تضمّن المشروع الإصلاحي للقيادة السياسية البحرينية إنشاء المجلس الأعلى للمرأة وإعداد استراتيجية وطنية تجسد التزام المجلس النهوض في أوضاع المرأة البحرينية واعتبارها شريكاً جديراً في بناء الدولة ونموها وتعزيز دورها واعتبارها مواطن يتمتع بكامل أهليته. وتشتمل محاور الاستراتيجية تغطية أبعاد بناء مقومات تيار سياسي مؤنث يغذى بالمفهوم الشامل للمشاركة السياسية بتبنى المفهوم الشامل للمشاركة السياسية ليشمل مشاركة النساء في اتخاذ القرار في جميع المجالات في أجهزة الدولة وسلطاتها الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، من هنا اضطلعت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمرأة ببلورة مشروع"التمكين السياسي للمرأة"، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الخليج، ومدته عام، ويهدف إلى تحقيق رفع كفاءة المرأة البحرينية لتهيئتها للترشح للمجالس البلدية والمجلس النيابي وتغيير الصورة النمطية للمرأة في المجتمع، ويعمل على إيجاد قاعدة من المرشحات للدورة التشريعية المزمعة 2006-2010، بتشجيع النساء للترشح، وتأهيلهن بالمعرفة والمهارات اللازمة وحشد الدعم المجتمعي لهن. الأسرة مرآة المجتمع تقول حرم السفير البحريني الدكتور جاسم بوعلاي صفية بوعلاي، وهي إحدى المرشحات، إنها تقرأ التجربة الديموقراطية بعد عام 2002، لمصلحة المرأة البحرينية بعد إعطائها حقوقها السياسية"أعطاها الدستور حق الانتخاب والترشيح، ما عزز دورها في المجتمع البحريني وأصبحت تشارك الرجل في صنع القرار بحيث يسهم الرجل والمرأة في بناء الوطن"، وتضيف:"المرأة تشارك الرجل في أرفع المناصب، أصبحت وزيرة وقاضية، سفيرة، ورئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبذلك تغيرت بعض الموروثات وأثبتت المرأة قدرتها على أن تكون ربة منزل صالحة، إلى جانب قدرتها على صنع القرار مع الرجل". تخرجت بوعلاي من جامعة السوربون تخصص آداب فرنسية، ورافقت زوجها في تنقلاته بعد تعيينه سفيراً لبلاده في دول أجنبية وعربية، شاركت خلالها في الحملة الانتخابية أثناء ترشيح البحرين لمجلس الأمن والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس حقوق الإنسان بمنظمة الأممالمتحدة، وكانت عضوة في جمعيات عدة خيرية ومارست العمل التطوعي داخل البحرين وخارجه، ما اكسبها الخبرة السياسية ل25 عاماً، من هنا أقدمت على خطوة الترشيح لتوافر قاعدة سابقة وخبرة سياسية واجتماعية، كما تقول:"أستطيع خدمة بلدي بعد أن نلت شرف خدمتها في الخارج من خلال وصولي إلى قبة البرلمان لمعالجة بعض القضايا التي تساعد على نهوض المجتمع، شعار حملتي الانتخابية الأسرة مرآة المجتمع". تتابع بتفصيل أكثر أنه ومن خلال هذا الشعار:"أجد قضايا الأسرة الملحة لمعالجتها متعلقة في كل نواحي الحياة، فالتعليم يعني ضرورة إصلاح المناهج وعصرنتها والاهتمام في التكنولوجيا". وتلفت إلى أهمية رفع الأجور"إلى جانب قضايا أخرى ضمنتها برنامجي". تحفيز المروءة برنامج انتخابي. مترشحة أخرى وهي الدكتورة هدى المطاوعة التي تعمل حالياً أستاذ مساعد في قسم الإعلام والسياحة والفنون في جامعة البحرين، بعد أن خاضت تجربة إعلامية طويلة قدرتها ب32 عاماً، تحاول أن تخوض تجربة تصقل مسيرتها بعد حصولها على الدكتوراه في نقد"المضمون الإعلامي للعلاقة بين المرأة والرجل". كما تضمنت تجربتها تأسيس"مركز المهود للتنمية الثقافية والاجتماعية"في أميركا أثناء دراستها، ثم حاولت نقل التجربة إلى البحرين بعد إدخال بعض التعديلات على المشروع الاجتماعي ليتوافق مع البيئة البحرينية بمسمى"المهود للتنمية الوطنية"، تقول الدكتورة مطاوعة إن أهداف البرنامج تعنى بتفجير الطاقات الداخلية للمواطن الخليجي"وقدمت المشروع إلى أمانة دول مجلس التعاون وهو في الدراسة، وهناك وعد بدرسه، ومن المحتمل تبنيه لتعميمه على دول الخليج، إذ يحمل أكثر من 18 نوعاً من برامج التدريب لكل الفئات العمرية من دون استثناء، وجزء من البرنامج يعد المتزوجين قبل الزواج، ويقوي العلاقات الزوجية وأعمل على استخراج الرخصة لإطلاق المشروع في البحرين". حول محفزات الترشيح قالت:"كيف نعتبر الرجل يكمل المرأة والعكس وأنه لا يوجد أي تضاد أو تنافس بينهما، هذا ما استهدف خدمته عبر نظرية سمّيتها المروءة هذه الخصلة المتجذرة في الثقافة العربية والتي تحدد تجاوز الذات والعمل من أجل تطور المجتمع البشري والارتقاء الأخلاقي وتبني منظومة القيم، وحصلت على زخم من التجارب واعتبره مشروعاً مدروساً وناجحاً ومدعماً بالخبرات، ما يؤهلني لدخول البرلمان والمشاركة في صنع القرار". تحمل المطاوعة تحفظاً تجاه"قوائم جاهزة يحكمها بعض الإسلاميين"وهي تنقد كون البعض يحاول اختطاف الإسلام وتجيير نصوصه لمصلحة الرجل في الوقت الذي جاء رحمة للجنس البشري"الدين الذي عرفناه متسامح ويحتضن فئات المجتمع ولا يحاكي الشكل الخارجي للشخوص، وأحاول في حملتي الانتخابية طرح فكرة أن الإسلام الجميل يجب ألا يخنق لمجرد الحكم على القشور الظاهرية للإنسان، نريد للمرأة أن تشرق بضوئها الفكري على الرجل والعكس وألا يختصر الفكر أو عداه من استحقاقات الحياة لجميع الأفراد". تحويل الأسر المتعففة إلى منتجة رئيسة مجلس إدارة مؤسسة بحرين بازار الاجتماعية التنموية أمينة عباس إحدى المترشحات ال22 لخوض التجربة البرلمانية في الدورة المقبلة ترى أن طموح البحرينيات"يفوق حجم التجربة، بما أن الشعب في البحرين يتسم بالوعي السياسي ومثقف ولا يرضيه أنصاف الحلول، لذا أرى أن عليه الدخول بقوة في المعترك السياسي عبر الانتخابات، فالحرية لا تعطى، فلا فضل لأحد في منحنا الحرية التي تعد أهم مطالب الشعب البحريني، كما أن بعض الجهات التي كانت تحمل ملف المرأة لا تحضي بثقة الناس حيث صورت للمجتمع أن المرأة المتحررة والحاصلة على حقوقها هي تلك التي تتمرد على تقاليدها ودينها وزوجها ومجتمعها، في حين أن الإسلام كفل لها حقوقها وأمرها بالعمل إلى جانب الرجل لتحقيق الأهداف التي تنشدها الأمة". ترى عباس أنه من الخطأ الاعتقاد أن المرأة يمكنها العمل بمفردها، وتعزو نجاح الأسرة الصغيرة بتضافر الرجل والمرأة معاً، وينعكس ذلك على المجتمع الكبير والعالم أجمع، معتبرة أن فشل بعض النسوة في البحرين يكمن في تركيزهن على ملف المرأة في حين"أن الأزمة الحقيقة فيها الكثير من الملفات مثل تقسيم الدوائر الانتخابية، البطالة، التجنيس السياسي وغير القانوني عدم فعالية البرلمان بسبب التعيين في الشورى، وغيره"، معتبرة هذه الملفات تحظى باهتمام الشارع البحريني، إلى جانب التنمية المجتمعية و"أثرها في الأمن الاجتماعي والمرأة في البحرين استوعبت الدرس". تترأس المترشحة أمينة اللجنة التأسيسية لمشروع برلمان الأسر المنتجة لدول مجلس التعاون الخليجي والذي سيتم إشهاره في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، ولديها طموح لتحويل"الأسر المتعففة في البحرين إلى أسر منتجة"، كما تقول أنه بحسب تقارير الأممالمتحدة تقدر ما نسبته 25 في المئة، من البحرينيين تحت خط الفقر و"لأني كنت منهم، أتفهم حاجاتهم، وما لا يدركونه هو وحش العولمة المقبل، فالتنمية يحب أن تكون بشكل متسارع يتناسب وحجم انتشارها".