أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن في مؤتمر صحافي عقده قبل ظهر أمس عن إلغاء التظاهرة التي كانت مقررة في بيروت في العاشرة صباح امس بعد أن شن حملة على الحكومة وقراراتها، معتبراً ان الذين قطعوا الطرقات وأحرقوا الدواليب، خصوصاً في طريق المطار، هم من"المندسين". وقال غصن في شأن التظاهرة الملغاة:"كنا موقنين لا بل أن اختيارنا كان اختياراً صائباً من أجل أن نلاقي كل أهلنا في وسط بيروت"، معتبراً أنه"لم تعد السوليدير وسط بيروت".وأضاف:"لا يستطيع أحد أن يقسم الشعب اللبناني على رغم محاولات تقسيمه طوائف ومذاهب وشرائح سياسية". وقال رئيس الاتحاد العمالي العام:"كان مرورنا مؤمناً، لو أُفسح المجال لأن نمر ولو لم تتدخل السلطة سلبياً بأن تركت هذا التحرك تشوبه شوائب التعديات على حقوق الناس أولاً من خلال رمي القنابل ان على القوى الأمنية وان على المواطنين أو باغلاق مداخل ومنافذ الطرقات لا سيما على كورنيش المزرعة وعلى خط مارالياس". وتساءل:"هل الاتحاد العمالي العام هو المسؤول عن الأمن في لبنان؟ أم الأجهزة والسلطة الأمنية، التي من واجبها أن تحمي كل مواطن وكل مسيرة، لأن حق التعبير يكفله الدستور وليس منّة من أحد ولا رخصة من أحد". وقال إن الحكومة"هي المسؤولة عن فتح الطرقات". وسأل:"من أحرق الدواليب؟"، مضيفاً أن المتظاهرين"لم يحرقوا دواليب ولم يقفلوا طرقات. هناك مندسون لا أعرفهم أحرقوا الدواليب، وأنا ليست لدي أجهزة أمنية لأكشف من فعل ذلك". وقال غصن:"ان مسيرتنا مستمرة وإضرابنا قائم وتظاهرتنا ستبقى قائمة. سنعلّق هذه التظاهرة اليوم وسندعو الى اجتماع للمجلس التنفيذي لتعيين وتحديد موعد لاحق للتظاهرة، ونطالب من الآن الحكومة بكافة أجهزتها أن تحمي كل تحرك يقوم به الاتحاد العمالي العام". وتساءل غصن رداً على سؤال هل ال"900 ألف ليرة تكفي عائلة حتى تعيش. هل يشبع منها دولة الرئيس فؤاد السنيورة. هل تطعمه خبزاً وتؤمن له كهرباء...". ورأى رئيس الاتحاد العمالي العام"ان التحرك لا لون سياسياً له ...، ولا يستفز أحداً ولا دور سياسياً له...، نحن كنا نتوقع أن لدى مرورنا في هذه المناطق الشعبية كورنيش المزرعة سيلاقينا أهل المزرعة ويمشون معنا في المسيرة". وقال غصن ان لا"رئيس الحكومة ولا مكتبه اتصل به شخصياً ولا بالاتحاد العمالي العام من أجل الدعوة للاجتماع في السراي". وعن قطع الطرقات بالأتربة والحجارة قال:"السلطة مسؤولة ومفروض بالأجهزة الأمنية أن تفتح الطريق". وعن بيان وزير الداخلية قال:"إن وزير الداخلية كان يحاول الطلب من الاتحاد العمالي العام في ساعة متأخرة من الليل تغيير مسيرة التظاهرة فقلنا له إن هذا الأمر كان من المفترض أن يعالج منذ الصباح خصوصاً عبر المحافظ المختص وهو المسؤول عن هذا الأمر". وشدد انه"عندما تكون هناك مخاطر أمنية فإن الاتحاد العمالي العام حريص على عماله. لذلك عندما رأينا أن الحكومة عاجزة عن حماية التحرك قررنا تعليقه وطلبنا أن تستعد لتحرك مقبل"، معتبراً ان"الاتحاد العمالي العام ليس طرفاً في الصراع السياسي القائم وليس معنياً بالسياسة، فأحزاب المعارضة كما أحزاب السلطة أيدت تحرك الاتحاد، وكنا نتوقع أن يجمعهم هذا التحرك سوية حتى يكونوا الى جانب هذه المطالب المحقة".