سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر تحض إسرائيل على "التخلي عن تشددها" ... ووفد "حماس" يعود إلى القاهرة غداً . أبو مرزوق ل "الحياة": لا نقبل شروط التهدئة ونتانياهو قادم قادم ... ولن نغير موقفنا
أنهى وفد حركة"حماس"إلى القاهرة محادثاته مع المسؤولين المصريين من دون التوصل إلى اتفاق للتهدئة مع اسرائيل، لكنه ترك ورقة تتضمن تساؤلات في شأن نقاط محددة لتلقي رد عليها مطلع الاسبوع المقبل، فيما قال مصدر مصري مطلع لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن الوفد طلب العودة إلى دمشق للتشاور مع باقي الفصائل الفلسطينية قبل اتخاذ موقف نهائي، وأنه سيعود الى القاهرة غداً لإبلاغ المسؤولين المصريين بالموقف النهائي. وأجرى رئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان محادثات في القاهرة أمس مع المستشار في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس غلعاد. وقالت مصادر مصرية ل"الحياة"إن"مصر ستسعى من خلال الاتصال مع الإسرائيليين إلى حضهم على ضرورة إبداء مواقف مرنة تجاه القضايا المختلفة والتخلي عن التشدد والتصلب". وعزا نائب رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"موسى أبو مرزوق مغادرة الوفد القاهرة من دون اعطاء الرد النهائي في خصوص التهدئة إلى"التعنت الإسرائيلي والشروط غير المقبولة"، وقال ل"الحياة":"قدمنا ورقة للمصريين تتضمن أسئلة عدة، وفي وقت لاحق سيعود الوفد إلى القاهرة لتسلم الرد"، معرباً عن استيائه بسبب تعرض وفد الحركة إلى تفتيش دقيق من السلطات المصرية أمس في مطار القاهرة أثناء مغادرة الأراضي المصرية. وأضاف أن إسرائيل أوضحت أنها ستفتح المعابر بشكل جزئي بنسبة 75 في المئة لحين اطلاق الجندي الإسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت، مشدداً على رفض الحركة المطلق ربط قضية التهدئة وكسر الحصار بإطلاق شاليت. وأوضح أن اطلاق شاليت لن يتم إلا في إطار صفقة تكفل إطلاق الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية"ونحن لن نخضع لابتزاز". وقال:"نريد أن نستوضح عن نسبة ال75 في المئة من تشغيل المعابر التي طرحتها إسرائيل ... الأمر غامض بالنسبة الينا: هل هذه النسبة من حجم البضاعة التي كانت تمر عبر المعابر قبل الحرب، أم اثناء الحصار أم قبل الحصار؟ وما هو كم السلع والمواد التي سيتم السماح بإدخالها وما هي نوعيتها"، مضيفاً أن"الحركة تريد الحصول على ضمانات مصرية بتشغيل المعابر، ولم نحصل على ضمانات بعد". وأكد أبو مرزوق أن التلويح من البعض بأن هناك ضربة إسرائيلية قادمة لغزة أو أن قيادات"حماس"مستهدفة"مرفوض"، وقال:"سنظل متمسكين بمواقفنا التي يعلمها الجميع جيداً حتى يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه"، مضيفاً:"نسعى الى التوصل الى اتفاق تهدئة من أجل تضميد جراح شعبنا ومعالجة قضاياه الراهنة، لكن ليس معنى هذا أن تقبل حماس بتهدئة مجانية لا تضمن تثبيت وقف للنار متبادل وتشغيل المعابر وكسر الحصار... والبديل هو الاستمرار في الصمود". وعلى صعيد رفض إسرائيل وجود مراقبين دوليين على المعابر، قال أبو مرزوق:"هذا الاقتراح طرحه المصريون ووافقنا نحن عليه، لكن إسرائيل رفضته"، وتساءل مستنكرا:"كيف سيعيش الشعب الفلسطيني إذا كانوا الإسرائيليون لا يريدون فتح المعابر وكسر الحصار عنه، وفي الوقت ذاته يقومون بتدمير الانفاق ويخضعون الشعب لحصار خانق تحت الارض وفوق الأرض"، مشدداً على ضرورة اقتران التهدئة بتشغيل المعابر وإلا لا جدوى منها. وأشار إلى أن المفاوضات مع المصريين في شأن التهدئة لم تتوصل حتى الآن لأي توافق، بدءا بوقف اطلاق نار متبادل ومن ثم القضايا الخلافية الأخرى مثل تشغيل المعابر والانفاق والمنطقة العازلة التي يريد الاسرائيليون زجها في موضوع الاتفاق. وعلى صعيد ما يتردد عن أن هناك خلافا بين قيادات"حماس"في الداخل والخارج، قال أبو مرزوق إن"القرار يتم اتخاذه في الحركة وفق آليات محددة، والترويج لمثل هذه المسائل لا يفيد... هناك ضغوط تمارس على الحركة لاتخاذ مواقف بعينها، لقد جربوا وحاولوا كثيراً بما في ذلك فرض عقوبات على الحركة... لكن ذلك لن يجدي". ورأى أن المرشح"الليكودي"للانتخابات الإسرائيلية بنيامين نتانياهو"قادم... قادم وفوزه لن يغير من موقف حماس". في غضون ذلك، وصل غلعاد إلى القاهرة أمس واجتمع مع سليمان. وقالت مصادر مصرية مطلعة إن المحادثات تأتي استكمالاً للمحادثات في شأن القضايا والنقاط الخلافية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ولفتت إلى أن"غلعاد لا يجيب على استفسارات، لكنه يحمل الملاحظات والاستفسارات إلى كل من رئيس الحكومة أيهود أولمرت ووزير الدفاع أيهود باراك لاتخاذ القرار المناسب"، وأوضحت أن مصر لا تقبل ربط قضية شاليت بتشغيل المعابر، لأنها بذلت جهوداً كبيرة في هذا الملف وتسعى الى التوصل لإبرام صفقة مشرفة، مضيفة أن"مصر ستسعى من خلال الاتصال مع الاسرائيليين الى حضهم على ضرورة ابداء مواقف مرنة تجاه القضايا المختلفة والتخلي عن التشدد والتصلب". وقالت:"مصر تبذل كل ما لديها من جهود ومساع من أجل ابرام تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحقن مزيد من الدماء الفلسطينية"، مبدية مخاوفها من إمكان توجيه ضربة عسكرية جديدة ضد قطاع غزة، ومعربة عن أملها في التوصل الى اتفاق قبيل نتائج الانتخابات الاسرائيلية المقبلة. وقالت:"هناك توقعات كبيرة بفوز نتانياهو، والكل يعلم مواقفه المتشددة إزاء العملية السلمية وإزاء كل ما يتعق بالقضايا الفلسطينية". ورجحت أن يصل وفد"حماس"إلى القاهرة الأحد المقبل، معربة عن أملها في التوصل إلى اتفاق تهدئة خلال اليومين المقبلين. الى جانب آخر، علمت"الحياة"أن المجلس الثوري لحركة"فتح"سيعقد اجتماعه في 16 الشهر الجاري في مدينة رام الله، وسيكون على رأس أجندة المؤتمر السادس لحركة"فتح"سبل النهوض بفاعليات الحركة والحرب على غزة وإعادة الإعمار وضرورة وضع ترتيبات لحماية كوادر الحركة في قطاع غزة. نشر في العدد: 16744 ت.م: 06-02-2009 ص: 10 ط: الرياض عنوان: أبو مرزوق ل "الحياة": لا نقبل شروط التهدئة ونتانياهو قادم قادم ... ولن نغير موقفنا