أكدت مصادر باكستانية مطلعة أمس، وجود اتصالات مع "طالبان" وكابول، من أجل فتح حوار بين الجانبين، لوضع حد للصراع المسلح في أفغانستان. وعلقت المصادر على ما نشر من معلومات عن"حوار"بين الحركة والحكومة الأفغانية، بالقول إن العملية لا تزال في طور الاتصالات التمهيدية، في محاولة لاستكشاف آفاق الحوار وآلياته ونتائجه المحتملة. جاء ذلك في وقت رفض وزير الخارجية الأفغاني رانغين دادفار سبانتا تأكيد تقرير مفاده أن حكومة بلاده على اتصال بشخصيات من"طالبان"لإنهاء الصراع. وقال سبانتا رداً على أسئلة صحافيين في كابول أمس:"لا يمكنني أن أصرح بأي شيء حول هذه المسألة، ولا يوجد أي اتصال بين وزارة الخارجية وطالبان". ولدى سؤاله هل أن جهة حكومية أخرى تقوم باتصالات من هذا النوع، أجاب الوزير مبتسماً:"قد تكون لدينا أنباء في الأيام المقبلة". وقال مولوي شاه عبد العزيز عضو البرلمان الباكستاني السابق والذي سعى إلى التوسط بين مقاتلي القبائل والجيش في باكستان، إن لديه معلومات عن وجود حوار بين"طالبان"ودول إسلامية من اجل الوساطة للتوصل إلى اتفاق سلام بين حكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي و"طالبان". وكشفت صحيفة"ذي اوبزرفر"البريطانية أمس، أن قيادياً سابقاً في"طالبان"ينتقل بين كابولوباكستان ودول خليجية وأوروبية، وذلك للتوصل إلى تفاهم مبدئي مع الحركة لإبعادها عن تنظيم"القاعدة"بزعامة أسامة بن لادن. وعلمت الحياة أن رئيس الوزراء الأفغاني السابق المهندس أحمد شاه زي الذي يعيش في كابول، نقل رسائل من الحكومة الأفغانية إلى شخصيات على صلة بقيادة"طالبان"كما التقى مسؤولين في الحكومة الباكستانية في هذا الإطار. ويقود شاه زي تياراً من قادة أحزاب المجاهدين السابقين يدعو إلى حل سلمي للصراع في أفغانستان، على أساس إرسال قوات من دول إسلامية لحفظ السلام والاستقرار في أفغانستان بدلاً من قوات التحالف بقيادة حلف شمال الأطلسي. ويسعى هذا التيار إلى إقناع"طالبان"بوقف النار والدخول في حكومة وحدة وطنية. وكشف شاه زي خلال اتصالاته في باكستان أن الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني دعا كارزاي في أكثر من مناسبة إلى التفاوض مع"طالبان"مباشرة، ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. وتزامنت المعلومات عن مفاوضات سرية مع"طالبان"مع إعلان الحركة وقف عملياتها لمناسبة عيد الفطر المبارك، كما جاءت هذه المعلومات في وقت أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها المتزايد من تدهور الوضع في أفغانستان في حين اعترف وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمام لجنة الشؤون العسكرية في الكونغرس بعجز"البنتاغون"عن إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان قبل الصيف المقبل. وتعتقد واشنطن أن"طالبان"ستتمكن بحلول الصيف المقبل، من زيادة عملياتها بنسبة 35 في المئة، أي أنها قد تتمكن من السيطرة على عدد من المدن الأفغانية الكبرى. وأشارت مصادر أمنية باكستانية إلى معلومات لديها عن حصول الحركة على منظومة صواريخ مضادة للطائرات، ما يصعب عمل القوات الأطلسية في أفغانستان. وفي باريس ا ف ب، اعلن الناطق باسم قيادة الاركان الفرنسية الكومندان كريستوف برازوك اصابة اربعة جنود فرنسيين السبت خلال اشتباك مع متمردين في قرية ابداكل بولاية كابيسا الافغانية شمال شرقي كابول، موضحا انهم نقلوا الى قاعدة باغرام الاميركية 50 كلم شرق كابول. وأكد الناطق ان الجنود الجرحى ينتمون الى فوج مظليي مشاة البحرية الذي ينتمي إليه ثمانية من الجنود العشرة الذين قتلوا في كمين في وادي اوزبين الافغاني في 18 آب اغسطس الماضي.