عرض السفير السعودي السابق في واشنطن الأمير تركي الفيصل رؤيته إلى السلام في الشرق الأوسط. وقال إن إسرائيل والعرب يمكن أن"يتعاونوا في كثير من المجالات بينها المياه والزراعة والعلوم والتعليم". وعندما سُئل عن طبيعة الرسالة التي يريد ان يبعثها الى الشعب الاسرائيلي، قال:"من خلال مبادرة السلام العربية تجاوز العالم العربي حد العداء لإسرائيل ومد إليها يد السلام ونحن في انتظار أن يمسك الاسرائيليون يدنا وينضموا الينا في ما سيعود حتما بالنفع عليها وعلى العالم العربي". وخلال قمة في الرياض العام الماضي، أحيت جامعة الدول العربية التي تضم 22 عضواً، خطة عربية للسلام طرحت للمرة الأولى عام 2002. وتعرض على اسرائيل التطبيع الكامل للعلاقات مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة. ورفضت اسرائيل العرض وقتها خلال ذروة الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. لكنها أبدت مزيداً من الاهتمام بها منذ دشنت الولاياتالمتحدة مساعي جديدة للسلام خلال مؤتمر أنابوليس في ولاية ماريلاند في تشرين الثاني نوفمبر. وقال الأمير تركي، الذي شغل سابقاً منصب مدير الاستخبارات السعودية، إنه إذا قبلت اسرائيل خطة الجامعة العربية ووقعت اتفاق سلام شاملاً"فيمكن أن يتصور المرء اندماجها في الكيان الجغرافي العربي". وأضاف:"يمكن أن يتصور المرء أيضاً وجود علاقات بين العرب والاسرائيليين ليس فقط على الصعيد الاقتصادي والسياسي والديبلوماسي، بل أيضاً في مجالات مثل التعليم والبحث العلمي ومكافحة التهديدات المشتركة لسكان هذه المنطقة الجغرافية المترامية الاطراف". وجاءت تصريحاته على هامش مؤتمر عن الشرق الاوسط وأوروبا نظمته مؤسسة"برتلزمان"للأبحاث. وكانت من بين أكثر التصريحات شمولاً واتساعاً من مسؤول سعودي سابق إلى الاسرائيليين. وقال:"ستكون هناك زيارات متبادلة بين شعب اسرائيل وباقي الدول العربية". وتابع:"سنبدأ في النظر الى الاسرائيليين باعتبارهم يهوداً عرباً وليس باعتبارهم اسرائيليين"، مشيراً الى أن"الكثير من العرب ينظرون الى اسرائيل تاريخياً باعتبارها كياناً أوروبياً فرض على العالم العربي بعد الحرب العالمية الثانية". ولا يشغل الأمير تركي أي منصب رسمي في الوقت الراهن، لكنه يرأس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية في الرياض. وقال إن اسرائيل"يمكن أن تتوقع تحقق بعض المنافع على الطريق نحو ابرام معاهدة والانسحاب الكامل"، مشيراً الى أن"تعاوناً اقليمياً بدأ مع الدولة اليهودية بعد توقيع اتفاقات أوسلو الموقتة عام 1993 مع منظمة التحرير الفلسطينية، وانه بات لإسرائيل تمثيل في عدد من الدول العربية". لكن هذه التحركات واجهت انتكاسة بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. ويساور اسرائيل القلق من خطة الجامعة العربية لأسباب منها أنها ستنطوي على إعادة مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها خلال حرب عام 1967 وإعادة تقسيم القدس التي ضمت اسرائيل شطرها الشرقي الذي احتلته عام 1967. لكن يوسي ألفير، وهو مشارك اسرائيلي في المؤتمر وأحد رؤساء تحرير موقع"بيتر ليمونز"الاسرائيلي - الفلسطيني على الانترنت ومسؤول كبير سابق في الاستخبارات، رحب بتصريحات الأمير تركي. وقال:"سعدت لسماع وصف الأمير تركي للطبيعة الشاملة للتطبيع كما يتصورها ضمن اطار مبادرة السلام العربية". وأضاف:"ينبغي أن تشجع تصريحاته الإسرائيليين والعرب على تعميق وتوسيع نطاق المناقشات في سبل التوصل إلى اتفاق سلام شامل وتطبيق مبادرة السلام العربية وتحقيق هذا النوع من التعاون الذي وصفه سموه". وعبر عن أمله في أن تتقبل الدول العربية الاسرائيليين بصفتهم"يهوداً يعيشون حياة سيادية في وطننا التاريخي"وليس مجرد"يهود عرب"أو"يهود أوروبيين"بعد مجرد توقيع اتفاق سلام شامل.