"يزن" طفل موهوب لم يتجاوز العقد الأول من عمره، مولع بمداعبة "المجنونة" صاحبة الشعبية الأولى في رياضات العالم كافة، يذهب مع والده كل مساء لمتابعة تدريبات فريقه، واضعاً شعار ناديه المفضل على كتفيه، مردداً أهازيجه التي تميز بها على مدار السنوات الماضية، وهو يحقق الإنجازات، بكاؤه الصارخ شع في أرجاء النادي غير مرة بغية مداعبة كرة القدم على العشب الأخضر مع بقية أقرانه الصغار، خصوصاً انه يعرف معظم لاعبي الكرة السعودية وعدداً جيداً من نجوم الكرة الأوروبية، ويشاهد جزءاً من هؤلاء المشاهير خلال الإعلانات التجارية، ويأمل يزن الصغير أن يشبع رغبته ويحظى بالشهرة العالمية من بوابة الاحتراف الخارجي، الأب لم يتحمل صراخ ابنه خصوصاً انه لفت انتباه الداخلين والخارجين مع بوابة النادي، ونظرات الاستعطاف تتبعه في كل الاتجاهات. أكد الأب غير مرة انه يتمنى أن يجد من يصقل موهبة ابنه بشكل صحيح وألا تندثر هذه الموهبة مثل ما حدث لأخيه من قبل ومات حلم النجومية والشهرة. وتنفس أبويزن الصعداء عندما حقق عضو الشرف رئيس أمناء أكاديمية الأهلي الأمير خالد بن عبدالله أمنية هذا الشبل وبقية أقرانه ووفق في تحويل الحلم إلى حقيقة وأعلن عن إنشاء أكاديمية تهدف إلى صقل مواهب النشء على طراز رفيع وتم افتتاحها وتفعيلها وفق خطط وبرامج تربوية تعليمية وصحية ورياضية وترفيهية تجاوزت 56 برنامجاً. وتعد أكاديمية الأهلي الأولى على مستوى الشرق الأوسط وهي امتداد لأكاديمية نادي اياكس أمستردام الهولندي الاميز بين أندية العالم، روعي فيها كل الاحتمالات لضمان تجنب السلبيات قدر الإمكان، وفق خطط واستراتيجيات عالية الدقة تضمن النجاح على المدى القريب والبعيد. وتدفق أكثر من أربعة آلاف شبل خضعوا لسلسة من الاختبارات الدقيقة المتنوعة على شكل مجموعات وزعت بدقة شملت خمسة تدريبات تضمنت الإحساس والجري بالكرة والتمرير والتصويب على المرمى إلى جانب المناورات الميدانية لإبراز مهارات النشء في عدد من التكنولوجيا الكروية مثل المهارات الفنية والمراوغة واكتساب التكتيك، وتمكن 105 ناشئين تجاوز الاختبارات الأولية وانخرطوا في الأكاديمية فعلياً في ظل ترقب محموم من الأقطار كافة لجني الثمرة الأولى بعد تفريخ وصقل هذه المواهب خلال السنوات القليلة المقبلة. في ظل الدعم والحرص الدءوبان من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحادين السعودي والعربي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل الارتقاء، بالرياضات بأنواعها كافة خصوصاً ان الأضواء العالمية باتت تسلط أضواءها الإعلامية على الكرة السعودية، خصوصاً أنها سجلت تطوراً عالياً على مستوى الأندية والمنتخبات وحصدت الألقاب، ولعل تأهل"الأخضر"إلى المونديال العالمي أربع مرات متتالية خير شاهد. ووفق الأمير خالد جلياً في اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب أحد خبراء تطوير الكرة العربية والمهتمين بتطوير وصقل مواهب البراعم مدير الأكاديمية الدكتور مفتي إبراهيم صاحب الجهد الريادي في دراسة المشروع وترسية قواعده بعد سلسلة من الرحلات المكوكية بين أشهر أندية العالم من أجل ل التوصل إلى استراتيجية جادة في صقل المواهب واستثمارها.