بيانات يابانية متشائمة تضعف الين و"المركزي" الروسي يخفض سعر الروبل

أظهرت بيانات يابانية تباطؤاً حاداً في وتيرة التضخم في اليابان، ما عزز المخاوف من تفاقم انزلاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم الى مرحلة الانكماش في العام المقبل. فتراجع الين الياباني أمام اليورو والدولار قليلاً في تعاملات خفيفة في الأسواق الآسيوية أمس.
وكان الدولار ارتفع في بداية التعاملات أمام الين مع إقبال الشركات اليابانية عليه لتسوية حساباتها قبل نهاية العام، علماً ان أمس كان آخر أيام العمل للكثير من الشركات اليابانية في العام الحالي، وستظل مكاتب معظمها مغلقة حتى الخامس من كانون الثاني يناير المقبل. وكانت حركة التعامل محدودة لأن أسواق المال في استراليا ونيوزيلندا وأوروبا مغلقة لغاية الأسبوع المقبل بسبب عطلة الأعياد.
وجاء في بيانات حكومية أمس أن المؤشر السنوي لتضخم أسعار المواد الاستهلاكية في اليابان تراجع الى 1.0 في المئة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، من 1.9 في المئة في تشرين الأول أكتوبر السابق. وتقلصت نسبة الوظائف المتاحة الى أدنى مستوى في 5 سنوات، في حين تراجع الإنتاج الصناعي الياباني بنسبة فاقت ما كان متوقعاً، فبلغت 8.1 في المئة في تشرين الثاني، مقارنة بالشهر السابق.
وسجل الدولار 90.37 ين، مقارنة ب90.39 ين في أواخر التعاملات في سوق آسيا في اليوم السابق. وارتفع اليورو من 1.4015 دولار الى 1.4065 دولار تدعمه توقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيخفض الفائدة عن مستواها الحالي البالغ 2.5 في المئة، لكن بوتيرة أبطأ من السابق، وإلى 127.12 ين من 126.65 ين أول من أمس.
وفي موسكو، سمح البنك المركزي الروسي بثامن انخفاض طفيف في قيمة الروبل خلال شهر، بلغ 1.5 في المئة أمام سلة من العملات الرئيسة، بعد يوم واحد من اقتراب سعر النفط الخام الروسي سلعة التصدير الرئيسة في البلاد من 30 دولاراً للبرميل، ليسجل أدنى مستوى منذ 2004.
وأنفق البنك المركزي الروسي أكثر من 100 بليون دولار للدفاع عن الروبل في الشهور الأربعة ونصف الماضية، لمنع سحب أموال من المصارف، وانتشار الذعر بين السكان الذين لا تزال ذكريات خسارة المدخرات في التسعينات من القرن الماضي والعصر السوفياتي، حاضرة في أذهانهم.
وبدأت روسيا خفضاً تدريجياً لقيمة الروبل قبل نحو ستة أسابيع، للحفاظ على الاحتياط الذي لا يزال الثالث في العالم 451 بليون دولار.
وسجل مؤشر الروبل أمس 34.31 أمام سلّة من العملات، منها اليورو والدولار، بعدما تجاوز مستوى 33.86، اعتبر مستوى الدعم السابق للبنك المركزي. وتراجع الروبل أمام سلة من اليورو والدولار 13 في المئة منذ بدأ البنك خفضه التدريجي قيمة العملة في ايلول سبتمبر الماضي. وتراجع إلى ما دون 29 للدولار أمس، و41 لليورو.
وفي سوق المعادن الآسيوية، ارتفع سعر الذهب قليلاً، من 844 دولاراً للأونصة في إقفال نيويورك أول من أمس إلى 845.90 دولار للأونصة، بسبب ضعف حركة العرض والطلب في فترة الأعياد وإقفال الأسواق المالية الأوروبية. وفقد 18 في المئة من قيمته منذ ان سجل مستوى قياسياً بلغ 1030.80 دولار للأونصة في منتصف آذار مارس الماضي.
إلى ذلك، أوضحت بيانات وزارة المال اليابانية أن إجمالي الصادرات اليابانية من الذهب في الشهور الأحد عشر الأولى من السنة الحالية بلغ 393.9 طن. ويذكر أنها تضاعفت في العام الحالي بفعل عوامل عدة، على رأسها سعي المستثمرين لجني الارباح بعد أن ارتفع سعر الذهب إلى مستوى قياسي خلال السنة.
وصدّرت اليابان 174.9 طن من الذهب في عام 2007، بزيادة نسبتها 8 في المئة عن عام 2006. وبلغ إجمالي الواردات في العام الماضي 28 طناً، مقارنة ب 32.6 طن في العام السابق.
وأظهرت البيانات أن اليابان صدّرت 47 طناً من الذهب في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، أي أربعة أضعاف صادراتها في تشرين الأول أكتوبر الماضي.
الأسهم الآسيوية
وفي أسواق الأسهم، ارتفع مؤشر"نيكاي"الرئيس للأسهم اليابانية 1.6 في المئة في نهاية التعاملات، ليسجل أعلى مستوى إغلاق منذ ستة أسابيع، مع إقبال المستثمرين على شراء الأسهم التي هبطت بشدة أخيراً، ومن بينها سهم شركة"تويوتا موتور"لصناعة السيارات. وكسب 140.02 نقطة، أي 1.6 في المئة، ليسجل 8739.52 نقطة، أعلى مستوى إغلاق منذ 11 تشرين الثاني الماضي.
وكان ارتفع واحداًً في المئة أول من أمس. وربح"توبكس"الأوسع نطاقاً 1.3 في المئة مسجلاً 846.58 نقطة.
وفي شنغهاي، انخفضت الأسهم الصينية 0.05 في المئة في تعاملات هزيلة أمس، لتواصل تراجعها لليوم الخامس على التوالي وتسجل أكبر انخفاض أسبوعي منذ منتصف تشرين الأول الماضي لاستمرار ضعف التوقعات الاقتصادية المحلية.
وأنهى"مؤشر شنغهاي"المجمّع الجلسة على 1851.518 نقطة ليسجل أدنى مستوى منذ ستة أسابيع. وفقد 8.3 في المئة من قيمته في الأسبوع الجاري ليسجل أكبر تراجع أسبوعي منذ 12 تشرين الأول الماضي.
وتأثرت معنويات المستثمرين ببيانات عن الأرباح الصناعية سلّطت الضوء على تباطؤ النمو الاقتصادي المحلي. وانخفضت قيمة التداول في البورصة الصينية الى 34.8 بليون يوان 5.1 بليون دولار من 42.1 بليون أول من أمس.
نشر في العدد: 16703 ت.م: 27-12-2008 ص: 22 ط: الرياض