طالب مزارعون في منطقة الرياض وزارة الزراعة بتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم نتيجة انتشار آفة"السوسة الحمراء"في المنطقة وفشل الوزارة في القضاء عليها - على حد قولهم. وأكد محمد الخيبري الذي يملك إحدى المزارع في منطقة الرياض أنه تكبد خسائر مادية كبيرة نتيجة شرائه مجموعة من الفسائل التي انتشرت في داخلها الآفة، مؤكداً صعوبة معرفة الفسائل المصابة. أما سعود السدرة من محافظة المزاحمية فأكد أنه خسر بسبب هذه الآفة ثلاثة أرباع أشجار النخيل في مزرعته التي كانت تقدر قبل خمس سنوات بأكثر من 500 نخلة. وأضاف أن السوسة الحمراء انتشرت في المزاحميةجنوبالرياض بسبب فسيلة جلبها أحد المزارعين على رغم تحذيرات وزارة الزراعة للمزارعين بعدم زرع أي فسيلة غير مرخصة أو لم يتم فحصها بعد. وقال إن وزارة الزراعة لم تقم بدورها في الحد من الآفة"كان الأجدر بها أن تعمل على اقتلاع كل الفسائل المصابة منذ بداية ظهورها، وأن تدفع تعويضات للمتضررين لتنهي هذه المشكلة نهائياً من دون أن تتطور إلى هذا الشكل المخيف". وبدوره حمّل المهندس الزراعي نايف عقلا وزارة الزراعة مسؤولية انتشار الآفة لأنها تقاعست عن أداء دورها، مشيراً إلى أن سوسة النخيل تسببت في مشكلات كبيرة للاقتصاد الزراعي في السعودية. وأضاف أن سبب انتشار الآفة بشكل سريع يعود إلى عدم وجود عدو طبيعي يقضي عليها أو يحد من انتشارها"فكرة إيجاد عدو طبيعي لها في السعودية يحمل مخاطر كبيرة لصعوبة تحديد الكمية المطلوبة التي تضمن القدرة على التحكم في العدو الذي قد يتحول إلى آفة أخرى في حال عدم التحكم فيه جيداً"، مشيراً إلى أن جنوبيالهند هو الموطن الأصلي لهذه الآفة. من جهته، أكد مسؤول في المديرية العامة للزراعة في الرياض رفض ذكر اسمه أن المديرية اتخذت إجراءات عدة للحيلولة دون انتشار هذه الآفة، وأضاف"تم تكوين لجنة ثلاثية تتكون من مندوب عن إمارة الرياض ومسؤول من مديرية الزراعة ومندوب شرطة الرياض في وزارة الزراعة. وأشار إلى أن وزارة الزراعة خصصت أكثر من 28 مليون ريال من الميزانية لبرنامج مكافحة السوسة الحمراء للعام الحالي, لافتاً إلى أن المحاجر الزراعية المقامة على الخطوط السريعة استطاعت الحد بشكل كبير من انتقال الفسائل المصابة بالمرض إلى داخل منطقة الرياض في الآونة الأخيرة. يذكر أن السوسة الحمراء ظهرت للمرة الأولى في مزارع القطيف في المنطقة الشرقية وأقامت وزارة الزراعة وقتها حجراً زراعياً على أشجار النخيل الواردة من تلك المنطقة، ثم شمل الحجر الزراعي في مراحل أخرى مناطق الأحساء والدمام والجبيل وتبوك وتيماء والبدع ووادي الدواسر ومنطقة مكةالمكرمة وحائل والباحة.C