كشف مسح عشوائي أجراه اختصاصي نفسي ان 68 سيدة كن من ضمن المشاركات في إحدى المحاضرات التي أقيمت في محافظة القطيف أخيراً"لا يستغنين عن ضرب أطفالهن". وتمثل هذه النسبة 72 في المئة من مجمل الحاضرات في المحاضرة التي ألقاها الاختصاصي النفسي أحمد حسن آل سعيد. ودفع هذا المسح"جمعية العوامية الخيرية للخدمات الاجتماعية"إلى تبني حملة خاصة لمواجهة العنف والإيذاء النفسي الذي يتعرض له الأطفال. وعبر مختصون نفسيون عن مخاوفهم من ارتفاع معدلات العنف ضد الأطفال، مشيرين إلى أن سبب الظاهرة ربما يكمن في تزايد مستويات التوتر داخل الأسرة. وكانت دراسة أجرتها باحثة سعودية كشفت أن حالات الإيذاء البدني تصل إلى 91.5 في المئة، فيما يتعرض 87.3 في المئة من الأطفال إلى الإهمال، وتليها حالات الإيذاء النفسي ثم الجنسي. كما كشفت الدراسة أن نسبة من وقع عليهم الاعتداء من الأطفال من أمهاتهم بلغت 74.4 في المئة، فيما تمثل نسبة المعتدى عليهم من الآباء 73.2 في المئة. وتبنت جمعية العوامية الحملة التي تعنى بالصحة النفسية للطفل، ووزعت في هذا الصدد عدداً كبيراً من الكتيبات التي حمل عنوانها"كيف نحمي أطفالنا من الإيذاء النفسي؟". ووزعت اللجنة النسائية في الجمعية الكتيبات على الأسر، كما أن الكتيبات انتشرت في كل"الديوانيات"الموجودة في البلدة، ووصلت إلى خارجها، ما أثار حالاً من النقاش والاهتمام بقضايا الطفل في مجمل محافظة القطيف. وحثت الجمعية الأسر على الاهتمام بالطفل، وعدم إيذائه نفسياً. مستعينة في ذلك بالفريق العلاجي الموجود في العيادة السلوكية في مستشفى القطيف المركزي ومراكز الرعاية الصحية الأولية في القطيف. واستخدمت في الحملة عدداً من الوسائل التي تحث على تنشئة الطفل سليماً من الناحية النفسية، مثل الأحاديث النبوية والنصائح الصادرة عن مختصين في المجال النفسي. وعرفت الجمهور بأبرز ملامح الطفولة وخصائصها، كما ذكرت تعريفاً للعنف ضد الأطفال. وحذرت الجمعية من"تنامي ظاهرة العنف ضد الأطفال"، مبينة"سبل الوقاية منها إشباع الحاجات الفسيولوجية للطفل، ونصيحة الأب بالسيطرة على أعصابه أمام الطفل، خصوصاً عند الانفعال، وإعطاء تحذيرات باكرة للطفل تشجعه على التعبير عن انزعاجه البسيط بطريقة مقبولة اجتماعياً، وعدم اللجوء إلى الإكثار من القسوة على الطفل، وفي المقابل عدم التدليل في شكل زائد، والمساواة في المعاملة مع أقرانه". كما قدمت الجمعية علاجات سلوكية للمشكلات، مثل"اتباع جوانب السلامة في المنزل، وأن يكون الآباء قدوة حسنة لأبنائهم، والمزيد من الإشراف والاهتمام بالطفل، وتدريبه على الحديث مع الذات، واستخدام العقاب غير المؤذي، بديلاً عن العقاب المبرح، وعدم اغتصاب ممتلكات الأطفال وتخريبها". وقدمت الجمعية في حملتها طريقة علاجية تساعد الأطفال المتضررين من العنف، وحددت مهمات تقع مسؤوليتها على الأبوين، مثل ضرورة إدراك الأضرار والآثار المستقبلية للعنف، وخطورة استخدامه وكذلك عدم اللجوء إلى الإهانة والإهمال، كما نصحت بالعلاج الفوري لأي طفل يعاني مرضاً نفسياً أو سلوكياً نتيجة تصرفات الأبوين أو أحدهما. وشددت على ضرورة التدخل العلاجي، لمنع انعكاس الآثار على صحة الأطفال. كما قدمت علاجات لبعض الأمراض النفسية، بعضها دوائي، وبعضها الآخر نفسي سلوكي، عن طريق عرض الطفل على متخصصين نفسانيين في الفريق العلاجي في العيادة السلوكية، وهناك العلاج الاجتماعي، وتأكيد الذات وتعليم المهارات الاجتماعية الصحيحة، وممارسة الهوايات التي تخفف كثيراً من الضغط النفسي. وعرضت الحملة أسباب المشكلات السلوكية لدى الأطفال، واضعة جملة من الأسباب، مثل تقييد حركة الطفل، وإرغامه على الطاعة، ورغبة الطفل في إثبات ذاته، وحالات الإحباط والتوتر النفسي التي يتعرض لها الطفل، وتفضيل أحد الوالدين طفلاً على الآخر، وغياب أحد الوالدين بسبب ظروف قاهرة.