الجمّيز شجر كبير دائم الخضرة ينتمي الى الفصيلة التوتية، موطنها الأصلي الشرق الأوسط والجزيرة العربية وشرق أفريقيا، ويكثر وجودها في جنوب سورية، وفي مصر يزرعونه بكثرة في الريف من اجل الظل. وفي غزة توجد أشجار قديمة ضخمة منها. وتعطي شجرة الجمّيز ثماراً شبيهة بالتين. وهناك تسميات أخرى للجميز مثل شجر الرقاع. وتبدأ شجرة الجمّيز بالإثمار حين تبلغ السنة الخامسة عشرة من العمر وتعطي محصولاً ثلاث مرات في السنة. وخشب الجمّيز صلب جداً ويستطيع مقاومة الرطوبة وصنع المصريون القدامى توابيت للموتى منه بقيت سليمة اكثر من أربعة آلاف سنة. كانت اشجار الجمّيز مقدسة لدى الفراعنة، والنقوش التي وجدت على جدران مقبرة تيتي أكبر شاهد على ذلك. كذلك تم العثور على ثمار الجمّيز الجافة في العديد من المقابر الفرعونية، كما شوهدت اوراق الجمّيز في توابيت الموتى . وفي الوصفات الفرعونية استعمل الجمّيز كمسهل وملين للمعدة والأمعاء ولمداواة التهاب اللثة، واستعمل عصير الجمّيز لعلاج النزلات المعوية وأمراض الكبد وداء الأسقربوط الذي ينتج عن نقص الفيتامين سي. وفي الوصفات العلاجية القديمة نجد ان الأقدمين استخدموا العصارة اللبنية للجميز لعلاج بعض الأمراض الجلدية خصوصاً مرض الصدفية، ولعلاج لدغات الثعابين ولسعات العقارب. ويقول ابن سينا عن الجمّيز:"ان لبنه قوة ملينة محللة للدم جدا، وفي انه يلحم الجراحات العسيرة ويحلل الأورام، وينفع من الاقشعرار وفي لسع الحشرات شراباً وطلاء". وقال العلاّمة ابن البيطار عن الجمّيز إنه"يستخرج في أيام الربيع من هذه الشجرة لبناً قبل ان تثمر يجفف ثم يقرص ويخزن في اناء من خزف ويستخدم كملين ولازق للجروح ومحلل للأورام العسرة التحليل . وقد يشرب ويتمسح به لنهش الهوام ووجع المعدة ووجع الطحال والاقشعرار. اذا طبخ ثمره نفع لمن كان محروراً او مصاباً بالسعال المزمن. أما ورقه فاذا سحق وشرب منه على الريق نجح في الإسهال الذي عجز عنه المعالجون". اما داود الأنطاكي فقال عن الجمّيز:"ينفع من أوجاع الصدر والسعال ويسلح الكلى ويذهب الوسواس، يقطع الإسهال، ويسقط الجنين، ويدر الطمث. ويمنع القروح الساعية والآكلة . ورماد حطبه يمنع القروح ذروراً. إذا رضت أوراقه وأطرافه الغضة وثمرته الناضجة وطبخ الكل حتى ينهري وصُفي وأضيف له السكر وأخذ لعوقاً كان جيداً لا مثل له لعلاج السعال المزمن وعسر النفس والربو ويصفي الصوت". أما الطب الحديث فيقول عن الجمّيز الآتي: - ثمار الجمّيز تحتوي على طائفة واسعة من العناصر الغذائية المفيدة خصوصاً معدن الزنك النافع في تقوية الجهاز المناعي، كما يفيد الثمر في علاج فقدان الشهية. - لبن الجمّيز مفيد في علاج داء الصدفية وبعض الأمراض الجلدية الأخرى وذلك باستعماله كدهون موضعي. - لبن الجمّيز يحتوي على مكونات لها فاعلية ضد الجراثيم اضافة الى مكونات مهمة تساعد على التئام الجروح. - ثمار الجمّيز الطازجة تنفع كمنبه وملين جيد للمعدة والأمعاء، وكمطهر للمجرى الهضمي، كما تفيد في النفخات البطنية وحالات الإمساك. - تستعمل شرائح ثمار الجمّيز الناضجة موضعياً على الجروح والقروح من أجل تطهيرها والتسريع في شفائها. - تمضغ ثمار الجمّيز لأطول مدة ممكنة في الفم من اجل علاج التهابات اللثة وترهلها، ويمكن استعمال عصير الجمّيز كغرغرة للغرض نفسه. - تستعمل عصارة ورق الجمّيز في انضاج الدمامل وفي المساعدة على قلع آثار الوشم. نشر في العدد: 16778 ت.م: 12-03-2009 ص: 27 ط: الرياض