تشهد ممارسة لعبة كرة الطائرة في حواري الأحياء عند الشبان في رمضان لذة أخرى عن بقية الشهور الأخرى، إلى درجة أنه قبل دخول شهر رمضان نجد الاستعدادات التامة من الشبان بإنشاء ملاعب لكرة الطائرة بين البيوت أو حتى في الشوارع العامة الفسيحة التي تناسب إقامة ملعب فيها، وإنارتها من أحد البيوت القريبة من الملعب، إضافة إلى الإعلانات الكثيفة عن الدوريات التي سينظمها الشبان في الحواري للعبة كرة الطائرة. إلا أنه أخيراً نلاحظ اختفاء ملاعب كرة الطائرة من الحواري وعدم اهتمام الشبان بها في شهر رمضان للسنتين الماضيتين. أحمد العجيبان يقول: السبب واضح وهو اتجاه الشبان إلى قضاء وقتهم في رمضان في الاستراحات، واستئجار الشقق الخاصة بالعزاب أو حتى الشاليهات التي عادة ما تتحول في رمضان من شاليهات عائلية إلى عزّابية في بعض المتنزهات لعدم تفرغ العائلات في رمضان بالذهاب إليها. ويضيف العجيبان أن المعسلات والبلاي ستيشن في الاستراحات هي مركز الاهتمام عند الشبان الذين كانوا في الماضي يحرصون على إنشاء ملاعب لكرة الطائرة، مشيراً إلى أن بعض الشبان يمارس كرة الطائرة في الاستراحة بدلاً من حواري الأحياء التي كانت في الماضي. أما طارق الخريجي فيرى أن عدم وجود مساحات مناسبة في الأحياء قد تكون هي سبباً في اختفاء ملاعب كرة الطائرة، مشيراً إلى أن كثرة السكان والبيوت في الأحياء أجبرت الشبان للتوجه للاستراحات وممارسة جميع الألعاب التي يرغبونها من دون إزعاج منهم أو أن يشكل هذا مضايقة لأحد. ومن جانبه، يقول الدكتور صلاح السقا أستاذ علم النفس الرياضي في جامعة الملك سعود ل"الحياة"إن سبب ارتباط ممارسة كرة الطائرة برمضان عند الشبان لكونها إحدى الألعاب الشعبية التي تسهل ممارستها وخصوصاً في رمضان، وذلك لكونها لا تحتاج إلى مساحات واسعة، أو تجهيزات كبيرة لإضاءة الملعب، باختلاف ملاعب كرة القدم التي تحتاج إلى إنارة كثيرة وتوفير كهرباء لهذه الملاعب، مشيراً إلى أنه يمكن تعديل اللعبة بحسب مساحة الملعب أو العدد الموجود، منوهاً أيضاً إلى أن مدرس التربية البدنية في الماضي كان يركز على تعليم الطلاب ممارسة كرة الطائرة. ويضيف السقا أن البدائل كثيرة وبدأت تأخذ مكانها بين الشبان فنرى أن المراكز الرياضية الخاصة مزدحمة بالشبان، ودور المؤسسات والشركات في تنظيم بطولات لكرة القدم أو الطائرة في رمضان مزدهر،إلى درجة أن كثيراً من الرياضيين في الأندية الرياضية يتوجه إلى بطولات هذه المؤسسات والشركات سواء للمشاركة أو حتى في جلب وتسجيل لاعبين إلى النادي الذي ينتمي إليه، لافتاً إلى الدور الكبير الذي وفرته الاستراحات لاهتمامات الشبان. وعن عدم قيام الأندية الرياضية بالدور الاجتماعي لها في رمضان، قال السقا: إن الأهداف الاجتماعية للأندية الرياضية لم تكن هي المحور الرئيس لها، وأن محدودية الملاعب والأعباء المناطة بها في المشاركات الرسمية قد تكون سبباً في عدم تقديم خدماتها لشبان الحي، مشيراً إلى أن بُعد الأندية عن مقر سكن الشبان له دور في ذلك، مستشهداً بأندية القرى والمحافظات التي يتوجه لها الشبان بكثرة في رمضان لأنها تكون قريبة من أحياء الشبان.