أسفرت حملة نفذتها جهات رقابية في المنطقة الشرقية، عن إغلاق ثلاثة محال تبيع أقراصاً ممغنطة مخالفة. وكشفت مصادر أمنية ل"الحياة"، شاركت في حملات الدهم، التي نفذت قبيل حلول عيد الفطر، ان"المخالفات التي تم ضبطها تركزت على بيع أقراص تحوي ألعاباً يفترض أنها للصغار، كما يشير الملصق الذي يغلفها، بيد أنه تبين بعد فحصها أنها موجهة للكبار". وبخلاف الحملات التي نفذتها جهات رقابية عدة في الماضي، على محال الإلكترونيات في مدن الدمام والخبر والظهران والقطيف، لم تسفر الحملة الأخيرة عن ضبط مواد خليعة أو مخالفة للآداب. كما كشفت المصادر، التي أشارت إلى ان"حملة نفذت قبل حلول العيد العام الماضي، أسفرت عن إغلاق سبعة محال في مدينة الدمام، تروج لألعاب غير أخلاقية، وبعد تطبيق العقوبات عليها، التي شملت الإغلاق لفترة معينة ودفع غرامة مالية، لم تعاود تلك المحال مخالفاتها السابقة". وأبانت المصادر أنه تم من خلال الحملة الأخيرة"مصادرة كميات بسيطة من الألعاب على أقراص"دي في دي"، و"سي دي"، مضيفة"لاحظنا وجود التزام من جانب البائعين بالتعليمات"، مستدركة"رصدنا أخطاء في تصنيف أغلفة الأقراص من جانب البائعين، إذ اكتشفنا وجود محلين في وسط الدمام، وآخر في محافظة القطيف، كانوا مخالفة، وتحوي رفوفها أقراصاً غير مناسبة للأطفال، فتمت مصادرة تلك الأقراص، وإنذار مالكيها، تمهيداً لإغلاقها". وحول مسألة تصنيفات المواد"أكدت جهات رقابية، أن"بعض الرموز ما زالت تحوي أخطاء، بعضها من جانب البائعين، والبعض الآخر من جانب الشركة المصنعة، إذ يدون حرف معين، يشير إلى ان القرص يناسب جميع الأعمار على رغم انه للناضجين فقط. كما أن الأخطاء تظهر في الألعاب المخصصة لفئة الأطفال، وهذا الأمر تم الالتفات إليه. كما خاطبنا أصحاب المحال، لتفادي الشكاوى حول ذلك، خصوصاً أن هناك تناقضاً في تصنيف اللعبة بين موقع الشركة الالكتروني، الذي يحوي التصنيفات العمرية، وبين ما يكتب على غلاف القرص، ما يتطلب رقابة وانتباهاً من جانب الأهالي، لمعرفة الخلل، إذ يتهم الأهالي البائعين بأنهم يقومون بتزوير وإضافة وحذف الملاحظات المدونة على غلاف القرص". ونقل احد الآباء الذين تقدم بشكوى ضد أحد المحال الذي باع لابنه، الذي لم يتجاوز عمره 11 عاماً، قرصاً ممغنطاً"غير أخلاقي، يحوي مقاطع خليعة، كما باعوا ابني الآخر الذي لم يتجاوز عمره خمسة أعوام، قرصاً يحوي لعبة عنيفة، فيها مقاطع مؤذية، وقد حاول تطبيقها في العيد على إخوته. وهذا الأمر مؤلم، على رغم أننا نلاحظ التصنيف العمري حين نشتري الألعاب، ونشدد على ذلك، لكن من دون فائدة". وعلقت الاختصاصية النفسية ريم العمران، على الآثار النفسية والأضرار التي تترتب على تصرفات وسلوكيات الأطفال جراء متابعتهم مواد لا تناسب أعمارهم، وقالت:"إن التأثير السلبي الذي ينعكس على سلوكيات الأطفال من الألعاب الالكترونية، يتمثل في تشجيعهم على اكتشاف المجهول من باب الفضول، أو من طبيعة الطفولة وبراءتها، ويسعون وراء الشيء الغريب والمثير للانتباه، ومن هنا تكون قابلية التأثير على سلوك الطفل سريعة، وهذا ما ينطبق على الكبار لكن بصورة مغايرة، خصوصاً في فترة هي الأصعب في حياة الإنسان من الناحية الفسيولوجية، وهي المراهقة"، موضحة أن"الكشف عن الإجابة لتفسير ما شاهده الطفل يعمل على إرباك تفكيره، وقد يصبح فريسة سهلة للمنحرفين، كما قد يؤدي به إلى القلق والاضطراب النفسي والتوتر والبدانة، وحدوث ردود أفعال عكسية تخلق عادات سلوكية سيئة".