سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بين تغير أسلوب الحياة وتوزيع الاتهامات . على أنغام "اليامال" ... "الفلكلور" الساحلي يبحث عن قشة الإنقاذ 3من3 - مراكب الصيد تحمل غناء البحر وأهازيجه في الحجاز
انتعش الغناء في الطائفوالمدينة قديماً، وتوسع في عصر بني أمية في المدينة ومكة، وكانت المدينة احد مواطن الغناء المهمة في العصر الجاهلي. واستمر تطور الغناء في منطقة الحجاز وتتابعت عليها ألوان موسيقية عدة، لتُعرف أرض الحجاز منذ القدم بموطن الفنون التي ارتكزت على التراث الفني والمقامات الموسيقية كافة، التي تقام عليها أسس الغناء الصحيح. وفي العصر الحديث ظهرت في الحجاز ألوان غنائية مثل: الينبعاوي، والمزمار، والمجرور، والدانة، والصهبة، والخبيتي... وأصبحت جزءاً من تراثها عبر الأجيال. ويتميز الفن الينبعاوي بتسلله إلى المنطقة بسبب موقع مدينة ينبع على ساحل البحر الأحمر، الذي يشكل سبباً رئيساً لاستقاء المدينة العديد من الفنون والثقافات والحضارات المتعددة على مر العصور. ومن أبرز ألوان الفن الينبعي"السمسمية"، وهي أداة تُصنع من جلود الحيوانات والخشب والأوتار. ومع تقدم الزمن تحولت مكونات هذه الأداة من الجلود والخشب لتشمل مكونات الخشب والحديد والأوتار الحديدية، التي تصدر أنغاماً موسيقية ذات مساحات لحنية يترنم عليها عشاق هذا الفن العريق. ومن أبرز ألوان"السمسمية"ما يسمى ب"السمسمية البحري"كنية عن البحارة الذين يقومون بأدائها خلال رحلات الصيد والتجارة. ويتميز الموال الذي أطلق عليه في السمسمية"كسر الدور"، ويتم أداؤه من شخصين يرد كل منهما على الآخر، ثم يبدأ الغناء الجماعي المصاحب للصفقة المتناسقة التي تتم بالأيدي وإيقاعات مختلفة. وتقوم مجموعة من المشاركين بأداء الرقصة الينبعية وسط المجلس المعد لأداء هذا اللون، ثم يتم خلال المغنى أداء الموال من أحد أفراد المجموعة، لتعاود بعد ذلك المجموعة أداء الغناء الجماعي، وفي نهاية اللوحة الغنائية تؤدى"التبحيرة"من أحد أفراد المجموعة مع ترديد بعض الأهازيج الشعبية المتعارف عليها. وأدخلت الفرق الينبعية الآلات الحديثة مثل العود والكمان والقانون على تراثها، لتضيف إلى الفن الأصيل مرحلة جديدة في الاعتماد على المقامات الموسيقية المتعارف عليها مثل السيكة، والبنجكة والنهاوند، والرست، والبيات والحجاز. وتغنت الفرق الينبعية بأروع أغاني رموز الطرب العربي، مثل أغنية"زي العدول"لأم كلثوم و"ياما بنعذبك"لمحمد عبدالوهاب، و"زي الهوى"لعبدالحليم حافظ، و"لمن إنته ناوي ومشكلتك آخر مرة لصالح عبدالحي"، ما يدل على أن هذا الفن جاء برفقة البحارة القادمين من مصر والسودان، ليصل إلى مدينة ينبع، وينتشر في مدن وقرى منطقة الحجاز كافة.