على خلاف ما هو متعارف عليه من تنظيم زواجات جماعية للرجال، ينظم القسم النسائي في صندوق"الزواج الخيري في مهرجان الصفا للعرائس"في مدينة صفوي محافظة القطيف، أول عرس جماعي نسائي في السعودية، وتشارك فيه عشر عرائس، ويقام بعد نحو 40 يوماً في باحة مهرجان الصفا. وتتزامن الحفلة النسائية مع حفلة الزواج الجماعي الرجالية الثامنة عشرة، التي ينظمها المهرجان هذه السنة في نادي الصفا. وتشعر تغريد عبد الباقي منذ الآن بقلبها يخفق سريعاً من رهبة الموقف. وتحمّر خجلاً عندما تفكر أنها ستظهر في فستانها الأبيض أمام أكثر من خمسة آلاف مدعوة، يتوجهن إليها بنظراتهن المتفحصة"أفكر في اللحظة التي سأدخل فيها مع العرائس إلى صالة الاحتفال، وتصيبني الرهبة"، لكنها تستطرد"اعتقد ان الأمور ستسير على ما يرام". وتعتبرها"مغامرة سنخوضها ونرى نتائجها، فالكل يرغب في معرفة ما الذي سيجري في تلك الليلة التي ستكون الأولى من نوعها". ويشكل المهرجان تحدياً أمام المنظمين والمشاركات لأنه"الأول من نوعه في السعودية والخليج، إذ لم يسبق أن أقيمت حفلة مماثلة من قبل"، وفقاً لمديرة القسم النسائي في صندوق الزواج الخيري خضراء المبارك. وتأتي هذه الخطوة بعد تجربة"يوم المبارك"، الذي أقيم لثلاث سنوات متتالية، وحقق"نجاحاً لافتاً". وكان"يوم المبارك"يقام لزوجات المحتفى بهم من العرسان في مهرجان الرجال، ويشبه إلى حد ما"الجلوات"، التي تقام قبل العرس، مع فارق أن هذه الليلة كانت تقام اليوم التالي للزفاف ليأتي أهل صفوى ويقدموا التهاني للعرائس. وكانت هذه الليلة تقدم مجاناً للمشاركات. واليوم أصبحت هناك إلى جانب ليلة التهاني حفلة زفاف نسائية. هكذا انتشر الخبر في صفوى سريعاً، وتناقلته الألسن مع موجات تحليل وتقييم، وتشير المبارك إلى أن البعض"يتوقع فشل الزفاف الجماعي، وهم متخوفون من التجربة، وعلى العكس، نجد أن هناك عرائس اتصلن بنا لتسجيل أسمائهن من دون تردد". وتقول صغرى المزارع "المميزات التي تقدم للعروس في الحفلة شجعتني على المشاركة من دون تردد، وبعد اقتناعي بأنه القرار الصائب، وبخاصة أن برنامج المهرجان مُنظم". وتعتبر المبارك أن"هذه الخطوة شجاعة وجريئة من العرائس". وكانت اللجنة المنظمة للحفلة النسائية توقعت أن يكون الإقبال ضعيفاً، لكن المفاجأة أن المتقدمات من العرائس كنّ عشراً، وما زال باب التسجيل مفتوحاً. وعادة ما تقوم اللجنة النسائية بأخذ أسماء العرائس اللاتي سيزف أزواجهن في المهرجان الرجالي لزيارتهن وتعريفهن في" يوم المبارك"، لكن في هذا العام أتت العرائس من دون دعوة، وطلبن المشاركة، وستقوم مجموعة من اللجنة بزيارة المتبقيات، لتعريفهن على برنامج الزفاف الجماعي النسائي، الذي سيقام في الليلة ذاتها التي تقام فيها الحفلة الرجالية. والتحضير لحفلة الزفاف جارية في شكل مكثف، وتشكلت لهذه الغاية 19 لجنة، ويتكون فريق العمل من عشرات المتطوعات يتوزعن على اللجان كلها"هناك بين 300 أو 400 هو فريق العمل النسائي، وتلقينا اتصالات من متطوعات من الدماموالقطيف يرغبن في المشاركة معنا". بخلاف يوم المبارك فإن العرائس المشاركات يدفعن مبلغاً رمزياً للمشاركة في الحفلة، هو ثمانية آلاف ريال، أي المبلغ نفسه الذي يدفعه العريس، لكنهن في المقابل يتخلصن من أي تبعات يرتبها الزفاف عليهن. وتوضح المبارك أن العروس تنال في المقابل"صالة مجهزة بديكور مميز وكوشة وفرقتين وتصوير خاص ووجبة العشاء والضيافة لزوارها ودورات تثقيفية وبرنامج"أوبريت تراثي"، إضافة إلى"يوم المبارك". ... وفريق متخصص للكشف عن جوالات الكاميرا تؤمن اللجنة فريق تفتيش متخصصاً للبحث عن الجوالات المزودة بكاميرا،"حفاظاً على خصوصية الحفلة". وتشدد رئيسة اللجنة النسائية على أن الحفلة مكلفة جداً"فمخيم العرس وتجهيزه كلفنا قرابة 180 ألف ريال، ونحاول تأمين رعاية لباقي التكاليف كالتصوير والتزيين". ولا يكون على العروس تأمين أي من مستلزمات العرس باستثناء فستان الزفاف، ويكون على اللجنة تأمين باقة الزهور التي ستحملها. وترى العروس تغريد أن"العرس الجماعي أوفر، ويخفف عني عبء البحث عن مستلزمات العرس من الصالة إلى الضيافة، أما فستاني فبات حاضراً في انتظار العرس". ولا تتكبد العروس المشاركة في حفلة الزفاف مشقة البحث عن صالون تزيين، وبخاصة أنه في ليلة العرس الرجالي عادة ما تكون مراكز التجميل النسائية مزدحمة، فهناك أكثر من عروس تتزوج في الليلة ذاتها. لكن اللجنة النسائية وجدت الحل عبر الاتفاق مع أحد مراكز التجميل النسائية في القطيف، الذي سيقدم للعرائس تسريحات الشعر والماكياج مجاناً.