قال متمرّدون وقوات حفظ السلام إن القوات الحكومية السودانية اشتبكت مع مقاتلين من دارفور أول من أمس الخميس مما أسفر عن سقوط عدد غير معلوم من القتلى والجرحى. وتسلّط التقارير التي جاءت بعد أيام من موجة من القصف الحكومي لمواقع المتمردين في جنوب دارفور، الضوء على الاضطرابات المستمرة في المنطقة في حين تتعثر جهود السلام. وأثارت موجة العنف الجديدة التي أنهت فترة من الهدوء النسبي في المنطقة النائية، التوترات أيضاً قبل قرار المحكمة الجنائية الدولية في شأن ما اذا كانت ستصدر مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بسبب مزاعم بارتكاب جرائم حرب في دارفور. ويقول خبراء دوليون إن أكثر من ستة اعوام من القتال في دارفور اسفرت عن مقتل 200 الف شخص وتشريد 2.5 مليون شخص آخرين عن منازلهم. وتتهم الخرطوم وسائل الإعلام الغربية بتضخيم حجم الصراع. وقال الناطق باسم قوة حفظ السلام المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور "يوناميد" إن قوات الحكومة في منطقة جريدة في جنوب دارفور فتحت النار على قافلة من المقاتلين بعد ظهر الخميس. وأضاف الناطق نور الدين المازني ان هؤلاء المقاتلين كانوا انضموا أخيراً إلى"حركة العدل والمساواة"المتمردة في دارفور. ونفت"حركة العدل والمساواة"ضلوع أي من مقاتليها في الاشتباكات، وقالت إن هؤلاء المقاتلين يتبعون مني أركو مناوي الزعيم المتمرد الوحيد الذي وقّع على اتفاق سلام مع الحكومة في العام 2006. وقال الطاهر الفقي رئيس المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة ل"رويترز":"لم يكن الجيش يعلم أن هؤلاء الأشخاص من قوات مني واعتقد انهم ينتمون إلى حركة العدل والمساواة". وأضاف:"دمرت ثلاث من عرباتهم وقتل قائد عسكري كبير من اتباع مناوي". ولم يتسن الحصول على تعليق في شأن هذه التقارير من القوات المسلحة السودانية أو حركة مناوي. وأكدت"يوناميد"ان"حركة العدل والمساواة"سيطرت على بلدة مهاجرية في جنوب دارفور الاسبوع الماضي بعد الاستيلاء عليها من القوات الموالية لمناوي. وقالت الحكومة السودانية قبل ذلك بأيام إنها قصفت مواقع ل"حركة العدل والمساواة"قرب مهاجرية. وفي جنيف أ ب ، اتهمت الأممالمتحدة قوات الحكومة السودانية بأنها أطلقت النار اعتباطياً على حشد من المدنيين في دارفور، مما أدى إلى مقتل عشرات. وقال مكتب المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في تقرير من 12 صفحة صدر أمس، إن 33 شخصاً قُتلوا و108 جرحوا في الحادث الذي وقع في 25 آب أغسطس الماضي. وأشار التقرير إلى أن تسعة أطفال كانوا من ضمن القتلى عندما فتحت القوات الحكومية النار في مخيم كلمة للنازحين في شمال دارفور. وأضاف أن إمرأة تبلغ 75 سنة غرقت في بحيرة ماء عندما كانت تحاول الفرار. وذكر التقرير الذي صدر في جنيف أن الحشد من مواطني دارفور لم يشكّل تهديداً قبل أن تبدأ القوات السودانية في إطلاق النار. وقال محققو الأممالمتحدة إنه لم يمكنهم تأكيد مزاعم السودان بأن قواته أطلقت النار دفاعاً عن النفس. نشر في العدد: 16731 ت.م: 24-01-2009 ص: 13 ط: الرياض