سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
14 شريكا الحكم السوداني اتفاق على زيادة مقاعد الجنوب في البرلمان ... وفصيلاً دارفورياً تتوحد في إطار"حركة التحرير للعدالة"برئاسة التجاني السيسي . الدوحة : قمة رباعية لدعم سلام دارفور تجمع أمير قطر ورؤساء السودان وتشاد وإريتريا
تشهد قطر اليوم حدثاً مهماً على طريق تسوية الأزمة في دارفور، وسيتم برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحضور رؤساء السودان عمر البشير وتشاد إدريس دبي وإريتريا أساياس أفورقي توقيع اتفاق إطار بين السودان و"حركة العدل والمساواة"وبمشاركة رئيسها الدكتور خليل إبراهيم، كما قال ل"الحياة"أمين العلاقات الخارجية في الحركة الدكتور جبريل إبراهيم. ووسط موجة تفاؤل بإمكان طي ملف أزمة دارفور خلال مفاوضات ستشهدها الدوحة بين الأطراف السودانية المتنازعة، شكّل إطلاق الخرطوم عدداً من سجناء"حركة العدل والمساواة"، كما قال ل"الحياة"مستشار الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان، حدثاً استثنائياً بعدما اتفقت الحكومة و"حركة العدل"على وقف الأعمال العدائية من خلال وقف للنار سيدخل حيز التنفيذ في شكل عملي مع توقيع"اتفاق إطار"في شكل نهائي، ما يمهّد لإطلاق مفاوضات بين الحكومة السودانية و"حركة العدل"للتوصل إلى تفاهمات تكفل حلاً نهائياً لأزمة دارفور. في غضون ذلك، حققت حركات دارفورية أخرى اختراقاً مهماً في قطر بعدما اتفقت على وحدة اندماجية بين 14 فصيلاً كانت موزعة في"حركة/جيش تحرير السودان - القوى الثورية"مجموعة طرابلس، وتضم 6 فصائل و"مجموعة خارطة الطريق""مجموعة أديس أبابا"وتضم 8 فصائل. وعلمت"الحياة"أن الحركة الجديدة التي ولدت في الدوحة بعد مشاورات مكثفة بين الحركات المكونة لها استمرت نحو شهر ستحمل اسم"حركة التحرير للعدالة". وقال مصدر موثوق به ل"الحياة"إن الحركة الجديدة سترأسها"شخصية دارفورية من خارج عضوية الحركات المسلحة"، وأشار إلى أن هذا الشخص"محل إجماع الحركات الدارفورية التي اندمجت وهو الدكتور التجاني السيسي حاكم سابق في دارفور ويعمل في منظمة دولية". والسيسي شخصية مرموقة تلقى قبولاً في الأوساط الدارفورية والسودانية استناداً إلى خبرته السياسية وتجربته العلمية والعالمية. وتم الاتفاق على أن يكون هناك نائبان لرئيس الحركة وأمين عام من"مجموعة خريطة الطريق" مع عشرين أمانة ومجلس تحرير مركزي يتكون من 120 عضواً وقيادة عامة ل"جيش الحركة"يرأسها قائد عام من"مجموعة خريطة الطريق" إلى جانب وجود رئيس للأركان من"القوى الثورية". وعلم أن التوصل إلى الصيغة التوحيدية التي أسفرت عن بزوغ فجر"حركة التحرير للعدالة"تم التوصل اليها بعد ولادة عسيرة وسبعة اجتماعات عقدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وعُلم أيضاً أن الاجتماع الذي أقر الهيكلة استمر خمس ساعات. وخضعت أربعة اقتراحات في شأن اسم الحركة الجديد لنقاش موسع قبل التوافق على الاسم الجديد. وعلمت"الحياة"أن المواقع القيادية في"حركة التحرير للعدالة"وزعت بنسبة 40 في المئة ل"حركة/جيش تحرير السودان - القوى الثورية"فيما حصلت"مجموعة خريطة الطريق"على نسبة 60 في المئة من المواقع في الحركة الدارفورية الجديدة. وتم الاتفاق على أن يسمي كل طرف القياديين الذين سيشغلون المواقع في الهيكل الجديد. وقال مصدر في الحركة الجديدة"سنحضر افتتاح جولة مفاوضات الدوحة"، كما وصف الخطوة التوحيدية بأنها"خطوة إيجابية ومهمة ومطلوبة لأن وحدة حركات دارفور هي الطريق الوحيد القادر لحل مشكلات دارفور". وأفاد أن القيادات التي شاركت في التوصل إلى الاتفاق النهائي الذي أدى إلى ميلاد الحركة الجديدة هم محجوب حسين وهاشم حماد وتاج الدين نيام وبابكر أحمد خالد وعبداللطيف منزول وعاونهم في دور"مسهّل"الدكتور التجاني السيسي والدكتور عمر قمر الدين ومحمد خرس الله. ولوحظ أن وصول الرئيس السوداني عمر البشير إلى الدوحة أمس شكل مؤشراً إلى أهمية الحدث الدارفوري في قطر اليوم خاصة أن الوفد المرافق ضم عدداً من الوزراء ووممثلين ل"الشريكين"حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان وأحزاب"حكومة الوحدة الوطنية"إضافة إلى ممثل للحزب الاتحادي الديموقراطي. واكتفى مستشار الرئيس السوداني مسؤول ملف دارفور الدكتور غازي صلاح الدين بالإشارة إلى أن الوضع"مبشر"في ضوء التوقيع على اتفاق الإطار اليوم في الدوحة، رأى مستشار الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان في حديث الى"الحياة"أن"هذه الخطوة مهمة في سبيل الوصول إلى حل نهائي لقضية دارفور". واعتبر أن التوقيع في الدوحة"بداية النهاية لمشكلة دارفور"، وأن الاتفاق سيفتح الباب واسعاً جداً لحل الأزمة، مشدداً على الحرص على التفاوض مع الحركات الأخرى وأنه لا إلغاء لتلك الحركات. ووصف أمين العلاقات الخارجية في"حركة العدل والمساواة"جبريل إبراهيم التوقيع اليوم على اتفاق الإطار مع الحكومة السودانية بأنه"حدث هام ومحطة في مسار العملية السلمية، ولو خلصت النيات سيكون الاتفاق منطلقاً لتحقيق السلام الشامل وإنهاء حال الاحتراب في البلاد". ووجه الشكر لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على استضافة بلاده مفاوضات السلام، وقال إن"الأمير جعل هذا الحدث واقعاً ملزماً للأطراف السودانية للسير قدماً في سبيل الوصول الى سلام حقيقي في دارفور". وأشار إلى أن"الاتفاق الإطاري"وضع سقفاً زمنياً لتحقيق السلام في منتصف آذار مارس المقبل. وفي الخرطوم اتفق شريكا الحكم في السودان حزب المؤتمر الوطني و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"في اجتماع مؤسسة الرئاسة التي تضم الرئيس عمر البشير ونائبيه علي عثمان طه و سلفاكير ميارديت على تسوية القضايا الخلافية وأبرزها نتائج التعداد السكاني وترسيم الحدود، وأقرا زيادة مقاعد إقليم جنوب البلاد في البرلمان 40 مقعداً، وإرجاء الانتخابات في ولاية جنوب كردفان وإعادة الإحصاء السكاني في الولاية. وقال وزير شؤون الرئاسة في حكومة اقليم الجنوب لوكا بيونق إن اجتماع مؤسسة الرئاسة اتفق على إضافة 40 مقعداً اضافياً للجنوب يجرى تعيينهم بناءً على نتائج الانتخابات المقررة في نيسان ابريل المقبل الى جانب إضافة مقعدين الى منطقة ابيي واربعة الى ولاية جنوب كردفان، ودعوة البرلمان الى عقده بعد تعديل مشروع قانون الانتخابات وتكوين المفوضيات الثلاث المتعلقة بالاستفتاء في الجنوب وابيي وحقوق الإنسان لإقرارها . نشر في العدد: 17126 ت.م: 23-02-2010 ص: 15 ط: الرياض