أفادت برقيات ديبلوماسية أميركية نشرها موقع"ويكيليكس"امس، بأن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد سعى الى اتفاق ما لتبادل الوقود النووي مع الغرب عام 2009، لكنه واجه ضغوطاً داخلية من متشددين اعتبروا الصفقة"هزيمة فعلية". ونسبت البرقيات هذا التقويم الى وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو الذي وقّعت بلاده والبرازيل اتفاقاً مع ايران لتبادل الوقود النووي، بعدما تراجعت الأخيرة عن موافقتها مبدئياً على صفقة مشابهة مع الغرب. ورجّحت ان يكون الايرانيون"يثقون في شكل اكبر"بالمبعوثين الاميركيين، مما بالمفاوضين البريطانيين، مشيرة الى ان"الايرانيين يفضّلون الحصول على وقود من الولاياتالمتحدة بدل روسيا". ولفتت برقية سرية الى ان داود أوغلو قال أواخر 2009 لفيليب غوردون مساعد وزيرة الخارجية الاميركية، ان الحكومة الايرانية ترغب في إبرام اتفاق ما لتبادل الوقود، لكن نجاد يواجه"ضغوطاً هائلة"في الداخل. ونقلت عن داود اوغلو قوله ان الصفقة"اعتبرتها أوساط في ايران هزيمة فعلية"أمام ضغوط الغرب. وجاء في البرقية ان مسؤولين أتراكاً سألوا نجاد هل إن"المسألة في صلبها، نفسية وليست جوهرية"، وأجاب الرئيس الايراني:"نعم، الايرانيون يوافقون على الاقتراح، لكنهم يحتاجون الى التعامل مع مقاربة الرأي العام". وأضافت ان مسؤولين أتراكاً يعتبرون نجاد"أكثر مرونة من آخرين في الحكومة الايرانية". ولفتت البرقية الى ان غوردون اشار الى ان واشنطن تعتبر ان تركيا يمكنها"أداء دور مساعد بوصفها وسيطاً"مع ايران، لكنه حضّ ايضاً على تبني أنقرة موقفاً اكثر تشدداً إزاء الجهود النووية الايرانية. ونسبت البرقية الى داود اوغلو قوله تعليقاً على كلام غوردون:"وحدها تركيا يمكنها التحدث الى الايرانيين، في شكل فظّ وانتقادي. لكن فقط لأن أنقرة تظهر رسائل صداقة علنية".