سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة سعودية - لبنانية لتعزيز العلاقات ودعم الجيش في مواجهة الإرهاب . المحادثات تتناول اتفاقي "الطائف" و "الدوحة" وتوقع انعكاسات إيجابية على الوضع اللبناني
عقدت مساء أمس في جدة قمة سعودية - لبنانية، جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، وتركزت المحادثات على تعزيز العلاقات بين البلدين والشؤون العربية والدولية. وأكدت مصادر سعودية ولبنانية ل"الحياة"، أن المحادثات كانت ايجابية"كون المملكة العربية السعودية أقوى لاعب في الشرق الأوسط، وستظهر نتائجها الإيجابية تباعاً". وكان الرئيس سليمان وصل إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة بعد ظهر امس في زيارة رسمية تستغرق يومين، تلبية لدعوة رسمية من خادم الحرمين، ويرافقه - إضافة إلى نائب رئيس الحكومة اللبنانية اللواء عصام أبو جمرا - خمسة وزراء هم وزراء الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، والأشغال العامة والنقل غازي العريضي، والاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، والتربية والتعليم العالي بهية الحريري، ووزير الدولة نسيب لحود. وكان في استقبال سليمان والوفد المرافق على أرض المطار، الملك عبدالله الذي صافحه مرحباً به وبمرافقيه في المملكة، كما كان في استقباله ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، والسفير السعودي لدى لبنان عبدالعزيز خوجة. وتوجه الملك عبدالله والرئيس سليمان بعد ذلك إلى منصة الشرف، حيث عُزف النشيدان اللبناني والسعودي، ثم استعرضا ثلة من حرس الشرف، قبل أن يصافح الرئيس سليمان كبار مستقبليه وأعضاء السفارة اللبنانية، كما صافح الملك عبدالله الوفد الرسمي اللبناني. وبعد استراحة قصيرة، توجه الرئيس اللبناني إلى مقر إقامته في قصر المؤتمرات، ثم لبى دعوة خادم الحرمين إلى عشاء أقامه على شرفه، وأعقب ذلك محادثات رسمية بين الملك عبدالله والرئيس سليمان. وقال الوزير العريضي ل"الحياة"إن"المحادثات تناولت مختلف الأمور، لا سيما العلاقات بين البلدين، وموقف المملكة من مؤتمر الطائف، ثم موقفها في مواجهة الإرهاب، ودعم الجيش اللبناني في هذا الإطار". وأضاف:"كلنا يدرك ويذكر أن السعودية هي الدولة العربية الأولى التي ساندت الجيش اللبناني، وهذا رد عملي على كل ما يقال عن اتهام المملكة بأشياء لا صحة لها". وأكد أن المملكة وقفت مع الجيش أي مع رئيس الجمهورية، عندما كان قائداً للجيش في مواجهة الإرهاب ولا تزال. ولفت العريضي إلى أن المحادثات تناولت أيضاً مسيرة الحوار واتفاق الدوحة والرعاية السياسية والمالية لدعم لبنان، واستمرار الدعم من صندوق التنمية السعودي، إضافة إلى العلاقات العربية وسبل تعزيز التضامن العربي. وقال السفير خوجة ل"الحياة"إن"الزيارة تهدف إلى توثيق العلاقات بين البلدين، خصوصاً أنها الأولى للرئيس سليمان إلى المملكة". وأضاف ان"السعودية تسعى دائماً لمصلحة استقرار لبنان ووحدته". وأكد أن المحادثات بين خادم الحرمين والرئيس سليمان، تناولت العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما تطرقت الى الأزمة الاقتصادية وتأثيرها في المنطقة العربية. وأوضح أن السعودية لا تزال تدعم الحكومة اللبنانية، بهدف استقرار الأوضاع الأمنية الداخلية في لبنان. وأكدت مصادر الوفد المرافق للرئيس سليمان ل"الحياة"أن الزيارة"ناجحة جداً"، وستثمر نتائجها إيجاباً على مستويات متعددة لجهة تعزيز الثقة أكثر بلبنان، وستخلق ارتياحاً كبيراً في الداخل اللبناني،"وهذا ما عودتنا عليه دائماً القيادة السعودية، وليس ذلك بمستغرب على خادم الحرمين وولي عهده الأمير سلطان، خصوصاً أثناء الأزمات التي تعصف بلبنان". انتقادات لعون وفي بيروت، لقي كلام رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النائب ميشال عون الذي غادر بيروت امس الى طهران في زيارة هي الأولى له يلتقي خلالها مسؤولين إيرانيين في مقدمهم الرئيس محمود أحمدي نجاد، استهجاناً، خصوصاً انه يطاول السعودية التي وقفت دائماً الى جانب لبنان سياسياً واقتصادياً، بحسب مواقف وزارية ونيابية أمس، وعشية زيارة الرئيس سليمان على رأس وفد وزاري ضم نائب رئيس الحكومة عصام ابو جمرا، وهو أحد ممثلي تكتل عون في الحكومة. راجع ص 6 و7 وحاول أبو جمرا التخفيف من حدة تصريحات عون، موضحاً انها جاءت في سياق سرد تاريخي للأحداث، قائلاً:"لم يكن مقصوداً على الإطلاق تعكير صفو زيارة الرئيس للمملكة بل على العكس، طموحنا ان توسع المملكة دائرة مساعداتها ودعمها للبنان". لكن رد أبو جمرا لم يحل دون ردود على عون انتقدت بشدة تهجمه على السعودية، و"تغطيته المحور السوري - الإيراني في لبنان". وأعرب وزير الدولة نسيب لحود عضو الوفد الرئاسي الى السعودية عن أسفه ل"لجوء بعض الأطراف في لبنان الى مهاجمة السعودية عشية هذه الزيارة"، مؤكداً ان"اللبنانيين يدركون ان هذه المواقف لا تخدم مصالح لبنان". وانتقد الرئيس السابق أمين الجميل الهجوم على السعودية، وقال:"نقول لمن يعتبر ان السير بالاستراتيجية السورية - الإيرانية هو خلاص لبنان أو الالتزام بمحور أميركي وغير ذلك هو خلاص لبنان، اننا نريد ان نكون اصدقاء مع الجميع". وأسفت النائب نائلة معوض ل"تغطية عون تصرفات"حزب الله"والخيار الإيراني في لبنان".