على مدى أسابيع، ستتناول"الحياة"جوانب ومواقف من سيرة - النبي صلى الله عليه وسلم - ومواقف محبيه وأعدائه نحوه، وتدخّل العناية الإلهية جلية في مواقف عدة، انتقم فيها الله عزّ وجل من عدوه. روى الإمامان البخاري ومسلم - واللفظ له - من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قال: بينما أنا واقف في الصف يوم بدر. نظرتُ عن يميني وشمالي. فإذا أنا بين غلامين من الأنصار. حديثة أسنانُهُما. تمنيتُ لو كنت بين أضلعَ منهما أي أجلد. فغمزني أحدهما. فقال: يا عم! هل تعرف أبا جهل؟ قال: قُلتُ: نعم. وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أُخبرتُ أنه يَسُبُّ رسول الله , والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يُفارق سوادي سواده حتى يمُوت الأعجلُ منَّا. قال: فتعجبت لذلك. فغمزني الآخر فقال مثلها. قال: فلم أنشبْ أن نظرتُ إلى أبي جهل يزُول في الناس. فقُلتُ: ألا تريَان؟ هذا صاحبُكُما الذي تسألان عنه. قال: فابتدراهُ , فضرباهُ بسيفيهما, حتى قتلاه. ثُم انصرفا إلى رسول الله . فأخبراهُ. فقال:"أيُّكُما قتلهُ؟"فقال كُلُّ واحد منهما: أنا قَتَلتُه. فقال هلْ مسحتُما سيفَيْكُما؟"قالا: لا. فنظَرَ في السيفين فقال"كلاكُما قَتَلهُ"، والغلامان: مُعاذ بن عُمرو بن الجمُوح ومُعاذُ بن عفراء.