البديوي يرحب بقرار مجلس الأمن لاعتماد الاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار بغزة    تعزيز بناء الجدارات للمنشآت الصغيرة والمتوسطة بغرفة الشرقية    الرئيس التنفيذي للمساحة الجيولوجية يناقش التعاون الجيولوجي في كازاخسان    أمن الحج.. خط أحمر    مانشيني ل«عكاظ»: المنتخب سيذهب لكأس الخليج بالأساسيين    اللامي ل«عكاظ»: ناظر سيعيد العميد لطريق البطولات    «الدفاع المدني»: تجنبوا الزحام وراعوا كبار السن في المسجد الحرام    ربط رقمي لحوكمة إجراءات التنفيذ الإداري    الأمن العام يعلن بدء العمل بمنع دخول المركبات غير المصرح لها إلى المشاعر المقدسة    إثراء يفتح باب التسجيل في مبادرة الشرقية تبدع بنسختها الخامسة    هل يصبح عمرو دياب منبوذاً ويواجه مصير ويل سميث ؟    بأمر خادم الحرمين: استضافة 1000 حاج من ذوي شهداء ومصابي غزة استثنائياً    عربات كهربائية للطواف والسعي    لميس الحديدي تخطت السرطان بعيداً عن الأضواء    أمير المدينة يوجه باستمرار العمل خلال أيام إجازة عيد الأضحى    الأمير عبدالعزيز بن سعود يقف على جاهزية قوات أمن الحج    كأس العالم للرياضات الإلكترونية يطرح الحزمة الثانية لتذاكر البطولة    يتصدر بنسبة نمو 67 %.. " روشن".. قفزة نوعية في" السوشيال ميديا" عالمياً    الهلال يسرق شعبية كريستيانو من النصر    فريق الرياض يفوز ببطولة " تشيسترز أن ذا بارك" للبولو    عبدالعزيز بن سعود يرعى الحفل الختامي للمنتدى الأول للصحة والأمن في الحج    نائب أمير مكة اطلع على المشاريع وخطط التشغيل.. المشاعر المقدسة.. جاهزية عالية لاستقبال ضيوف الرحمن    أسعار الفائدة في النظام الاقتصادي    توفير الوقت والجهد    وزارة الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق (10) مخالفين لأنظمة وتعليمات الحج    طقس حار إلى شديد الحرارة على الشرقية والرياض والقصيم    «روشن» توفر خدمات مالية للمطورين    تراجع أسعار النفط مستمر    وزير الإعلام يدشن مبادرة "ملتقى إعلام الحج" في مكة المكرمة    للمعلومية    وزير الداخلية يتفقد عددًا من المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة    غزة.. مشاهد موت ودمار في «النصيرات»    أفضل أيام الدنيا    نجاح تدابير خفض درجات الحرارة في الحج    "ميتا " تزوّد ماسنجر بميزة المجتمعات    مريضات السكري والحمل    استثمار الوقت في الأنشطة الصيفية    " نبتة خارقة" تحارب تلوث الهواء    البذخ يحتاج لسخافة !    ساحة المحاورة تحتاج إلى ضبط    إخراج امرأة من بطن ثعبان ضخم ابتلعها في إندونيسيا    عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في مركز القيادة والتحكم التابع للدفاع المدني بمشعر منى    أندية المدينة.. ما هي خططك للموسم القادم ؟    لماذا يشعر المتبرعون بالسعادة ؟!    الحج.. أمن ونجاح    "نادي نيوم" يتعاقد مع البرازيلي رومارينيو    الحويزي.. المفاوِضُ الناجح من الثانية الأولى!    الرئيس المتهم!    خط أحمر.. «يعني خط أحمر»    متحدث "الصحة": الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة من أكبر التحديات في موسم حج هذا العام    الدفاع المدني يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية المتنقل "لا حج بلا تصريح" بجدة    بلينكن يشدد على أهمية وجود خطة لما بعد الحرب في غزة    «الكشافة».. عقود في خدمة ضيوف الرحمن    نائب أمير الشرقية يطلع على أنشطة «تعاونية الثروة الحيوانية»    عرض عسكري يعزز أمن الحج    المنتخب السعودي يحصد 5 جوائز بأولمبياد الفيزياء    بدء أعمال المنتدى الدولي "الإعلام والحق الفلسطيني"    محافظ القريات يرأس المجلس المحلي للمحافظة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد في أول حديث صحافي أن "القاعدة" شوهت صورة "الجهاد" في العراق و قسم جماعات "الصحوة" خمس فئات . "أمير الجيش الإسلامي" لپ"الحياة": لن نتخلى عن سلاحنا والأميركيون غير جادين في محاورتنا
نشر في الحياة يوم 22 - 02 - 2008

الحديث مع قائد جماعة مسلحة معروفة في العراق مثل "الجيش الإسلامي" يمر بتعقيدات مختلفة معظمها أمنية الطابع, فالجماعة التي ذاع صيتها عام 2003 احتفظت كما يبدو بنسق أمني وتنظيمي معقد فرضته متطلبات عملها.
وپ"أمير الجيش الإسلامي"وقادته الميدانيون في العراق تميزوا بحجب المعلومات التي تشير الى هوياتهم أو تاريخهم.
يقول أمير الجماعة رداً على أسئلة وجهتها اليه"الحياة"ان الخلافات التي تطورت الى مواجهات مع تنظيم"القاعدة"ليست سياسية الطابع، بل منهجية وشرعية، سببها ان الأخير"شوه صورة الجهاد الناصعة في العراق"وأن مصطلح"دولة العراق الإسلامية"هو"اسم كبير لشيء وهمي".
ويؤكد قائد"الجيش الإسلامي"ان جماعات"الصحوة"لها خمسة تصنيفات ولجماعته موقف شرعي من كل منها، وأن قادة بعثيين يحاولون استثمار جهود الآخرين لكونهم يفتقرون الى الوزن العسكري في العراق.
وفيما اعتبر تأسيس"المجلس السياسي للمقاومة"استحقاقاً طبيعياً لپ"خمس سنوات من الجهاد"، أشار الى ان نزع سلاح جماعته غير مطروح حالياً وأن الأميركيين غير جادين في إجراء أي حوار مع المسلحين.
وأشار الى ان أية حكومة شرعية تقوم في هذه المرحلة يجب ان يكون من أهدافها إنهاء الاحتلال وإقامة العدل وأن يتم تشكيلها على أساس"مهني"وخارج مفهوم"الطائفية السياسية".
"الأمير"أشاد بمواقف عشائر جنوب العراق الشيعية، مشيراً الى ان جماعته لم تهجّر شيعياً على أساس طائفته وهي ترفض سياسة التهجير.
وهنا نص الأسئلة والأجوبة:
تؤكد المعلومات ان خريطة الجماعات المسلحة العراقية تتكون اليوم من جبهتين رئيستين، واحدة تتبع"القاعدة"والثانية ضدها، فيما تنقسم الثانية الى فئتين يقود"الجيش الإسلامي"إحداهما فيما تقود"كتائب ثورة العشرين"الأخرى ما موقعكم من هذه الخريطة؟
- نحن نتكلم عن"الجيش الإسلامي في العراق"ولا نتكلم عن الفصائل الأخرى، وموقع"الجيش الإسلامي"في خريطة الجماعات"الجهادية"أوضح من أن يسأل عنه ويمكن أن تعرف ذلك من لسان الصديق والعدو.
أما الشق الثاني، فالذي حدث أن تنظيم"القاعدة"بسياساته الخاطئة عزل نفسه عن الوسط الاجتماعي وليس عن الفصائل والجماعات الجهادية فحسب.
وكانت جماعة"كتائب ثورة العشرين"جزءاً من مشروع المجلس السياسي، ولكنهم رأوا أن ينسحبوا منه في يوم الإعلان واصطحبوا معهم"جيش الراشدين"بعد أن شكلوا"جبهة الجهاد والتغيير".
كيف تقوّمون تأسيس المجلس السياسي للمقاومة، وهل يمكن اعتباره مدخلاً للتحضير الى مرحلة التحول من العمل العسكري الى السياسي؟
- إعلان المجلس السياسي هو استحقاق طبيعي لجهاد خمس سنوات متواصلة، والعمل السياسي ليس نقيضاً للعمل العسكري، بل إن العمل العسكري هو جزء من العمل السياسي، وفي المقولة المشهورة لكلاوزفيتس:"السياسة هي الحرب ولكن بوسائل ألطف، والحرب هي السياسة لكن بوسائل اعنف"والمقصود هو فرض الإرادة.
والمفهوم الشرعي الصحيح للسياسة هو:"ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد، وإن لم يشرعه الرسول صلّى الله عليه وسلّم ولا نزل به وحي، ما لم يخالف ما نطق به الشرع". وعلى هذا فلا نرى أن الكلام في السياسة هو تحول، إطلاقاً.
ويجب أن يكون واضحاً أن المجلس السياسي لا يعني الدخول في العملية السياسية البتة ونحن لا نعترف بالعملية السياسية التي اخترعها المحتل وهو الذي يتحكم فيها.
لكن هل هذا الانتقال مرتبط حصراً بجدولة الانسحاب أم انكم ستستمرون برفع السلاح إذا لم يتم الاعتراف بكم رسمياً؟
- الجهاد والعمل العسكري هما خيارنا الاستراتيجي، ولا كلام الآن عن نزع السلاح، فالساحة حافلة بالتحديات العسكرية، ومن ينزع سلاحه فقد حكم على نفسه بالنهاية.
جميع قادة الفصائل المسلحة استخدموا أسماء حركية. هل لنا على الأقل بالاسم الحركي الذي يستخدمه"أمير الجيش الإسلامي"؟
- الإعلان عن أي معلومة جديدة تضبطها متطلبات العمل وحاجة الجماعة، والإعلان المجرد من أي مكسب حقيقي ليس مطلوباً ولا صحيحاً، والمعركة طويلة ومتنوعة، وربما سنعلن عن شيء من ذلك قريباً.
هل من صحة للمعلومات عن كونك قائداً عسكرياً سابقاً؟
- الجواب عن هذا السؤال غير مفيد.
هل لكم ان تبينوا نقاط خلافكم مع"القاعدة"كاستخدامكم مصطلح"المقاومة الوطنية"في مقابل تبني القاعدة مشروعاً أممياً وإعلانها"دولة إسلامية"؟
- رفض المصطلح المذكور له أدلته الشرعية، ولم يكن ذلك عن هوى وتنازع، وقد أكدنا أنه لا يجوز التلاعب بالمصطلحات الشرعية ولا يشرع الإعلان عن شيء وهمي بهذا الاسم الكبير، ولا يحل تسمية الأشياء بغير أسمائها، فالألفاظ قوالب المعاني، ولو كان حقيقياً وشرعياً لكنا من المباركين لهذا. ونحن لم نسمهم باسم تنظيم"القاعدة"، بل هم سمّوا أنفسهم بذلك، وبتصرفاتهم شوهوا اسمهم بل شوهوا صورة الجهاد الناصعة في العراق. والخلاف بيننا وبين"القاعدة"ليس سياسياً أولاً، بل منهجياً وشرعياً.
أما"المقاومة الوطنية"فهو مصطلح لا يجاب عنه بجواب مجمل، فإن كان المراد به التعصب للوطن وتقديم ذلك على الثوابت الشرعية وعدم مناصرة المسلمين والوقوف معهم في البلاد الإسلامية فهو مذموم ومنكر، ونحن نتبرأ منه بهذا المدلول.
وإن كان المراد منه استيعاب مسلمي البلد بمن فيهم أهل المعاصي واستصحاب أهل النجدة والغيرة منهم في جهاد الدفع، لدفع العدو الصائل الذي دهم هذا البلد، فهذا هو الواجب شرعاً، ونحن نناصر المسلمين في كل مكان ومواقفنا من قضايا المسلمين في غاية الوضوح، لكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك بإرسال الجيوش والجنود، فبلاد المسلمين مملوءة بأهل النجدة والشجعان والمتشوقين الى الجنان.
أما قولكم ان"القاعدة"لها مشروع أممي فلا نرى أثره إلا في تفجيرات في بلاد شتى لا تعني أن هنالك مشروعاً إلا إذا كان هذا هو المشروع.
هل تحددون المدرسة الدينية التي تنتمون اليها وهل تنسجم مع المراجعات الفقهية الأخيرة التي أطلقت في مصر حول منهج السلفية الجهادية؟
- نحن ننتسب إلى مدرسة الكتاب والسنّة التي أرسى قواعدها الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأئمة الدين والعلماء من بعده، في المسند وابن ماجة عن الْعِرْبَاضِ بْن سَارِيَةَ يَقُولُ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:[قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفاً كَثِيراً فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ].
أما مصطلح السلفية الجهادية فنرى أنه مصطلح حادث وغير صحيح. فإن كانت هنالك سلفية جهادية، فمعنى ذلك أن هناك سلفية مصلية وسلفية علمية وأخرى زكوية الخ. فلا يجوز تبعيض الدين، والجهاد جزء من الدين وهو واجب على المسلمين بحسب ما هو مفصل في كتب العلماء، والجهاد اشمل من القتال، فهو يشمل الجهاد بالسنان واللسان والقلب والأركان.
ويجب الحذر الشديد من رمي المسلمين بالباطل، ويحرم حرمة مغلظة اتهام العلماء والدعاة الذين يدافعون وينافحون عن الدين، وحصر الخيرية في جهة باسم السلفية الجهادية أو غير ذلك من الأسماء.
ثم إن مصطلح السلفية بمفهومه الصحيح الشامل وهو اتباع منهج سلف الأمة الذي يجمع بين الأصالة والتجديد، والذي يشمل الدين كله، لا يحتاج إلى وصف الجهادية. وهل السلفية لا يجاهدون حتى يضاف اليهم هذا الوصف؟
ومن ثم، فإن الانتساب إلى أي اسم شريف لا ينفع شيئاً ما لم يكن حقيقياً، في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: [وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ].
وما حصل من أخطاء في طروحات بعض الجماعات التي تسمي نفسها السلفية الجهادية في مصر، فمردودة عليهم. وهكذا كل مخالفة تصدر من أي جهة فهي رد وكل محدثة بدعة والخطأ في الفهم والتصور وتقدير الموقف وارد من كل أحد من هذه الأمة حاشا رسول الهدى صلّى الله عليه وسلّم.
على الأرض، كيف تقوّمون المواجهات العسكرية التي خضتموها مع"القاعدة"وأهم المناطق التي حصلت فيها المواجهات وأسبابها؟
- للأسف الشديد فقد جرت تلك المواجهات بين الجماعة وبين"القاعدة"بعد أن نفد ما بأيدينا من أسباب لدرء المفسدة، علينا وعلى الناس، فقامت الجماعة برد صولة"القاعدة"وهجماتها غير المبررة على الناس بعامة وعلى الجماعة بخاصة.
ولا نريد فتح الجراح من جديد ونحن ندعوهم إلى الرجوع إلى الحق والاكتفاء بالحوار الشرعي وواجب النصيحة وعدم تجاوز ذلك إلى الطرق المخالفة للشرع.
هناك معلومات عن خلافات انفجرت بين الطرفين حول مخابئ الأسلحة؟
- مثل هذا السؤال لا نجد في جوابه فائدة ولا ثمرة، وقد حصل ما حصل والحمد لله على كل حال.
ما هي حقيقة الاتصالات المباشرة أو عبر وسطاء التي أجريت مع أطراف أميركية أو حكومية وبعضها بوساطات عربية بحسب التقارير الأميركية؟
- الجانب الأميركي غير جاد لإجراء حوار أصلاً، علاوة على الوصول إلى نتيجة، ولم تجر أي حوارات مباشرة أو غير مباشرة مع الأميركيين، وقد نفينا هذا مراراً.
ولكن قد يجرى بينهم وبين أدعياء، يدعون أنهم يمثلون"الجيش الإسلامي"في العراق أو غيره من الجماعات والفصائل، فهذا وارد وغباء الإدارة الأميركية يتحمل ذلك.
هل تعتقدون بتراجع العمليات المسلحة ضد القوات الأميركية في العراق؟ وإن صح ذلك فهل يعني ان موقفكم التفاوضي اصبح اليوم متراجعاً عما كان عليه قبل أشهر مضت؟
- العمل المقاوم هو عمل تراكمي يعتمد في الأساس على استنزاف العدو، وهذا هو الحاصل، ولم يكن الهدف من الجهاد والعمليات العسكرية التفاوض، بل أهدافه واضحة وعلى رأسها إخراج المحتل، ونحن لا نتفاوض لأجل التفاوض، بل لا نتفاوض - لو حصل - إلا إذا ترجح لدينا أنه وسيلة مناسبة لأخذ الحقوق وطرد المحتل.
هل لنا ان نطلع على تفاصيل ظروف تشكيل"الجيش الإسلامي"وآليات عمله... هل كنتم بالفعل فصيلاً مختصاً بالصواريخ؟
- القراءة السياسية للأحداث قبيل الحرب كانت تشير إلى احتلال العراق وعدم إمكان صمود الجيش العراقي أمام الآلة الحربية الأميركية، خصوصاً بوجود دعم إقليمي غير محدود، إيراني وعربي، ولذا فقد تم التخطيط لتشكيل جماعة قبل الحرب بثلاثة أشهر تقريباً للقيام بالواجب الشرعي وكنا نأمل أن يتم تشكيل جماعة واحدة في العراق ولذلك أخّرنا الإعلان، ثم أعلنا عن الجماعة داخلياً في 2/5/2003، في يوم إعلان بوش لنهاية الحرب.
وتم خوض معارك عدة قبل احتلال بغداد وأسر لنا عدد من المجاهدين ما زالوا في سجون الاحتلال، منهم الأخ أبو معاذ الدليمي الذي اعتقل في 7/4/2003 في بغداد في إنزال جوي أميركي وإلى الآن لم يطلق سراحه، ومنهم من قتل في تلك الأيام، ثم تتابع العمل وقام سوقه وازدهر بفضل الله تعالى.
وظهر أول إصدار مرئي للعمليات العسكرية في حزيران يونيو 2003 بعنوان"جحيم الأميركيين في العراق"وهو أول إصدار مرئي للعمليات في العراق على الإطلاق، ومن ثم تتابعت الإصدارات.
وقد استخدمنا في قتالنا الأميركيين كل الوسائل المتاحة وخطط السوق والتكتيكات العسكرية واستفدنا من كل التجارب السابقة، والثروة الكبيرة من الكفاءات في بلادنا.
وفي كل ظرف نستعمل السلاح الذي يناسبه، وبفضل الله أولاً ثم لوجود كفاءات عالية جداً في الجماعة فقد تميزت عملياتنا بتنوع الأسلحة وإتقان استخدامها، ومن ذلك الدقة في إطلاق الصواريخ والقنص الذي قضّ مضاجعهم والعبوات.
ما هو موقفكم من"مجالس الصحوة"؟ خصوصاً ان بعضها ذو طابع عشائري والآخر مناطقي وثالث انبثق عن جماعات مسلحة كتجربة أبو العبد القائد الميداني السابق لديكم في بغداد؟
- ما يسمى"الصحوات"تقسم اليوم الى خمسة أصناف: منهم خونة لهم علاقاتهم المشبوهة مع الأميركيين منذ الأيام الأولى للاحتلال واستمروا بذلك، ومنهم من فقد مجده كشيخ عشيرة أو وجه عشائري فهو يبحث عن مجده ولو كان بالتعاون مع المحتل، ومنهم من يبحث عن المال حتى لو كان في جيب إبليس، ومنهم من هو مظلوم صاحب حق، يرد العدوان من أي جهة كان.، ومنهم من لم يجد عملاً فاستهوته موضة"الصحوة"ليحصل على ما يقتات به.
وحكمنا على الأشخاص يختلف باختلاف أفعالهم، وهو مناط بالحكم الشرعي.
في البداية لم تكن أميركا تعول على العشائر، ولكن بعد تجارب حصلت في الرمادي، جعلت اللعاب الأميركي يسيل بغزارة لركوب موجة العشائر، أما المشروع الآن فهو مشروع أميركي لا علاقة له بمشروع المقاومة.
أما حال أبو العبد فقد ظهرت تفاصيل الموضوع في وقتها ولا توجد مستجدات.
ونحن نهيب بعشائرنا الكريمة الأصيلة أن تتنبه للمخططات الأميركية، وعليهم أن يكتفوا بحماية أنفسهم ومناطقهم من أي عدوان، وألاّ يتعرضوا لمن يستهدف الاحتلال ولا يستهدفهم.
هل حصل تداخل بين تنظيماتكم المناطقية، خصوصاً في بغداد والأنبار وديالى وجماعة"الصحوة"؟
- مشروع الجماعة هو مشروع مقاومة الاحتلال وإخراجه بكل الوسائل وليس مشروع"صحوة"، وقد تكون هنالك تصرفات فردية لا تؤثر في مشروع الجماعة.
هل نعتبر موقفكم البراغماتي من مجالس"الصحوة"تغييراً تكتيكياً يواكب متطلبات المرحلة سياسياً؟
- انتهجت الجماعة سياسات من أهمها حصر دائرة الصراع وتحييد الأعداء ما أمكن، ونحن في جهاد دفع له أحكامه الشرعية، وسياساتنا تهدف إلى رد الصائل ولسنا في جهاد طلب.
ما هي مصادر تمويلكم وهل لديكم اتصالات مع قيادات سياسية في دول أخرى وكيف تقوّمون الموقف العربي مما يحدث في العراق؟
- الجهاد في العراق والثروة في العراق ونحن أمة معطاء كريمة تجود بأرواحها، فما بالك بأموالها؟ وبالنسبة الى الدور العربي فهو في غيبوبة وكل ما نقترحه على الاخوة العرب أن يخففوا عن المجاهدين بل أن يدعموهم وألاّ يكونوا كما قال الأول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض. فأميركا لن ترحمهم، وإيران تعد لهم العدة. كما ان عليهم الاعتراف بالمقاومة ممثلاً شرعياً للبلد، وعدم تلميع الخونة والمجرمين والجلادين من حكومة الاحتلال وأعوانها، وعدم دعمهم، وأيضاً أن يفسحوا في المجال للشعوب الإسلامية للتعبير عن موقفها المناصر لقضايانا.
ونؤكد هنا أن كل من يظن أنه يمكنه تشكيل مشهد سياسي مقبول في العراق من دون المقاومة فهو واهم بل يسبح في الخيال.
هل لديكم علاقات مع أطراف عشائرية شيعية وهل انتم مستعدون لعقد تحالفات مع أطراف أو عشائر مختلفة عنكم طائفياً؟
- نحن ندعم أي توافق اجتماعي يصب في مصلحة الدين والبلد بطرد المحتل ورفع الظلم عن الناس.
ونحن ندعو الشيعة العرب إلى رفض الاحتلال بكل أشكاله وصوره وعدم الانصياع لأطماع"الصفويين".
نرحب باستجابة العشائر الشيعية العربية التي تحركت وانتفضت على"الصفويين"الذين صادروا رأي الناس وحريتهم، وما ترونه من تحرك عشائري في جنوب العراق يصب في الاتجاه الصحيح.
ما هي رؤيتكم السياسية لمرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي ومواقفكم من معطيات أفرزتها المرحلة مثل الفيدرالية وقضية كركوك؟
- من أهدافنا ترسيخ هوية العراق الإسلامية والعربية، والتصدي لكل محاولة يراد منها تقسيمه وشرذمتة. ونحن نقف بكل صلابة ضد المشروع التقسيمي الأميركي والذي يسمونه مشروع الشرق الأوسط الكبير.
وكركوك مدينة عراقية، وليست كردية، والقوميات في بلادنا لها خصوصيتها، لا سيما الكردية والتركمانية، والتعامل معها وفق المنهج الإسلامي الذي يعطي كل ذي حق حقه.
أما الفيدرالية، فأي نوع من الفيدراليات مقصود هنا؟ فهي عشرات الأنواع، والمطروح في العراق هو كونفيدرالية للتقسيم! لا كنظام إداري كما هو موجود في بعض البلدان، بل اتخذ شعاراً للوصول الى أغراض تدميرية للعراق.
ثم إن البلد يرزح تحت نير الاحتلال مسلوب الإرادة، فكيف يمكن الى أهله اختيار ما يناسب في مثل هذه الحال؟
ما هي الأسس التي تعتقدون بأن تقوم الحكومة العراقية عليها سواء في مرحلة الاحتلال أو ما بعد الانسحاب؟
- لا توجد حكومة شرعية في العراق الآن، ولا نعترف بأي حكومة يصنعها المحتلون ولو وجدت حكومة شرعية ? جدلاً - فأول واجباتها إخراج الاحتلال والحفاظ على ثروات البلد ونشر العدل بين أبنائه.
ونحن لا نؤمن بالطائفية السياسية ولا شك في أن أي حكومة لا تقوم على أسس العدل ولا تعطي كل ذي حق حقه فهي فاشلة.
وقد طرح المجلس السياسي تشكيل حكومة على أساس مهني لا على أساس طائفي لا تتعارض مع أهداف الجهاد تدير شؤون البلاد لحين وضع الأمور في نصابها وليس من حق هذه الحكومة إبرام أي عقد يتعلق بمصير العراق وسيادته.
أما اليوم، فإن الأميركيين وأعوانهم يلعبون بالنار، ولغتهم هي لغة الحديد والنار فقط، ويجب أن تكون اللغة معهم كلغتهم، إلا إذا تغير الحال فلكل مقام مقال.
هناك طروحات تذهب الى ان التحزب والتخندق الطائفي كانا نتاجاً لخلط المفهوم الديني في عمق صناعة القرار السياسي. ما تقويمكم لهذا الطرح خصوصاً انكم في النهاية جماعة دينية؟
- الذي صنع الطائفية هو الاحتلال وأعوانه، والدين ليس الطائفية وليس هو دين الأحزاب التي خدمت الاحتلال ونفذت مخططاته، وأهل العراق هم أعرف الناس بالحق وأرحمهم بالخلق، بل كانوا على مر العصور رسل خير لجميع البشر، والأحزاب الموجودة في السلطة الآن لا تمثل الإسلام وإنما تمثل مذهبها ودينها ورؤيتها الخاصة وأطماعها الحزبية.
ما هي رؤيتكم لمفهوم المشاركة السياسية؟
- ما يسمى بالمشاركة السياسية في العراق جرى على الطريقة الأميركية التي سوقتها الإدارة الحالية والتي جرّت الويلات لشعبنا، وليست مأساتنا هي الوحيدة في العالم، بل هي حاصلة في أفغانستان والصومال ويتابعها العالم الآن في كينيا.
هل تطمح الى تولي منصب سياسي في مرحلة ما؟
- مشروعنا هو مشروع أمة لهذا الجيل والأجيال القادمة، وليس مشروع فرد يسعى الى منصب. والمنصب تكليف وليس تشريفاً وهو أمانة.
هل تعتقدون ان العراق خاض بالفعل أو يخوض حرباً أهلية؟
- ما تسمونه حرباً أهلية حصل من طرف واحد وهو الميليشيات والحكومة الداعمة لها بأجهزتها الأمنية، تحت عيون الاحتلال وبتسهيلات منه، حيث تم استهداف المقاومة وحاضنتها، ما أثر سلباً في مشروع مقاومة الاحتلال، عندما تداعت الفصائل والجماعات للدفاع عن أرواح الناس وأموالهم وأعراضهم.
لكن ما لم يكن في حسبان الاحتلال أن خسائره البشرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية عام 2007 كانت عالية جداً مقارنة مع سنوات الاحتلال التي سبقتها، وكانت نسبة المتطوعين للجهاد في أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ما موقفكم من السياسات الإيرانية في العراق... إن كانت الحقيقة الجغرافية والتاريخية تشير إلى أن إيران جار دائم وقوي؟
- السياسيات الإيرانية اعتمدت التدخل المباشر والهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي والأمني ونهب الثروات، وكل هذه الأمور من الحقائق التي عرفها الآن القاصي والداني، وقد فشلت فشلاً ذريعاً، ذلك أن إيران ضحت بمشروعها الكبير الذي يسميه حكام قم وطهران تصدير الثورة بمهاترات ومجازفات جعلت من أهل السنّة بل حتى الشيعة العرب عدواً مباشراً لپ"الصفويين"، فخسرت بذلك سياسياً واستراتيجياً.
نعم إيران جار دائم وهذه حقيقة لها اعتباراتها وقضية لها استحقاقاتها، ولو انتهجت إيران حقاً ما تظهره أحياناً من معاداة أميركا واحترام العراق وأهله لسمعت كلاماً غير الذي سمعته من العراقيين.
ما هو تقويمكم للتجربة الكردية؟
- الأكراد منفصلون عن الحكومة المركزية انفصالاً تاماً منذ أوائل التسعينات من القرن الماضي، وقبل ذلك كان لهم حكم ذاتي، والقراءة الجيوسياسية تقول انه لا يمكن أن تقوم لهم دوله مستقلة، وغاية ما يمكن أن يصلوا إليه هو إقليم تابع لدولة اتحادية وقد حصل لهم ذلك في هذه الظروف الاستثنائية.
وإذا بقي قادة الأكراد متشبثين بسياساتهم الانفصالية فسيصل بهم الحال إلى أن يرجعوا بخفّي حنين، وليقرأوا التاريخ.
بغداد مركز رئيس للحل في العراق، هل لديكم تصور معين لشكل الصراع حول بغداد...؟
- التهجير الطائفي في بغداد قامت به الميليشيات والأحزاب الحاكمة، وبالنسبة الينا فقد بدأت الجماعة بخطة منذ أشهر لحماية المناطق وإرجاع المهجرين ولن تتكرر المأساة بإذن الله القوي العزيز ونحن ماضون في خطتنا وليس كل ما يُعلم يُقال.
لكن هل قمتم انتم بتهجير عائلات شيعية من المناطق التي تنشطون بها؟
- نحن ندافع عن كل المظلومين والمستضعفين وضد الظلم من أي جهة كان، وجهادنا جهاد دفع، والواجب التمييز بين المجرم والبريء، والتمييز بين من يقتل الناس ويروّعهم وبين الشخص الذي لم يصدر منه ذلك، فلا تزرُ وازرة وزر أخرى، والذي يعرف المناطق يعلم أن هنالك كثيراً من الشيعة ما زالوا يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، بل بعض الشيعة وجدوا أماناً في مناطقنا أكثر مما وجدوه في المناطق الشيعية التي تسيطر عليها الميليشيات، وبعض المناطق طلبت من الجماعة النجدة وتخليصها من سطوة الميليشيات، وقد حصل بعض ذلك.
الأنبار شهدت تحولات مفصلية، لكن البعض يتحدث عن"فيدرالية السنّة"؟
- أهل السنّة عموماً يرفضون تقسيم البلد تحت أي عنوان، ولن يخدعهم سراب الديموقراطية التقسيمية التي جاء بها المحتل.
عملياتكم تركز أخيراً بحسب بياناتكم على اغتيالات لرجال الشرطة والميليشيات، هل لديكم معايير محددة لإصدار قرار الاغتيال؟
- بالنسبة إلي، فأنا أقوم بممارسة مهماتي - كقائد عام للجماعة - بسياسات عامة وليس بالأوامر والتعليمات اليومية، ومن السياسات العامة التي اعتمدتها الجماعة استهداف كل أذرع الاحتلال الأميركي والاحتلال الصفوي.
والأعمال التنفيذية اليومية من مهمات المجلس التنفيذي للجماعة والذي يعمل وفق الضوابط الشرعية، التي تأمر بالابتعاد من الأبرياء أينما كانوا والاحتياط الشديد جداً في ما يتعلق بدماء الناس وأموالهم وأعراضهم، بل إن حفظ أمن الناس من أولوياتنا.
ومثل هذه العمليات جاء رداً على الاعتداءات الإجرامية للأجهزة الأمنية والانتهاكات والفظائع التي يندّى لها جبين البشرية، وتعلمون أن الناس خصوصاً بعد أحداث سامراء المفتعلة كانوا يستبشرون إذا كان الأسير عند الأميركيين وينتظرون موعداً لمواجهتة، بينما يحاولون البحث عن جثة الأسير مشوّهة مقطعة إذا كان بيد الأجهزة الأمنية.
كنتم من الجماعات التي شرّعت أولى عمليات اختطاف الصحافيين، هل لديكم بعد خمس سنوات من الاحتلال قراءة مختلفة لسياسات استهداف الصحافيين ووسائل الإعلام؟
- السياسة العامة للجماعة هي عدم استهداف المهنيين كالصحافيين والأطباء والمؤسسات الإغاثية، والذين لا يقومون بعمل عدائي، ولا يخدمون المحتل، وهذه السياسة اعتمدتها الجماعة منذ تأسيسها ومتمسكة بها دوماً.
لكننا في ساحة حرب مفتوحة، فحينما يشتبه بأحد الذين ذكرنا وصفهم، تقوم الجماعة بالتثبت من هذا الأمر وأحياناً يصل الأمر إلى اعتقالهم والتحقيق معهم، فمن كان بريئاً فإننا نحسن إليه ونرد له اعتباره.
والقوات الأميركية وحكومات الاحتلال المتعاقبة هي من قتل الصحافيين ونكّل بهم وأغلق مكاتبهم وصادر أفلامهم ومعدّاتهم بغية التضليل الإعلامي وعدم معرفة العالم وخصوصاً الشعب الأميركي بما يجري في العراق.
ونحن نعلن من خلالكم ترحيبنا بطواقم الصحافة ومنظمات المجتمع المدني وبعثات الإغاثة كافة، ومستعدون لتوفير الحماية لها لنقل الحقائق للعالم وتوفير الخدمات الإنسانية للناس.
من هو أبو عمر البغدادي زعيم"دولة العراق الإسلامية"، هل تعتقدون انه شخصية حقيقية أم انه كما يقول الأميركيون شخصية وهمية؟
- لا يهمنا إن كان أبو عمر وهماً أو حقيقة، الذي يهمنا هو السياسات والممارسات على أرض الواقع.
أعلنتم أنكم لا تستقبلون مقاتلين أجانب في صفوفكم؟ لماذا اتخذتم مثل هذا الموقف؟
- نحن لا نزهد بأي دعم يأتينا من أمتنا الكريمة على كل المستويات، ونثمن هذا جيداً، وليس بيننا أي أخ من خارج العراق لأسباب كثيرة منها وفرة المجاهدين والمقاتلين في العراق، ووفرة الكفاءات وصعوبة الظروف وكثرة الأعداء في بلدنا، وحجم الدعم اللوجستي المطلوب لهم، مقارنة بالعراقيين، فأهل مكة أدرى بشعابها.
من المهم أن تقتصد الأمة في طاقاتها وتحفظها من أي هدر أو تبذير. كما أن الأعداء يريدون تحويل القضية إلى مسار آخر قد يأخذون مثل هذا الأمر ذريعة لهم، كما ترون.
ما هو موقفكم من"البعث"كحزب سياسي؟
- البعثيون في العراق ليس لهم وزن في الساحة الجهادية والعسكرية، لكن يحاول بعضهم سرقة جهود الآخرين، ولا مانع من الحوار وإن اختلفنا معهم فكرياً وعقائدياً، ونحن ضد سياسة الإقصاء مع أن حزب"البعث"في العراق مارس ذلك معنا عندما كان في السلطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.