدينة يدشن مهرجان الثقافات والشعوب    إنقاذ معتمرة عراقية توقف قلبها عن النبض    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة    دولة ملهمة    سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقابلة خاصة مع الأمين العام للجامعة العربية . عصمت عبدالمجيد لپ"الوسط": على العراق أن يعلن تخليه نهائياً عن الكويت وينفذ كل قرارات مجلس الامن وبكاملها ... وينبغي أن تكون هناك مصارحة عربية قبل أية مصالحة
نشر في الحياة يوم 08 - 02 - 1993

لا صداقة مع ايران اذا ارادت المواجهة وفرض الهيمنة والسيطرة
المبعدون: اما عقوبات دولية على اسرائيل او تتحرك اميركا لاعادتهم
بطرس غالي "مهمته صعبة قوي وكان الله في عونه"
دعا الدكتور عصمت عبدالمجيد الامين العام لجامعة الدول العربية، في مقابلة خاصة مع "الوسط"، العراق الى الاعلان رسمياً وصراحة عن تخليه نهائياً عن مساعيه لضم الكويت الى اراضيه. وطالبه بتنفيذ كل قرارات مجلس الامن الدولي، الناتجة عن احتلال الكويت وحرب تحريرها، بشكل كامل. وأوضح عبدالمجيد انه يجب ان تكون هناك "مصارحة عربية" قبل تحقيق أية مصالحة. واعترف بوجود خلافات وصعوبات عربية - عربية نتيجة احتلال الكويت وأزمة الخليج التي قال ان "لا سابق لها في العالم العربي". وأوضح ان الدعوة الى عقد القمة العربية هي من صلاحيات القادة العرب. وشدد على ضرورة "الاعداد الجيد" لأية قمة عربية قبل توجيه الدعوة الى عقدها. وبالنسبة الى المبعدين الفلسطينيين قال عبدالمجيد ان على مجلس الامن ان يفرض عقوبات على اسرائيل اذا لم توافق على اعادة المبعدين الى ارضهم. وبالنسبة الى العلاقات مع ايران قال الامين العام للجامعة العربية ان الدول العربية تريد الصداقة مع ايران، لكنه حذر ان ذلك غير ممكن اذا دخلت ايران "في مواجهة مع العالم العربي" او سعت "الى فرض الهيمنة والسيطرة والتدخل في الشؤون الداخلية" لبعض الدول العربية. وأكد انه ليس هناك خطر يهدد ايران من جهة جيرانها، وتساءل: "لماذا التسلح الايراني اذاً"؟ وفي ما يأتي نص المقابلة الخاصة التي اجرتها "الوسط" مع عبدالمجيد خلال وجوده في باريس نهاية الشهر الماضي:
الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي رفع تقريراً الى مجلس الامن يوصي فيه بپ"اتخاذ كل التدابير لضمان احترام اسرائيل" القرار 799 الخاص باعادة المبعدين الفلسطينيين. كيف تنظرون الى هذا القرار؟ وهل يلبّي رغبة الجامعة العربية؟
- أود أولاً أن أعبّر عن ترحيبي بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة. وأتصور انه وصل الى هذه القناعة بعد ان فشلت مهمة مبعوثيه الى اسرائيل. وتوقيت هذا التقرير مناسب جداً. وإذا كان الدكتور بطرس غالي يطالب المجلس بأن ينظر في التدابير اللازمة، فانه في الواقع يطالب المجلس بأن يواجه مسؤولياته. مجلس الامن هو أهم جهاز في المنظمة الدولية وعليه ان يتحمل مسؤولية تنفيذ قراراته. ووجدناه دائماً حريصاً على فرض احترامها وتنفيذها، ووجدناه يسعى الى ان يلزم الدول التي لا تحترم قراراته باللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. نحن، طبعاً، بصدد انتظار ان يدرس مجلس الامن الدولي تقرير الامين العام وان يبحث الوسائل اللازمة لتنفيذ القرار الرقم 799، وهو قرار اتخذ بالاجماع.
وإذا كانت ثمة وسائل يصل بها المجلس الى تنفيذ قراراته، من دون اللجوء الى الفصل السابع، فنحن نرحب بذلك. لكن اذا استمرت اسرائيل في الرفض والمماطلة والتسويف، كما هو متوقع، فلا مناص امامنا الا ان نطالب بتنفيذ احكام الفصل السابع من الميثاق وبذلك يكون المجلس قام بواجبه وأدى مسؤولياته بحيث لا يكيل بمكيالين. وهذا الموضوع نتحسسه كعرب، من المحيط الى الخليج، وفحواه ان على مجلس الامن ان يراعي ضرورة الا يكيل بمكيالين وأن على اسرائيل ان تحترم قرارات مجلس الامن وتنفذها كما يطالب المجلس الدول الأخرى بتنفيذ قراراته.
ولكن هل هناك مهلة حتى تمتثل اسرائيل لقرار مجلس الأمن؟
- انا لم أقل ان نعطي اسرائيل مهلة. انا أقول ان مجلس الامن سينظر في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة ويتخذ القرارات الواجبة النفاذ. واذا قامت اسرائيل بتنفيذ هذا القرار من دون الحاجة للجوء الى الفصل السابع فمرحباً بذلك. ولكن اذا فشلت هذه الجهود وثبت ان القرارات التي يتخذها مجلس الامن تبقى من غير تنفيذ، فلا بد من النظر في تطبيق احكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ولكن الى متى يمكن انتظار اسرائيل حتى تنفذ القرار 799؟ هل سيطول الانتظار شهراً، شهرين او أكثر؟
- هذه المسألة تحتاج الى بعض الوقت. وبعض الوقت يعني اياماً وليس اسابيع او شهوراً. ومن واقع خبرتي في الأمم المتحدة حيث قضيت احد عشر عاماً، وعالجت اموراً كثيرة أمام مجلس الامن وأمام الجمعية العامة، في ظروف صعبة ايضاً، انتظر ان تتم مشاورات بشأن تقرير الامين العام للأمم المتحدة وان يعقد مجلس الامن قريباً اجتماعاً للنظر فيه وتقرير ما يلزم. ورأينا أن هذا الموضوع يجب ان يتم خلال الأيام القليلة المقبلة.
الموقف الاميركي
لا يمكن لمجلس الامن ان يتخذ قراراً اذا استعمل احد اعضائه الدائمين حق النقض الفيتو. والولايات المتحدة صرحت بأنها "لا ترى فائدة من اجتماع مجلس الامن" للنظر بهذه القضية بموجب الفصل السابع من الميثاق. فكيف يمكن التعاطي مع موقف الولايات المتحدة الاميركية؟
- اذا كان يفهم من تصريح المتحدث الرسمي الأميركي انه ليست هناك حاجة لاستصدار قرار جديد يعتمد على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وان اسرائيل ستلتزم بالقرار 799 وتنفذه فمرحباً بذلك. نحن، بالطبع، نعلم ان الولايات المتحدة حريصة على عدم فرض عقوبات ضد اسرائيل. ولكن ما هو البديل الذي تطرحه؟
ان موقف واشنطن سياسي. ولكنني اسأل: هل ان أميركا ترضى ببقاء المبعدين تحت رحمة اسرائيل الى الأبد في هذه المنطقة النائية من لبنان؟ نحن، كعرب، محتاجون لأن نسمع رأي الولايات المتحدة الاميركية. وحتى الآن ليست عندي المعلومات والعناصر التي تمكنني من الحكم على ذلك. اليوم، هناك موقف للأمين العام ارحب به، وهناك موقف للمجتمع الدولي ممثلاً بالقرار 799، اشتركت في وضعه الولايات المتحدة وصدّقت عليه في مجلس الامن. وهناك مستجدات. علينا ان ننتظر ولكل حادث حديث.
من واقع خبرتكم ومعرفتكم بالسياسة الاميركية، ألا يمكن لواشنطن ان تقبل بأن يفرض مجلس الامن الدولي عقوبات، وان ضعيفة، على اسرائيل؟
- اذا استطاعت واشنطن ان تقنع اسرائيل بعودة المبعدين الى ديارهم من دون حاجة مجلس الامن للجوء الى الفصل السابع، فسنكون أول الذين يصفقون للولايات المتحدة، وسنشيد بدورها في حل مشكلة تهدد مسيرة السلام.
المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة خورونتسوف اعلن أن بلاده ستدعم قراراً بفرض عقوبات على اسرائيل اذا طرح مثل هذا القرار على مجلس الامن. هل تعتقدون ان هذا الموقف يعبّر عن تغير في السياسة الخارجية الروسية؟
- اذا صح حديث خورونتسوف فسيكون ذلك بمثابة تطور ايجابي في الموقف الروسي. ونحن نرحب به ونأمل بأن تكون روسيا في سياستها وفي تحملها لمسؤولياتها متمشية مع الخط الذي يتفق وأحكام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الامن الدولي.
هل يمكن ان نتبين من خلال موقف واشنطن من مسألة الابعاد، أي مؤشر على سياسة كلينتون في الشرق الاوسط؟
- من الصعب عليّ اليوم، بعد فترة قصيرة من تولي الرئيس كلينتون لمهام منصبه، أن أحكم على سياسته الخارجية في الشرق الاوسط. وإنما ما اعتقده هو ان الادارة الاميركية تضم رجالاً قادرين تماماً على تقييم المصالح الاميركية التقييم السليم. وباستطاعتي القول انه الى حد كبير ليس من تعارض بين تحقيق المصلحة الاميركية وكثير من المصالح العربية. انما يمكن ان يكون هناك وجهات نظر مختلفة.
المصارحة قبل المصالحة
هل تعتبرون ان ثمة حاجة لعقد قمة عربية؟ هل الظروف مؤاتية؟ وما هي، بنظركم الصعوبات التي تحول دون ذلك؟
- أود ان أقول انني أعتز بالثقة التي أولاني اياها الاخوة العرب واعتزازي كان كبيراً عندما انتخبت بالاجماع اميناً عاماً للجامعة العربية في شهر أيار مايو 1991. غير أنني أعي صعوبة مهمتي الناتجة عن الظروف المؤلمة التي يمر بها العالم العربي. ذلك اننا ما زلنا نعيش في تداعيات أزمة الخليج التي هزت الامة العربية، وهي ازمة لم يسبق لها مثيل في العالم العربي. علينا جميعاً ان نبذل كل ما نحن قادرون عليه، وانني اثق بحسن تدبير وحكمة القيادات العربية حتى نتغلب على الصعوبات التي نواجهها ونعمل سوياً لخير الامة العربية التي ننتمي اليها.
الأمين العام للجامعة العربية لا يستطيع، بمفرده، ان يقوم بالشيء الكثير. انما الأمين العام، بمعاونة الدول العربية جميعها، ووفق الروحية التي أؤمن بها، يمكنه ان يساهم بدوره من اجل ان يكون البيت العربي الذي نعيش فيه آمناً مطمئناً. نحن نعلم ان ثمة خلافات عربية - عربية. لكن المهم ان تبقى هذه الخلافات داخلية وضمن البيت المشترك وأن تحتوى بدل ان تفيض الى الخارج.
هل هناك جديد بالنسبة الى القمة العربية تحديداً؟
- انت تعلم ان القمم العربية بعضها انعقد في مناخ ملائم، والبعض الآخر جرى في مناخ صعب. ونحن نؤمن بأن القمة العربية اذا ما عقدت، بإمكانها ان تحقق الشيء الكثير. ولا شك انه حصلت جهود مشكورة من قبل الملك الحسن الثاني بالدعوة الى عقد هذه القمة. ووفق تقديري الشخصي، فإن هذه القمة المنتظرة، حتى تؤتي ثمارها، لا بد من التمهيد لها، ومن الاعداد الجيد، اذ ان الغرض هو ان نحقق المرجوّ منها. ونحن نأمل بقمة عربية يبادر بها بعض القادة العرب ويستجيب لها البعض الآخر.
هل تقومون، كأمين عام للجامعة العربية، بجهود ما، ام انكم تنتظرون ان تقوم اطراف في الجامعة العربية بهذه الاتصالات؟
- أنا على استعداد تام للتجاوب مع كل من يقوم، من القادة العرب، بالدعوة الى عقد قمة في الوقت المناسب وفي المكان المناسب. لكن القمة العربية هي من صميم اختصاص وصلاحيات القادة العرب. ميثاق جامعة الدول العربية لا يتضمن اي نص يشير الى آلية القمة العربية. لذلك فإن كل القمم التي التأمت حتى الآن كانت بمبادرات من القادة العرب اكثر مما كانت مبادرات من الامين العام.
القمة العربية بحاجة الى مصالحة عربية حتى يمكن عقدها. هل أصبح العالم العربي اليوم جاهزاً لتحقيق هذه المصالحة؟
- المصالحة تستلزم المصارحة، وانا اعتبرهما وجهين لعملة واحدة. اذا اردنا ان نتصالح فعلينا ان نتصارح وبهذه الحالة نضمن نتيجة ايجابية لما نقوم به. واعتقد انه في ظل التطورات التي نمرّ بها، لا مفرّ من المصارحة ثم المصالحة.
المطلوب من العراق
هل تعتبر ان العراق "اقفل فصل الكويت" فعلاً بعدما صرح طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي في مقابلة تلفزيونية "ان فصل الكويت قد اقفل، ومن الافضل عدم الدخول في التفاصيل"؟ وماذا يعني ذلك عربياً؟
- أسئلتك تدل على مصارحة لا على مواجهة، وانا افهمها بهذا المعنى.
اتصور ان ما نقلته الينا وكالات الانباء منسوب الى السيد طارق عزيز، حيث قال ما معناه "ان موضوع الكويت قد اقفل" يستحق ان نتوقف عنده. بالطبع، انا يهمني ما المقصود تحديداً بهذا الكلام. وانما السيد طارق عزيز لا يمكنه ان يصرّح بما صرح به الا بموافقة الرئيس صدام حسين. هذا امر مسلّم به. الامر الثاني، ان هذا التصريح جاء متأخراً. آن الأوان لان يعلن العراق ان موضوع "الكويت المحافظة التاسعة عشرة من العراق" انتهى واقفل الى غير رجعة، كما يجب ان نعرف اذا كانت الحكومة العراقية ستلتزم بكل قرارات مجلس الامن المتعلقة بالعراق وتنفذها بكاملها، سواء تلك المتعلقة بإنهاء اية مطالب اقليمية في الكويت او القبول بترسيم الحدود معها او بالتعويضات المستحقة للكويت او بعودة الاسرى الكويتيين. والتزام الحكومة العراقية بكل ذلك يمكنه ان يدلّ على انها عدلت عن موقفها الذي عشناه وعرفناه خلال ازمة الخليج منذ ان بدأت.
سؤال آخر ضمن هذا الاطار. هل من الممكن تحقيق مصالحة عربية طالما ان صدام حسين في السلطة؟
- هذه الامور من صميم اختصاص الشعب العراقي ولا يستطيع الامين العام للجامعة العربية ان يتطرّق اليها.
إيران والعرب
ايران تثير الكثير من المخاوف في العالم العربي: تسلّح متسارع، وضع اليد على جزيرة ابو موسى، نشاطات في الاردن ومصر وتونس والجزائر والسودان. كيف تنظرون الى ايران؟ وكيف يمكن التعامل معها؟
- هذا سؤال مهمّ ونحن كدول عربية نود الصداقة مع ايران. ذلك ان ايران دولة مهمة، مسلمة وجارة، وانا حريص على ان تقوم علاقات طيبة بين الدول العربية وايران. وهذا الحرص ليس نابعاً من واقع ضعف، او خوف من هيمنة ايرانية ونحن لا نتكلم من مواقع فيها التحدي او المواجهة، انما نتكلم من مواقع حسن الجوار والمصالح المشتركة والاخوة والروابط الروحية والدينية. وهذه في الحقيقة الرسالة التي اريد ان اوصلها الى الاخوة في ايران. وشعوري ان هذا الموقف يتجاوب مع آراء الكثيرين في العالم العربي. ولكن كيف يمكن ان نتوقع ان تسود الروحية التي ننادي بها اذا ما دخلت ايران في مواجهة مع العالم العربي واذا ما سعت الى فرض الهيمنة والسيطرة واحتلال جزر في الخليج والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية؟ اريد ان اضيف الى ذلك ان المسألة ليست سباقاً على التسلح لان السباق على التسلح، في اية منطقة من مناطق العالم، لا يمكن بأي حال ان يحقق الهدف المقصود. التسلح في منطقة الخليج دفاعي. وانا اسأل: أين الخطر الذي يهدد ايران من جيرانها؟ لا ارى هذا الخطر. اذاً، لماذا التسلح الايراني؟ لماذا هذا التصعيد في شراء السلاح من غواصات وخلاف ذلك مما نقرأ عنه ونسمعه؟ اود ان اقول هنا ان على ايران ان تتعامل مع جيرانها اولاً ومع الدول العربية بالاسلوب الذي نشعر انه يحقق في النهاية مصلحة ايران ومصلحة العرب والمسلمين.
ليبيا
ما هي الوسيلة، برأيكم، لاخراج ازمة ليبيا مع الدول الغربية الثلاث اميركا وبريطانيا وفرنسا من الطريق المسدود؟ ما هي آخر المستجدات، وهل تقوم الجامعة العربية بدور ما على هذا الصعيد؟
- الجامعة العربية تولي موضوع ازمة ليبيا مع الدول الغربية الثلاث الاولوية ضمن المشاكل العربية المطروحة. ولقد ابدت ليبيا مرونة واستعداداً للوصول الى حل مرضٍِ يحقق مصالح الاطراف كلها. ولا شك ان ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة ونحن حريصون على عدم المساس بسيادتها او بحقوقها، ونحن كذلك نحبذ الحوار بين جميع الاطراف المعنية بالازمة. وقد كان للجامعة العربية، في وقت من الاوقات، دور في القيام بعدد من الاتصالات الى جانب عدد من الرؤساء والمسؤولين في الدول العربية لتفادي تصعيد الموقف في هذه المنطقة الحساسة من العالم. وانا ما زلت ادعو الى حوار للوصول الى تسوية مقبولة طالما ان ليبيا ابدت استعداداً ومرونة.
من الناحية العملية، كيف يمكن ترجمة هذه الليونة وهذا الاستعداد؟
- لندع الاطراف المعنية تتكلم مع بعضها البعض وتتحاور. وقناعتي ان استعمال القوة ضد ليبيا، لحل هذه المشكلة، سيؤدي الى مردود عكسي. ما زال المجال مفتوحاً لاعادة ربط خيوط الحوار وتحاشي التصعيد في منطقة البحر الابيض المتوسط.
لو اتصل بكم العقيد القذافي غداً واعلمكم انه يوكل اليكم المتهمين الليبيين في مسألة "لوكربي"، فهل الجامعة العربية مستعدة لتسلمهم؟
- هذه افتراضات صعبة ونحن ليست لدينا جهة حجز. نحن نعتبر ان لنا دوراً في تقريب وجهات النظر بين الاطراف كلها. والقرار الذي ستتخذه ليبيا سيكون ليبياً مئة في المئة.
"كان الله" في عون غالي
برأيكم، هل قام العرب بواجبهم تجاه الصومال؟
- نعم. وسبق لي ان عبرت عن وجهة نظري ازاء هذه المسألة. واحيلك الى ما نشرته في السابق حولها.
الولايات المتحدة تؤيد وقف العمل بالمقاطعة العربية ضد اسرائيل. ما رأيكم؟
- ان قضية المقاطعة العربية من اختصاص مجلس الجامعة العربية. واذا ما طلبت الولايات المتحدة من دولة او دول عربية الغاء المقاطعة، فيجب احالة هذا الطلب الى مجلس الجامعة لاتخاذ قرار بشأنه.
المفاوضات العربية -الاسرائيلية متوقفة الآن. احياناً يقال انها على وشك ان تصل الى نتيجة واحياناً اخرى انها في طريق مسدود.
- يجب ان تستمر مسيرة السلام وان نعمل جميعاً لانجاحها والوصول الى سلام عادل وشامل يضمن الامن والاستقرار في المنطقة. لكن التصرفات الاسرائيلية، وبالذات موضوع المبعدين وغيره من ممارسات السلطات الاسرائيلية في الاراضي العربية المحتلة، تلقي بظلال كثيفة على مسيرة السلام.
الدكتور بطرس غالي، الامين العام للامم المتحدة كان وزير الدولة للشؤون الخارجية عندما كنتم، انتم، نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للخارجية. ما رأيكم الشخصي به وبما يقوم به كأمين عام للامم المتحدة؟
- بيني وبين الدكتور بطرس غالي زمالة وصداقة أعتز بهما. وهي لم تبدأ عندما كنت انا وزيراً للخارجية وهو وزير دولة، بل ان هذه الصداقة بدأت عندما كنا سوياً في بعثة في باريس ودرسنا الدكتوراه سوياً وتزاملنا. وشاءت الظروف ايضاً ان نتعاون في ادارة وزارة الخارجية لسنوات طويلة. وانا أكن له كل ودّ ومحبة.
وبالنسبة الى عمله كأمين عام للامم المتحدة؟
- دي مهمة صعبة قوي. كان الله في عونه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.