طالب قياديون في "مجالس الصحوة" التي أنشئت في عدد من المدن العراقية الحكومة بمساعدتها، وتوفير الاسلحة والمعدات والدعم اللوجستي لها كي تستطيع مواصلة تصديها لتنظيم"القاعدة"واخراجه من العراق، بعدما دعا زعيمه اسامة بن لادن أنصاره الى تكثيف نشاطهم ضد هذه المجالس. من جهة أخرى سقط 40 قتيلاً في سلسلة هجمات وعمليات بينهم سبعة من عناصر تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"وانتحارية نفذت عملية شمال البلاد أسفرت عن جرح سبعة عراقيين. وقتل خمسة من مسلحي"الصحوة"في ناحية الطارمية التابعة لمحافظة تكريت. وأكد عبدالكريم خلف، مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية ل"الحياة"مقتل هؤلاء، وأربعة طلاب وجرح 12 آخرين بانفجار سيارة مفخخة استهدفت احدى نقاط التفتيش، وقال ان"القاعدة"بدأت استراتيجية عمل جديدة في البلاد تقضي باستهداف"مجالس الصحوة"لمنعهم من التعاون مع الحكومة والقوات الأمنية. واتهم الشيخ علي البرهان، عضو"مجلس الصحوة"في ديالى"القاعدة"بتنفيذ عمليات في المحافظة وطالب الحكومة بتوفير الدعم المطلوب لمواجهة التحديات الجديدة بدل توجيه الاتهامات الى المجالس. وكانت هذه المجالس التي قال الجيش الاميركي ان عديد مسلحيها وصل الى 72 ألف مقاتل تعرضت لانتقادات حادة من أحزاب، فيما قلصت الحكومة نسبة ضم عناصرها الى قوات الأمن الى 20 في المئة، وطالب زعيم"الائتلاف"الشيعي عبدالعزيز الحكيم بوضعها تحت سلطة الحكومة. واعتبرتها"هيئة علماء المسلمين مشروعاً اميركياً لتقويض المقاومة". وحمل رئيس مجلس"صحوة الطارمية"، الشيخ عماد الجبوري تنظيم"القاعدة"مسؤولية استهداف"مجالس الصحوة"، وقال ل"الحياة""ان الجيوب المتبقية للتنظيم في العراق بدأت تلجأ الى اساليب الهجوم المباشر بعدما تخلت عنها جميع الفصائل المسلحة التي كانت تساندها في السابق"، مطالباً الحكومة باتخاذ"تدابير لإسناد تلك الافواج التي استطاعت توفير الأمن في مناطق مضطربة في بغداد والمحافظات". وكان بن لادن دعا في رسالة صوتية السبت الماضي السُنة في العراق إلى عدم الانضمام إلى"مجالس الصحوة"والعشائر التي تقاتل التنظيم، أو المشاركة في حكومة وحدة وطنية. واعتبر أن"أكثر الشياطين من ضمن الخونة هم الذي يستبدلون دينهم بدنياهم". وانتقد في رسالته زعيم مجلس"صحوة الأنبار"الراحل عبد الستار أبو ريشة الذي عرف بمواجهته"القاعدة"غرب العراق، ولقي مصرعه في أيلول سبتمبر الماضي. وأضاف أن"المسؤولين الأميركيين والعراقيين يسعون إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم السُنة والشيعة والأكراد. ومهمتنا إفشال هذه المخططات الخطيرة التي من شأنها أن تمنع قيام دولة إسلامية في العراق، وهي التي ستكون جدار مقاومة ضدّ الخطط الأميركية لتقسيم العراق".